لما احتفى الاتحاد بأسر شهداء الوحدة الوطنية ردا على خصومه

نظمته المحرر وليبراسيون بمشاركة ناس الغيوان والثنائي بزيز وباز منذ نصف قرن تقريبا

 

«نصف قرن تقريبا (45 سنة )مر على هذا الإعلان والحفل المتعلق به..لحظة عاطفية أكثر منها فنية إعلامية….يغري بإعادة التجربة … وأرجو ممن حضر الحفل أن يحكي لنا عنه قليلا لكي نستعيد اللحظة وننشر ما توفر عنها».
كان هذا الإعلان الذي نشره عبدالحميد الجماهري مدير نشر وتحرير جريدة الاتحاد الاشتراكي، على صفحته الرسمية على الفيسبوك، كافيا لينال تجاوبا كبيرا من طرف العديد ممن حضروا هذه اللحظة يوم السبت 10نونبر 1979 .
وهو الحفل الذي نظمه الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من خلال جريدة المحرر،» الاتحاد الاشتراكي « وجريدة ليبراسيون بمشاركة تطوعية من ناس الغيوان والثنائي بزيز وباز لصالح أسر شهداء الوحدة الوطنية بالمسرح البلدي بالدار البيضاء .وقد جاء هذا الحفل ردا على الهجوم على الاتحاد الاشتراكي من طرف الخصوم ،متهمين إياه بأنه يشوش على القضية الوطنية.
هنا ننشر مساهمة الأخ توفيق الوديع، الذي كان حاضرا في هذا الحفل ،حيث شحذ ذاكرته ، واسترجع معنا أجواء ولحظات هذا الحفل الفني.

 

الذكرى والذاكرة
10 نونبر 1979

المحرر وليبراسيون وتنظيم العرض الفني بالمسرح البلدي بالدارالبيضاء لصالح أسر شهداء الوحدة الترابية.
أخذتي تدوينتك أخي عبدالحميد الجماهري إلى الوراء 45 سنة وأنا ابن السابعة عشر ،أعيش تفاصيل التحضير للحفل الفني الذي قررت الجرائد الوطنية الأكثر إقبالا حينها (المحرر وليبيراسيون) ،تنظيم حفل رمزي تؤكد من خلاله، لمن كان يريد اللعب على الحبال، تمسكها وتشبثها بقضية الوحدة الوطنية ودفاعها المستميت عنها، وكان ذلك بعد أن عرفت الساحة الوطنية الداخلية خلال سنة 1979 أحداث خاصة نذكر منها، اضرابات المعلمين والأستاذة شهر أبريل، استشهاد الشاب محمد كرينة يوم 24 أبريل تحت التعذيب بعد إحيائه ليوم الارض يوم 30 مارس ،لاحتفال بأول فاتح ماي تحت أعلام الكونفدرالية الديمقراطية للشغل الحديثة النشأة آنذاك، والذي كان يوما تاريخيا على الصعيد الوطني والمحلي أرهب الخصوم.
كان الحماس منقطع النظير ونحن نتوجه جميعا نحو المَعْلَمة/ المسرح الذي امتلأ عن آخره بشباب آمنوا بكل القضايا الوطنية، وأرسلوا رسائل خاصة لمن يعنيهم الأمر، بأن الاختلاف الجوهري حول طرق التسيير ومعارضة السياسات الداخلية لا تعني التخلي عن الدفاع عن الوحدة الوطنية.
كان الجميع حاضرا…أسماء طبعت شبابنا وكانت قدوة لنا، أغلبهم ودعنا إلى دار البقاء.
اهتزت جنبات المسرح عند دخول مجموعة ناس الغيوان، وقبل أن تصطف ،كانت الجماهير قد قررت المقاطع التي ستُؤدى و لم يبق للمجموعة إلا العزف…
جميع المقاطع كانت تعبر عما يخالج الجماهير الحاضرة وعن ثورتها على الأوضاع.
مهمومة
غير خوذوني لله غير خودوني
فين غادي بيا أخويا
الماضي فات
ياصاح
الله يا مولانا….
وكانت الفقرات تتخللها مقاطع للفنانين بزيز وباز اللذين عرفا كيف يوصلان رسائلهما بفكاهتهما المعلومة…
انفض الحفل بعد منتصف الليل، بهدوء ، وأيادينا على قلوبنا خوفا على المجموعة، والثنائي، من المبيت في درب مولاي الشريف والمساءلة عن سبب كل ذاك النجاح…
في القاعة كانت الإشاعات تتحدث عن حضور رجال الشرطة السرية للكواليس لثني المجموعة والثنائي عن المزيد من الأغاني الحماسية
كانت سهرة رائعة…
شكرا لمن نظم، لمن احتفل ولمن تذكر.


الكاتب : توفيق الوديع

  

بتاريخ : 09/04/2024