نقاشات فيلمية : مجاز، رمزية ، تاريخ حب وعاطفة..

تواصلت أول أمس الخميس جلسات مناقشات أفلام المسابقتين الرسميتين القصيرة و الطويلة، وكان عددها في هاته الجلسة خمسة، عوض ستة مقررة، بعدما غاب المخرج علي بنجلون ، مخرج الفيلم القصير « قلق» عنها لأسباب مهنية.
الجلسة النقاشية الصباحية الطويلة جدا، كان « باكورتها» الفيلم القصير « سفسطة» للمخرج عبدو المسناوي، الذي استهل حديثه عن فيلمه بأنه مقتبس عن نص للروائي فواد العروي « ربع ساعة للفلاسفة»، الذي انجدب إليه بفضل عمق الخطاب، الذي يتوفر عليه، و هو مجادلة بين طالب واستاذته، في امور فلسفية وجودية» لنكتشف» يقول المسناوي أنهما يلعبان مسرحية. مضيفا أن السينما ليست موضوعا و خطابا فقط، بل أشياء اخرى، وهي التي دفعته لإنجاز هذا الفيلم من منظور ورؤية خاصين، حيث القصة في الظاهر تبرز ما تمت متابعته من خلال الحوار و المجادلة، لكن في العمق تتكلم عن التربية و التعليم وإشكالياته بالمغرب، وكذا عن إشكالية تدريس مادة الفلسفة ، التي يعتبرها آلية من آليات تنوير العقل..، قائلا في هذا السياق أن القسم هو المجتمع، والاستاذ هو النظام التعليمي و»عمر» البطل هوأفراد الشعب..
وأضاف عبدو المسناوي أن « سفسطة» ، الذي لم يكن أي اعتراض حول مقاربته السينمائية من لدن فؤاد العروي بعد مشاهدته له، قد انجز بداية في 20 دقيقة ثم 16 دقيقة فال13 دقيقة، التي حاول فيها طرح إشكالية ضخمة وهي إشكالية التعليم/ إشكالية الإنسان.
« يوم ما» كان هو الفيلم القصير الثاني الذي خضع «للمناقشه» للمخرج رشيد زكي، وهو الخامس في تجربته السينمائية، التي استمد أحداثها بوقائع لها ارتباط بالتاريخ ( DATE)، تلعب فيه الصدفة الدور الرئيس، وقد « قولبها» في حدث عاطفي إنساني.. يجسد فيه رؤيته للعالم للإنسان، التي تبقى رؤية خاصة سينمائية بالدرجة الاولى على الشاسة.
وكشف رشيد زكي، أنه بعد التجربة المحترمة التي راكمها في الفيلم القصير، لم يجد بعد نفسه لكي يقتحم عالم الفيلم الطويل، الذي ربما قد يأتي في القريب العاجل أو المدي البعيد، حيث ما يقوم به الأن سينمائيا هو نقل إحساسه،وقناعاته..
« دقات القدر» الفيلم الطويل للمخرج اليونسي، اوضح بصدده هذا الاخير، أنه اقتبس من راويته «السمفونية الخامسة»، التي كتبت بالتوازي مع كتابة السيناريو، والتي كانت ثمرة نقاش طويل بينه و بين الاصدقاء، و بين العمل الادبي و العمل السينمائي ، موضحا ان الهدف من « دقات القدر» ليس الحديث عن التعايش الديني أوما شابه ذلك ، وإنما هو مناقشة مفهوم « القدر» هل نحن مسيرون او مخيرون»، وبالتالي فتوظيف التاريخ وأحداثه في الفيلم هي ذات طبيعة رمزية، (1921 – 1926 مثلا) ، استخدمت كخلفية لمناقشة الموضوع.. ، حيث يميط اللثام من خلاله عن أحداث بصمت ذاكرة الريف، بعدما قذف الجيش الإسباني المنطقة بالغازات السّامة …
وقد عرج اليونسي بالمناسبة، وانطلاقا، من الصعوبات التي عرفها الفيلم، للحديث عن الصناعة السينمائية في المغرب التي اعتبرها أنها ما زالت في طور البناء، إذا كشف أنه مازلنا نعاني كثيرا في مجمل مراحل صناعة الفيلم السينمائي المغربي ، سواء على مستوى الإنتاج أو أماكن التصوير وغير ذلك..
بدوره تحدث المخرج كمال كمال عن فيلمه السينمائي الجديد الذي برمج صبيحة الخميس لأجل المناقشة، وهو رابع فيلم له بعد « طيف نزار» ، «السمفونية المغربية»، و «الصوت الخفي»، حيث كشف ان موضوعه مستقى من الواقع السياسي خاصة في سنة 1993، حيث أن المغرب لكي ينتقل إلى دولة الحق و القانون اضطر إلى تصفية بعض مظاهر الفساد داخل بعض الاوساط الرسمية، وقد تم الاعتماد لإبراز ذلك على تقنية التصوير « الويكلو» ( الفضاء المغلق)، وهي تقنية قليلة التوظيف في السينما المغربية، حيث استعان بها– يقول كمال –بعد مشاهدته لافلام سينمائية دولية.. عديدة، وتعتمد على ديكور واحد وممثلين قلائل.. ومكان واحد وهو السجن في « نديرة»، الذي كان عبارة سجن مجازي مثلما كانت شخصية «نديرة» (جيهان كمال) مجازية. .. يقصد منه ورائها الحماية من الاخطار التي قد يتعرض لها الإنسان من لدن أي جهة كانت ولأسباب مختلفة، حيث –يضيف كمال – أن العالم الآن اصبح في ما يشبه السجن، حركاته وافعاله و تنقلاته.. مراقبة، ليس بهدف التضييق عليه وقيده.. وإنما من اجل حريته و حمايته وانضباطه للقوانين..
واضاف كمال كمال أنه وجد صعوبة كبيرة في إنجاز «نديرة «، الذي كان من تمويل خاص ( المنتج سعيد كوكاز)، لأنه لم يكن مدعوما من لدن المركز السينمائي المغربي بسبب تداعيات تصوير فيلمه السينمائي السابق» الصوت الخفي «..
آخر فيلم في هذه الحصة « النقاشية» كان فيلم» امباركة» للمخرج محمد زين الدين، الذي أنجز بعد كل من أفلام «يقظة»، «واش اعقلتي على عادل» و» غضب»، قال بصدده المخرج أنه فيلم كان بالضرورة ان يقوم به، و ليس فيلما صدفة، اشتغل فيه على توظيف الذاكرة الفردية كما الذاكرة الجماعية، ادمج فيه ما العنصر تخييلي بما هو وثائقي حول مدينة خريبكة و تاثير صناعة الفوسفاط فيها، وقد تم تلقيح الفيلم بقصة حب بين «امباركة « و»اشعبية، التي هي قصة من المتخيل، بالاستعانة بممثلين محترفين وهواة، موضحا، الانطلاق في الإعداد للفيلم كانت منذ سنة 2015 ..


بتاريخ : 09/03/2019

أخبار مرتبطة

  اعتبر المخرج الفرنسي من أصل جزائري مهدي بنعلال ، أن المهرجانات ليست نافعة فحسب، بل هي أكثر من ذلك،

  انعقد يوم الثلاثاء 30 أبريل 2024 بدار الثقافة لقاء ثان مخصص لتقديم كتابين وهما: «شذرات من مشاهد…» للمخرج المغربي

أساتذة و باحثون يجمعون على أهمية سينما فوزي بنسعيدي نظرا للمواضيع المطروحةو طريقة معالجتها     أجمع المتدخلون ،محمد باكريم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *