ولتفرح يا وطني

البروفسور سعيد المتوكل

أيها المارون بين المباريات المستعصية،
احملوا نجومكم ومعبوديكم وانصرفوا،
كما قال الشاعر مع الكثير من التصرف.
خذوا ما شئتم من صور وعناوين الصفحات الأولى على جرائدكم،
واتركوا لنا حظا مما عرفتم طول أزمان.
لنا الفرح الآن و غدا.
لنا أن نسترجع الفرح بعد طول غياب. سيقول آخرون لقد هرمنا من أجل أن يتحقق هذا الحلم.
إن ما عشناه عبر الشاشة أو البعض منا في قطر من تنظيم محكم فاق كل التوقعات و أفحم قوم المتباكين والمنافقين.
لقد برزت فرق دول العالم الآخر الآتي من بعيد، مما أثار حنق قوم لم يعووا لحد الآن أنهم في طريق الاضمحلال. اختلقوا بعد ما غرفوا من مال بواسطة شركاتهم التي تكلفت بالبنى التحتية والمشاريع الرياضية: اختلقوا قضايا لا مكان لها في الرياضة والتنافس الرجولي.
عوالمنا شرق المتوسط و جنوبه ليست لحد الآن جنة ولكن تشق طريقها بإصرار وأصبحت آخذة بأمرها ومتطلعة إلى غد أفضل رغم العثرات وجيوب المقاومة .
إن دول الخليج لم تصبح بتلك الصورة النمطية التي وصمتها وأصبحت تسير في طريق التقدم والبناء وحفظ كرامة الإنسان، و القادم رغم كل شيء يبقى أحسن.
في هذه الأيام التي تعرف الانتصارات، تخالجني خواطر تأبى قلمي إلا أن تسطرها.
تستحضرني تلك العبارة: مغرب اليوم ليس كمغرب الأمس، وأول الغيث قطر.
أما آن لنا أن نفرح؟
بعد ليل طويل بطله مرض الكوفيد اللعين الذي جثم على صدورنا طويلا، و انعكاسات الحرب الأوكرانية و ندرة الموارد والتضخم المالي وغلاء الأسعار وشح الأمطار؛ أطلت علينا هاته الانتصارات كطيف نبي، سعدة الأثر.
إن كرة القدم تبقى لعبة ولعن الله الجلدة كما يقول الرياضيون، لكن لها تأثيرات سيكولوجية واجتماعية تهيج الوجدان الوطني و تقوي الانتماء للوطن وتشد من اللحمة الوطنية.
الكل أصبح يردد منبت الأحرار ويختمونه بالشعار الوطني دون كلل.
وللكرة في الشعر العربي ملاحم و تحضرني قصيدة الشاعر العراقي معروف الرصافي وسأختزل منها بعض الأبيات لدلالتها:
قصدوا الرياضة لاعبين و بينهم ،
كرة تراض بلعبها الأجسام
لا تستقر بحالة و كأنها،
أمل به تتقاذف الأوهام.
إلى أن يختم:
إن الجسوم إذا تكون نشيطة،
تقوى بفضل نشاطها الأحلام.
أما آن لنا أن نفرح بفريق يمثل ما هو جميل في هذا الوطن؟
وطن كالأم يحضن أبنائه و بناته، فخورا بهم، و طن يخطو إلى فضاء أرحب يسع الجميع.
إن رمزية القائد و المدرب الوطني لتعبر على نضج النبوغ المغربي.
وليد الركراكي اسمه يحيلنا على شرفاء ركراكة ورجالها السبع الذين هاجروا من المغرب الأمازيغي إلى مهد الدعوة المحمدية و لقاء الرسول الكريم حسب السردية المغربية الإسلامية و المتخيل الشعبي .
و لتفرح يا وطني.

الكاتب : البروفسور سعيد المتوكل - بتاريخ : 19/12/2022

التعليقات مغلقة.