يعرف إهمالا كبيرا، ومتطوعون ينظّفون رماله خارج فترة الصيف عيوب شاطئ بوزنيقة في حاجة إلى إصلاح واهتمام يتجاوزان فصل «الاصطياف»

 

يعتبر شاطئ بوزنيقة من الشواطئ المغربية المتميزة التي تعرف إقبالا واسعا، فضلا عن تصنيفه ضمن خانة الشواطئ الحاصلة على اللواء الأزرق، دلالة على توفره على عاملي الجودة والسلامة، مما يجعله قبلة مفضلة للكثيرين، لكن عامل «الجودة» يتبين على أنه يقتصر على فترة زمنية محددة تتمثل في فترة الصيف فقط خلافا لباقي أشهر السنة، وهو ما عاينته «الاتحاد الاشتراكي» خلال زيارة لهذا الشاطئ قبل أسبوعين.
«واش ما نسيتي والو قبل ما تمشي»؟ مضمون يافطة كبيرة يمكن للجميع رؤيتها بهذا الشاطئ، ويتعلق الأمر برسالة بليغة غايتها الدعوة للحفاظ على نظافة رمال الشاطئ ومياه البحر، والحفاظ عليهما من التلوث، لكي يمكن للزائرين المصطافين قضاء فترة طيبة بعيدة عن كل ما يشكّل إزعاجا لهم ويقلق راحتهم. هذا المضمون الذي جاءت به الرسالة، يتم الحرص على تطبيقه خلال فترة الصيف، لكن في لحظات أخرى من السنة يعيش هذا الشاطئ حالة من الفوضى، فإلى غاية متم شهر ماي، ورغم وضعية الطقس التي تعرفها المنطقة والبلاد عموما، التي تتميز بحضور مستمر للحرارة مقابل سقوط خفيف للأمطار بين الفينة والأخرى، فإن النفايات تواصل حضورها وتتكدس أكوامها، ولا يتم جمعها إلا من طرف بعض الشباب بشكل تطوعي، بالرغم من استقبال الشاطئ لعدد من الزوار الراغبين في الجلوس للقراءة أو بحثا عن لحظات من السكينة والهدوء أو للعب كرة القدم والسباحة كذلك؟
شاطئ، قد يشكّل دخلا لعدد من الشركات التي قد تستثمر فيه صيفا، لكن بعد ذلك يهجره الجميع إلا الأوفياء له، ومن بينهم بعض الأشخاص الذين منهم من كان يشتغل كسباح منقذ في فترة ما، ومع توالي السنين توجّه لكراء الكراسي والطاولات والمظلات للراغبين فيها، لتكون هذه الخدمة وسيلة كسب وعيش لهم، بالرغم من الملاحظات والمؤاخذات التي قد يتم تسجيلها في هذا الإطار، سواء في إطار السلوكات التي تنتج بين المعنيين بالأمر أو في ارتباط ببعض مرتادي الشاطئ. وعاينت «الاتحاد الاشتراكي» بعض هؤلاء الشباب وهم يقومون بمهمة التنظيف بشكل تلقائي، وصرّح أحدهم قائلا «إذا هجر الجميع الشاطئ فإننا لا نفارقه، ونسعى لتنظيف مرافقه وفقا للمستطاع حتى يجد زواره، وإن كانوا قلائل، في أية لحظة من اللحظات متنفسا تتوفر فيه بعض الشروط لاستقبالهم»، داعيا إلى «تأطير وتنظيم عملية كراء المظلات الشمسية والكراسي والطاولات، بشكل معقلن، يحافظ على رونق الشاطئ ويحترم مواقف مرتاديه وحقهم في الاستجمام بدون قيود كذلك».
يكشف التجول في شاطئ بوزنيقة اليوم، عن مفارقات عديدة، تتطلب تدخلا وتصحيحا، فالمرافق الصحية تفتقد للعديد من المواصفات ويتم استعمالها في أيام الصيف العادية بشروط، وأحيانا لا تتوفر على مياه، وفقا لشهادات استقتها الجريدة، بل أن منها من تحوّل إلى فضاءات للتخزين، ولا توجد صناديق للقمامة من أجل تشجيع رواد الشاطئ على اللجوء إليها، فضلا عن انتشار الكلاب الضالة، وهي الوضعية التي لا تقف عند شاطئ بوزنيقة فحسب بل تمتد كذلك إلى شاطئ الداهومي، الذي تحتاج المسالك المؤدية إليه إلى تعبيد، وإلى توفير الحماية والأمن، والحرص على حضور النظافة والإنارة العمومية، وكذا العدد المناسب من السباحين المنقذين مع تمكينهم من الوسائل المساعدة وتشجيعهم ماديا ومعنويا، لتقديم خدمات لمواطنين من مختلف الفئات العمرية والشرائح الاجتماعية، الذي يبحثون عن قضاء لحظات آمنة في شواطئ المملكة بشكل عام.

(*) صحفية متدربة


الكاتب : وفاء الرشقي (*)

  

بتاريخ : 13/06/2023