يونس أغومي الجراح في المستشفى الجامعي بمونتريال يتحدث عن (الماء الأزرق) : لص البصر الصامت المؤدي إلى العمى!

هل تعلم عزيز القارئ، أن حوالي60إلى 80مليون شخص في جميع أنحاء العالم يتأثرون بالجلوكوما؟ وأن 8ملايين منهم يعانون من العمى بسببها؟ وأنه المسؤول عن 20% من حالات العمى في أوروبا لوحدها؟ خلال الأسبوع العالمي لل»جلوكوما»، من 12إلى 18مارس 2024، يسعى المستشفى الجامعي “شوم” (CHUM) ب»مونتريال»إلى زيادة الوعي بأهمية فحص هذا المرض وإدارته.
تعريف المرض..

في تعريف بسيط لل»جلوكوما» (الماء الأزرق)، أو الملقب ب “لص البصر الصامت»، فهو عبارة عن مجموعة من اضطرابات العين تؤدي إلى تلف تدريجي للعصب البصري (عصب يوجد في الجزء الخلفي من العين ويتصل بالمخ، وهو مسؤول عن إرسال إشارات ضوئية إلى المخ حتى تتم الرؤية)، تحدث عندما لا يُصرَّف السائل الموجود في العين (السائل الهدبي) بشكل صحيح، مما يزيد الضغط داخل العين والعصب البصري والذي يمكن أن يسبب فقدان البصر إذا لم يُكشَف عنها وتُعالَج في وقت مبكر، ويمكن أن تؤثر على الناس من جميع الأعمار بما في ذلك الرضع، لكنها الأكثر شيوعًا لدى البالغين.
أنواع الجلوكوما

ينقسم هذا المرض إلى 3أنواع رئيسية، وهي: مفتوحة الزاوية وهو النوع الأكثر شيوعًا ويحدث بشكل تدريجي، حيث لا تُصرِّف العين السائلَ الذي بداخلها كما ينبغي، ونتيجة لذلك يزداد ضغط العين ويبدأ تلف العصب البصري، وعادة ما تكون في كلا العينين. مغلقة الزاوية: هي حالة طبية طارئة حيث تمنع الحافة الخارجية للقزحية (الجزء الملون من العين) السائلَ من التصريف من مقدمة العين، فيؤدي إلى تراكم السائل؛ مما يسبب زيادة مفاجئة في ضغط العين، وإذا لم يُعالَج فيمكن أن يسبب العمى خلال بضعة أيام. الجلوكوما الثانوية: ناجمة عن مشكلة في العين مثل التهاب القزحية (الطبقة الوسطى الملونة من العين)، وإصابات العين، أو العمليات، أو بعض الأدوية. جلوكوما خلقية: تصيب حديثي الولادة أو الأطفال بسبب وجود عيب خلقي في تطور زاوية العين نتيجة لضعف نمو العين، وهذا يعني أن سائل العين لا يمكن أن يتدفق بشكل طبيعي، والأطفال الذين يعانون من الجلوكوما الخلقية لديهم عيون غائمة وحساسية للضوء وزيادة في دموع العين، وقد يكون لهم عيون أكبر من المعتاد.
رأي المختص..

يرى الدكتور “يونس أغومي»، طبيب العيون والجراح في المستشفى الجامعي “CHUM”، وكذلك الأستاذ المساعد السريري ورئيس قسم الجلوكوما في جامعة “مونتريال»، خلال استضافته في نهاية أشغال المنتدى الدولي حول الجلوكوما، أن: “مرض الجلوكوما هو داء خطير وقاتل صامت يصيب الأعين البشرية، يحدث نتيجة اختلال التوازن بين كمية السائل المفرز وقدرة القنوات على تصريف السائل ينتج عن ذلك تراكمه داخل العين مسببًا انسدادًا وضغطًا على أنسجة العصب البصري”.
ويضيف: “وبسبب أعراض معينة، من بينها وجود بعض الأمراض المزمنة (مثل: السكري، وأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، وفقر الدم المنجلي)، قد يعاني المريض من مضاعفات خطيرة تتراوح بين فقدان البصر الجزئي والمستمر لمجال الرؤية وصولا الى فقدان الرؤية بشكل دائم (العمى). ومن الجدير بالذكر، أن سبل العلاج متوفرة (بعد التشخيص الصحيح للمرض) وتتراوح (بحسب الحالة) بين قطرات العين للحد من الضغط في العين (90% من المرضى تتم معالجتهم بهذه الطريقة)، والعلاج بالليزر لفتح القنوات المسدودة أو تقليل إنتاج السوائل في العين، وفي أقصى درجة الجراحة لتحسين تصريف السوائل من العين سواء بالطرق التقليدية (من خلال السماح بتصريف السائل عبر القنوات)، أو عبر استئصال السائل أو عن طريق “أنابيب شونت”) أو بالطرق الحديثة (الجراحات الدقيقة) التي تطورت بشدة خلال السنوات ال10الأخيرة)”.
للتذكير، فإن مؤسسة أو المستشفى الجامعي “CHUM”، تعتبر صرحا طبيا متقدما مقره»كندا» (في جامعة مونتريال) وهو مستشفى مبتكر يخدم السكان يتميز بمرافقه الفريدة والحديثة، فضلا عن خبرة فرقه الطبية (من بينهم الدكتور “يونس أغومي»)، مما يجعله واحدا من أكبر مجمعات المستشفيات في أمريكا الشمالية.


الكاتب : ترجمة المقدمي المهدي

  

بتاريخ : 30/03/2024