الفريق البركاني يواجه «الفريق شنقريحة»!

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr

يمكن اعتبار فصل قميص بركان تحولا جوهريا في تطور دولة الجزائر، وفي تفكيرها في نفسها.
بصدق وبلا هزل: هي مرحلة جوهرية في تطورها، باعتبار التطور الكرونولوجي لحياتها، فهي أولا لم تكن موجودة(بشهادة محمد أركون الجزائري) فكانت بهذا، في رحم العدم ثم خرجت من رحم الجغرافيا السياسية لفترة ما بعد الاستعمار، بعد أن كانت بركان، من أكبر حواضر المغرب احتضانا لها، بل كانت حاضنتها الترابية، وفوق ترابها يتدرب المقاتلون وفوق ترابها تصنع الأسلحة وتستقبل الوفود ومنها وفد نيلسون مانديلا، وعلى ترابها لحن نشيدها، وعبر طرقها تمر قوافل السلاح من كبدانة إلى .. التراب الجزائري.. ثم كانت المرحلة الثالثة في تطور دولة الجيران هو اعتبارها بأن وجودها مرتبط بمحاربة المغرب، فعليا، من خلال الحروب التقليدية، ولا بد من وجوده كعدو، لا سيما بعد أن كان أول يوم في الحرية هو يوم انطلاق الحرب الأهلية بين إخوة السلاح، وتواجهت الفصائل، بين قيادة بومدين وبن بلة وبين أيت احمد في جبال الأوراس والقبايل، فكان لا بد من المغرب لكي يتوحد الفرقاء، كما اقتضت بذلك عبقرية مؤسس المخابرات بوصوف، الذي أسس ذراعها في المغرب، ثم بعد ذلك جاء عصر الحرب المباشرة، من خلال المصارعة دوليا والسعي إلى تفكيك كيانه باجتزاء ترابه.
في كل المراحل السابقة، كانت ساحة المعركة واسعة، أحيانا بحجم الحدود المغربية الجزائرية، وأحيانا بحجم تراب الصحراء المسترجعة أو بحجم العالم، من شرقه إلى غربه، وما بين مسافات معسكراته، وعند كل حروبه الباردة والساخنة.. لما يزيد عن نصف قرن.. أما في المرحلة الحالية فإن…. الحرب أصبحت تقع فوق مساحة قميص!
تقلصت جبهات القتال بين »الفريق» شنقريحة والفريق في اللغة العسكرية هو الجنرال ….والفريق البركاني حتى عادت تقع بين العنق والكتف!! هناك في أعلى قميص رياضي، ترى دولة الجيران، بسبب الأعراض الجديدة لمتحورات العدوان، هوية خاصة بها. وترى في خارطة على قميص تهديدا مطلقا لوجودها.. لهذا، وبهذا، يمكن أن نفهم لماذا سعت إلى تفصيل قميص جديد لبركان ما كان لأية دولة أن تتفرغ له!

إنها‭ ‬تعتقد‭ ‬بأن‭ ‬ذلك‭ ‬طريقة‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬صياغة‭ ‬أراضي‭ ‬المغرب
وترابه‮..‬‭ ‬وأنها‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تعد‭ ‬لبركان‭ ‬راية‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قميص‭ ‬رياضي‮..‬‭ ‬وقد‭ ‬باتت‭ ‬الرايات‭ ‬العجيبة‭ ‬تخصصا‭ ‬تاريخيا‭ ‬وحربيا‭ ‬للعسكر‭ ‬الجزائري‮..‬
ليس‭ ‬للعلوم‭ ‬الطبية‭ ‬والنفسية‭ ‬ولا‭ ‬العلوم‭ ‬السياسية‭ ‬أن‭ ‬تحاول‭ ‬تفسير‭ ‬ما‭ ‬يقع‭ ‬للفريق‭ ‬شنقريحة‭ ‬ومركباته‭ ‬الرياضية،‭ ‬لا‭ ‬،‭ ‬هذا‭ ‬مجال‭ ‬صار‭ ‬من‭ ‬تخصص‭ ‬‮..‬‭ ‬الأركيولوجي‮!‬
علينا‭ ‬أن‭ ‬نقبل‭ ‬الطبقات‭ ‬المترسبة‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬وفي‭ ‬الجغرافيا‭ ‬لنبحث‭ ‬عن‭ ‬آثار‭ ‬محتملة‭ ‬لوجود‭ ‬طبقة‭ ‬سياسية‭ ‬تحت‭ ‬أسفل‭ ‬طبقات‭ ‬الأرض،‭ ‬وعن‭ ‬بقايا‭ ‬عظام‭ ‬قابلة‭ ‬للحياة‭ ‬لنفسر‭ ‬ما‭ ‬يقع‭ ‬بجوارنا‮..‬
لقد‭ ‬تطور‭ ‬دور‭ ‬رجل‭ ‬العسكر‮:‬‭ ‬وصار‭ ‬هو‭ ‬دور‭ ‬المحلل‭ ‬الرياضي‭ ‬الذي‭ ‬يفسر‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬للعدو‭ ‬أن‭ ‬يتسلل‭ ‬بين‭ ‬ألياف‭ ‬قميص‮!‬
‭ ‬وخبير‭ ‬في‭ ‬الألبسة‭ ‬مطلوب‭ ‬منه‭ ‬تطهير‭ ‬الإقامة‭ ‬من‭ ‬مواد‭ ‬نافعة‭ ‬للهوية‭ ‬الجديدة‭ ‬لجزائر‭ ‬تمحو‭ ‬ذاكرتها‭ ‬بمساعدة‭ ‬المحللين‭ ‬الرياضيين‮..‬
وكل‭ ‬ما‭ ‬يسمح‭ ‬بإفلات‭ ‬العقل،‭ ‬جيد‭ ‬ويليق‭ ‬بالهوية‭ ‬الجديدة‭ ‬للدولة‭ ‬المارستان‮!‬‭ ‬كنت‭ ‬سأطلب‭ ‬من‭ ‬ساسة‭ ‬الرياضة‭ ‬في‭ ‬بلادنا،‭ ‬أن‭ ‬يطووا‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬الرياضي‭ ‬بشكل‭ ‬نهائي،‭ ‬وأن‭ ‬يطلبوا‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬والجامعات‭ ‬والهيئات‭ ‬الرياضية‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬وفي‭ ‬العالم‭ ‬أن‭ ‬ينظموا‭ ‬كل‭ ‬منافسة‭ ‬بيننا‭ ‬وبين‭ ‬أشقائنا‭ ‬الرياضيين‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬المارستان،‭ ‬في‭ ‬ملعب‭ ‬محايد‮.‬
لكن‭ ‬أعتقد‭ ‬بأن‭ ‬علينا،‭ ‬عوض‭ ‬ذلك،‭ ‬أن‭ ‬نتسلى‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة،‭ ‬وأن‭ ‬نعطيهم‭ ‬فرصة‭ ‬لحروب‭ ‬من‭ ‬كتان‭ ‬‮..‬
وعلينا‭ ‬أن‭ ‬نهيئ‭ ‬فرقا‭ ‬ومنتخبات‭ ‬للجزائر‭ ‬و‮…‬‭ ‬أخرى‭ ‬للعالم‭ ‬الحقيقي‮!‬

الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 23/04/2024

التعليقات مغلقة.