من تبعات تجميد وضعية اتحاد كتاب المغرب داخله .. «كتاب جمهورية الوهم» في محاولة تسلل إلى الاتحاد العام للأدباء العرب

كيف يمكن أن تؤثر أزمة اتحاد كتاب المغرب في مسار قضيتنا الوطنية؟ من الرابح من وضعية تجميد عضوية الاتحاد داخل الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب منذ 2018؟ ومن المسؤول عن هذا الوضع الذي حرم الاتحاد من عضويته والتي كان يشغل في ولايتها السابقة، منصب نائب الأمين العام؟
أسئلة لا يتم طرحها اعتباطا أو تضخيما لحدث عابر، حينما يتم ربطها بحدث استقبال الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، علاء عبد الهادي لوفد الكتاب الجزائريين خلال فعاليات معرض القاهرة الدولي بداية الشهر الجاري مرفوقا بمصطفى الكتّاب، “الكاتب والديبلوماسي” المحسوب على جمهورية الوهم، والذي قُدِّم ممثلا لاتحاد الصحفيين والكتاب الصحراويين الذي يتخذ من مخيمات اللاجئين مقرا له وهو اللقاء الذي تم فيه تقديم طلب العضوية داخل هذه الهيئة الثقافية.
وكان قد سبق للمدعو مصطفى الكتّاب أن نال العضوية داخل هيئة الاتحاد الكتاب العرب الذي يوجد مقره بدمشق في شتنبر 2022 بعد استقباله من طرف الأمين العام لهذا الاتحاد، نفعي أحمد محمد.
وإذا كان الأمين الحالي للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب علاء عبد الهادي قد رفض التجاوب الفوري مع طلب عضوية «اتحاد الصحفيين والكتاب الصحراويين»، فإنه أكد لمصطفى الكتّاب أنه سيعرض مسألة العضوية في المؤتمرالعام للاتحاد والذي سيعقد في دجنبر القادم.
إن خطورة عرض عضوية هذا الاتحاد التابع للكيان الوهمي، داخل المؤتمر المقبل، تتبدى أكثر إذا تم ربطها بوضعية اتحاد كتاب المغرب المجمدة منذ 2018، أي بعد فشل مؤتمر طنجة، وبعد الاتهامات التي كالها رئيس اتحاد كتاب المغرب للأمين العام للاتحاد آنذاك، الراحل الحبيب الصايغ، ولرئيس اتحاد كتاب مصر حينها علاء عبد الهادي ولرؤساء اتحادات كل من تونس واليمن، وهي الاتهامات التي أدت، من بين اعتبارات أخرى، إلى اتخاذ قرار التجميد . وقد أصدر الاتحاد وقتها، بيانا أكد فيه أنه «ينظر بقلق لما حدث بالمؤتمر العام الأخير بالمغرب، فيما يرتبط بالإجراءات بتولى لجنة تسيير الأعمال وقانونيتها وخصوصا أنها تضم نفس الأعضاء الذين أسقطهم المؤتمر العام الأخير..» . وكانت تلك بداية عزل اتحاد كتاب المغرب بعدم دعوته الى الاجتماع الدوري لمجلس الاتحاد العام بالقاهرة في غشت 2019» بسبب تجميد عضويته وحتى يعقد مؤتمره ويجري انتخابات ديمقراطية» (كانت قد تأخرت وقتها بأربع سنوات)، تلا ذلك إعلان جميع اتحادات وروابط وأسَر وجمعيات ومجالس الأدباء والكتاب العربية التابعة للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، مقاطعتها للمؤتمر العام لاتحاد كتاب إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، بمدينة الرباط خلال شهر يناير 2019، وهاجمت هذه الاتحادات، وقتها، رئيس اتحاد كتاب المغرب مؤكدة في بيان لها أن مقاطعتها لمؤتمر اتحاد كتاب إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية بطنجة لا تستهدف هذا الاتحاد، ولن تقاطع فعالياته المقبلة «إذا أقيمت في ضيافة اتحاد شرعي»، في إشارة من الهيئات المقاطعة إلى عدم الاعتراف بشرعية رئاسة اتحاد كتاب المغرب، بعد انتهاء مدة ولاية الرئيس عبد الرحيم العلام.
قرار التجميد الذي احتج عليه رئيس اتحاد كتاب المغرب عبد الرحيم العلام ووصفه بأنه قرار «تم بشكل فوضوي وعشوائي وغير قانوني»، مرجعا أسبابه إلى حسابات شخصية أو «أسباب معروفة لدى الرأي العام» ويعني بها موقف الحياد الذي اتخذه المغرب وقتها من الأزمة الخليجية بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر وقطر، أو أسباب شخصية عزاها لرغبة الصايغ أنذاك في الترشح ثانية لرئاسة الاتحاد، حيث كتب معلقا حينها:»يريد الصايغ عقد المؤتمر المقبل في أبو ظبي ليضمن إعادة ترشحه لمنصب الأمين العام… وهو السبب الذي حدا به إلى الإسراع إلى تجميد منصب النائب الأول» ، مضيفا « إن منصب الأمين العام لم يعد يشرفنا ولا يهمنا بل وقد تنازلنا عنه للأمين العام ولغيره من الكتاب المساكين ممن يتهافتون عليه».
علاء عبد الهادي رئيس اتحاد كتاب مصر آنذاك، والأمين العام الحالي للاتحاد العام، لم يسلم من هذه الاتهامات بالمشاركة في «الانقلاب» على نائب رئيس الاتحاد العام بالقول إنه «معروف بمواقفه العدوانية تجاه اتحاد كتاب المغرب والتي لها أسبابها المتظافرة، منها ما اكتشفته شخصيا إبان وجودي بالقاهرة في نونبر 2016 باعتباري عضوا في لجنة التحكيم جائزة القاهرة للإبداع الشعري، إذ كلفتُ وقتها بالتحري في موضوع الصراع القائم بين الاطراف المتنازعة داخل اتحاد كتاب مصر من وثائق تتعلق باختلاسات مالية».
هكذا فوتت هذه الحسابات على اتحاد كتاب المغرب فرصة التواجد داخل هذه الهيئة التي انتسب إليها منذ عقود، وترك الساحة فارغة ليعبر أعداء المغرب في» حالة تسلل» الى أكثر المنافذ تأثيرا في الرأي العام، منفذ الثقافة والابداع، خاصة بعد تاريخه الحافل المناصر لقضية وحدتنا الترابية التي هي محط إجماع المغاربة بكل أطيافهم السياسية والثقافية والنقابية، ومن هنا خطورة أن يسعى الخصوم الى حشد تأييد بعض الاتحادات التي طالها السب للتصويت لهذا المسعى الانفصالي.
إذن والحالة هاته، فإن من مصلحة اتحاد كتاب المغرب، وهي مهمة استعجالية اليوم، أن يجدد هياكله التنظيمية لأن تجميد عضويته داخل الاتحاد العام للكتاب العرب وفي حال عقد المؤتمر في دجنبر المقبل، دون حلحلة أزمته، سيغيبه لا محالة عن هذه المحطة ، وسيعزز حظوظ الكيان الوهمي في نيل العضوية، وهي الضربة الموجعة التي ستؤثر لا شك في قضيتنا الوطنية. اليوم المطلوب من كل الأطراف، بل ومن الوزارة الوصية، التدخل لإعادة قطار الاتحاد الى سكته، بالتوافق حول بلورة تدابير انتقالية وإجراءات تجعل الاتحاد يستأنف مسيرته التنويرية والتحديثية داخل المجتمع، بعيدا عن تضخم الذوات والحسابات الضيقة، وعليه نوجه نداء صادقا لكل المثقفين والكتاب المغاربة للتحرك قبل فوات الأوان.


الكاتب : حفيظة الفارسي

  

بتاريخ : 17/02/2023