يساهم انتشار الكلاب الضالة غير الملقّحة في استمرار تفشّيه.. السُعار يقلق المواطنين والفاعلين الصحيين ودعوات لبذل جهود أكبر للحدّ منه والقضاء عليه

دعت الجمعية المغربية للصحة العمومية والبيئية إلى مضاعفة الجهود واعتماد رؤية واضحة تضمن إشراك كل المتدخلين من أجل القضاء على السعار في المغرب، مشيرة إلى أن هذا الداء، وعلى خلاف العديد من دول العالم التي حققت نتائج متقدمة وملحوظة في الحد منه والقضاء عليه، لا يزال يحصد أرواح الضحايا في المغرب، بشكل يعتبر مقلقا ويطرح أكثر من علامة استفهام.
ونبّهت الجمعية الصحية، التي تضم في عضويتها فاعلين وخبراء في مجال الصحة، بمناسبة اليوم العالمي ضد السعار، الذي يتم تخليده في 28 شتنبر من كل سنة، إلى استمرار تفشي الداء وتواصل اتساع رقعة الإصابات والضحايا بالرغم من كل الجهود التي يتم بذلها من طرف السلطات العمومية المختصة، مبرزة أن الأمر بات يتعلق بإشكالية تتواصل بمرور السنوات، ويزيد من حدّتها واستفحالها انتشار الكلاب الضالة التي تعتبر خزانا رئيسيا للمرض وناقلا له، خاصة وأن أغلبها لا يستفيد من أي لقاح ضد المرض، بشكل يحدّ من انتشار الداء ويحول دون تفشي العدوى وإصابة المزيد من الضحايا، صغارا وكبارا، نساء ورجالا.
الكلاب الضالة المنتشرة في المدن وفي البوادي بدون أي تلقيح، أكدت الجمعية المغربية للصحة العمومية والبيئية على أن خطرها سيظل متواصلا، علما بأن اللقاحات التي يمكنها حماية الإنسان من السعار كما هو الشأن بالنسبة للحيوان متوفرة، وهو ما يتطلب انخراطا واسعا وإشراكا كاملا لكل الفاعلين في إطار استراتيجية واضحة وموحدة تهدف إلى تسريع التدخلات التي من شأنها المساهمة في القضاء على داء السعار وحماية الأشخاص من مخاطر المرض القاتل الذي ينتقل بشكل أكبر جراء الاعتداءات التي يتعرضون لها من طرف كلاب ضالة مصابة.
وعلاقة بالموضوع، ارتفعت خلال الأشهر الأخير تحديدا، وفي العديد من مدن المملكة، أصوات مواطنين وفاعلين للمطالبة بتخليص مجموعة كبيرة من الأحياء من احتلال الكلاب الضالة، بشكل أصبح يثير تخوفات الجميع، خاصة في ظل ارتفاع حوادث الاعتداءات، ومنها الحادث الذي وقع شهر غشت الفارط، بعد أن تعرضت طفلة رفقة شقيقها المصاب بالتوحد في وزان لاعتداء كلب مسعور، تطلب نقلهما على وجه الاستعجال إلى المستشفى الإقليمي أبو القاسم الزهراوي من أجل تلقي العلاج. حادث لم يكن بالمعزول أو الوحيد، إذ انضاف إلى حوادث مماثلة متعددة، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر، ما شهدته منطقة أيت ملول هي الأخرى بعد تسجيل حالات اعتداءات متعددة لكلب مسعور هاجم مجموعة من المواطنين قبل حوالي شهر، مما تسبب في نقل المصابين إلى المستعجلات طلبا للعلاج مخافة التعرض لمضاعفات صحية وخيمة قد تؤدي إلى ما لايحمد عقباه.
وجدير بالذكر أن الخبراء يؤكدون على أن أغلب حالات السعار في المغرب تسجل في صفوف الحيوانات وذلك بمعدل 300 حالة في السنة، في حين تقدّر وزارة الصحة والحماية الاجتماعية والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية عدد الإصابات عند الإنسان بـ 20 حالة إصابة كمعدل سنوي، أغلبها وبنسبة 88 في المئة يكون سببها عضة كلب.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 03/10/2023