مع الدكتور بدر طنشري الوزاني: كل ما تجب معرفته عن تربية الحيوانات الأليفة -7-

التزاوج الطبيعي والتقنيات الحديثة للولادة

 

الكلاب، القطط، الخيول وغيرها من الحيوانات، علاقتها بالإنسان ليست وليدة اليوم، تتعدّد دوافع وغايات والارتباط بها، إما بغاية الحراسة أو الخدمة أو الألفة والمؤانسة ومواجهة الوحدة أو غيرها من الأهداف، التي وإن اختلفت المقاصد من وراءها إلا أنها تؤكد على أن الرابطة بين البشر وبعض هذه الحيوانات تكون أكثر متانة وقوة وأشدّ وفاء.
وإذا كانت الرغبة في الحصول على أحد هذه الحيوانات وترتبيها قوية بالنسبة للبعض، فإن الاعتناء بها وتوفير كل الشروط لها يجب أن يكون أقوى، فهذا الأمر يعتبر شرطا أساسيا، للحفاظ على حقوقها، وحماية صحتها وصون سلامتها وعدم تعريضها للخطر، وهو ما يتطلب الإلمام بالعديد من “التفاصيل الحياتية” منذ الولادة، كما هو الحال بالنسبة للتلقيح، التعامل مع الأمراض، التغذية، العلاقة بالمحيط، النظافة، التزاوج وغيرها من المعطيات لتفادي الإضرار بها وفقدانها في لحظة من اللحظات بسبب تقصير أو سوء تقدير.
“الاتحاد الاشتراكي” ومن أجل الاطلاع أكثر على كيفية التعامل مع “ الحيوانات الأليفة “، اختارت أن تخصص للقراء سلسلة من الحلقات لأجل تقريب كل المعلومات المتعلقة بتربية عدد منها، مستضيفة في هذا الإطار الدكتور بدر طنشري الوزاني، الطبيب البيطري، ورئيس المجلس الوطني للهيئة الوطنية للأطباء البياطرة، للوقوف عند التفاصيل المختلفة من أجل تربية سليمة للكلاب والقطط وغيرها من الحيوانات الأخرى …

كنا قد تعرّفنا في الحلقة السابقة على سلالات الخيول المتوفرة في بلادنا، وتحدثنا عن الغايات المختلفة التي يسعى ورائها مجموعة من المربين من خلال تربيتها، إلى جانب الإشارة إلى الشقّ الصحي في مسيرة تربية الخيول وكذا الجزء المتعلق بتتبع نموها وكيفية الاهتمام بها، وهو ما سنتناول بعضا من محاوره بشكل أكثر دقّة في هذه الحلقة وباقي الحلقات المقبلة.
إن السعي وراء الحصول على حصان أصيل بمميزات خاصة بل واستثنائية يمثل مطمحا للعديد من المربين، لاسيّما الذين يرغبون في خيول تتوّج بالبطولات والسباقات في مختلف التظاهرات، ولأجل تحقيق هذه الغاية قد يتم الاعتماد خلال مواسم التزاوج على خطوة التزاوج الطبيعي بين السلالات الأصيلة، كما هو الحال بالنسبة للخيول الإنجليزية، أو اللجوء إلى تقنيات أخرى حديثة بالنسبة لسلالات أخرى، كما هو الشأن بالنسبة للتلقيح الاصطناعي ونقل الأجنّة، هاته الأخيرة التي تم الشروع في استعمالها انطلاقا من سنة 2016، حيث تُعرض على المربين خصائص وراثية ذات جودة عالية، سواء من حيث الفحول أو اللقاحات المستعملة، وهنا تجب الإشارة بمناسبة الحديث عن هذا الأمر إلى أن المركز الوطني للتلقيح الاصطناعي للخيول ببوزنيقة، نموذجا، يعتبر أول مركز في شمال إفريقيا يتيح إمكانية إنتاج اللقاحات المجمدة ووضعها رهن إشارة مربي الخيول.
ويقوم الطبيب البيطري بمراقبة حمل الفرس، سواء الطبيعي أو بعد التلقيح الاصطناعي، هذا الأخير الذي يتطلب التأكد من تثبيته، وبعد الاطمئنان لذلك تتم متابعة أطوار الحمل الأخرى خلال مدته التي تستمر لـ 11 شهرا، وصولا إلى فترة الولادة التي تجري تفاصيلها غالبا في فترة الربيع من السنة، خلال الليل أو في ساعات مبكرة من الصباح، وهو التوقيت الذي يتميز بالهدوء. وتمر مرحلة الولادة بثلاثة أشواط، الأولى تهمّ ما قبل الولادة ومن العلامات الدّالة عليها تقطّر الحليب والتبول المتكرر إضافة إلى التمدد والاستلقاء المتكرر إضافة إلى أعراض أخرى، ثم مرحلة الولادة فمرحلة الخروج من المشيمة، وهي لحظة دقيقة يجب التعامل معها بانتباه كبير تلافيا لأية حوادث مفاجئة يمكن أن تقع وحتى تمر عملية الولادة بكيفية طبيعية.
إن لحظة وضع الفرس لمولودها الذي كان في أحشائها تعتبر لحظة بالغة الأهمية في حياة المهر الذي يقبل على الحياة ويرى النور لأول مرة، حيث يحرص الطبيب البيطري على أن يقف على أرجله بعد نصف ساعة الأولى من ولادته، والشروع في الرضاعة، إضافة إلى التخلص من فضلاته، وهي الخطوات الثلاث الأساسية لكي يتم التأكيد بأن عملية الولادة كانت جيدة ومرت في ظروف سليمة ومنحت الفرس والمربي مهرا في صحة جيدة قد يعد بمستقبل مليء بالإنجازات والألقاب، وفقا لما تشتهيه النفس.


الكاتب : إعداد : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 30/03/2023