مقاطعة مولاي رشيد تترك مصائب الزلزال وهشاشة المنطقة وتبحث عن استجمام الموظفين في نادي الفروسية

في سابقة يعجز اللسان عن وصفها، دعت يوم 5 شتنبر مقاطعة مولاي رشيد أعضاء مجلسها لعقد دورة شتنبر، جدول أعمال الدورة تضمن نقطتين فريدتين، الأولى تتعلق بدراسة حساب النفقات من المبالغ المرصودة برسم السنة المالية 2024، والثانية، وهذه هي الطامة الكبرى، تتعلق بملتمس للعامل لأجل استفادة موظفي المقاطعة من خدمات المركب الرياضي للفروسية الكائن بسيدي عثمان ؟! إذا سالت أي مواطن في ربوع المملكة عن منطقة مولاي رشيد ستسمع العجائب عن وضعية هذه المنطقة الفسيحة ذات العقارات المترامية الأطراف، دون أن يستغل أي جزء منها لتنمية المنطقة بهدف رفع الهشاشة عن جزء كبير من ساكنتها، التي تفتقد لأبسط مرافق الترفيه ومنشآت اقتصادية توفر فرص الشغل، وقد عودتنا هذه المقاطعة منذ أن كانت جماعة على غرائبها التي تحولت إلى نكت بسبب التدبير الفاشل الذي شهدته، تطلع علينا في هذه الأيام بهذه النقطة التي تشبه “السيتكومات” وتخسر الوقت والورق و”المازوت” لتتدارس ملتمسا سيرفع للعامل كي يستفيد الموظفون من مركب الفروسية، بغض النظر عن تفاهة النقطة، هل من أدرجوا النقطة يراعون ظرف وطنهم؟
كنا ننتظر أن تعقد دورة استثنائية لصرف أموال لفائدة عائلاتنا المتضررة من الزلزال في الحوز وأكادير وتارودانت والمناطق أخرى قصد المساعدة، لكن غابت هذه الدورة وظل الفرس ” يدردك ” على ورق الجماعة، للإشارة، شباب منطقة مولاي رشيد وجب رفع القبعة له، يافعون وشباب تجندوا منذ أن فعل الزلزال فعلته فينا، لجمع التبرعات من الأسر، بشكل طوعي ومبهر، يثلج الصدور ويحيي الأمل في أعيننا، تصوروا أنهم طلبوا التبرع حتى بما قد تحتاجه الحيوانات الأليفة في المناطق المتضررة، وتراهم يركضون من هذا الدرب إلى ذاك ومن تلك الحومة إلى أخرى بدون كلل، بدون توجيه من أحد، فقط عاطفتهم وعزمهم وإنسانيتهم، فيما كانت الإنسانية “تتمرمد” في القاعة المكيفة، فإذا كان لابد وأن يستفيد أحد من هذا المركب فهم هؤلاء الشباب واليافعون بعدما فوتتم كل العقارات وتركتموها عرضة للتكدس في أبنية المنهشين العقاريين، بدون منتجعات، وسلطتم جمعيات على ملاعب المفروض أنها بنيت لأجلهم جعلوها ملكا خاصا بهم، وعليهم في كل صيف أن يقطعوا المسافات بحثا عن ماء رخيص لإلقاء أجسادهم الساخنة فيه، معرضين لخطر الطريق، بدل تشييد مسابح قريبة منهم ومناطق للترفيه يحسون فيها بالأمان !
مخجلة هذه النقطة ومخجل ما تعيشه المنطقة، ومخجل أن مجلسا يسمي نفسه مجلسا يترك كل هذه الهموم وينغمس في الترهات في دورة رسمية؟ !


الكاتب : ع. رياض

  

بتاريخ : 27/09/2023