شعر .. صَعَقاتُ المَحْو

 

ماذا تفعلين في روحي
يا ذِكراهُ الثقيله؟
_ بِغضبٍ
كنت أشتِّت البتَلات
فوق جُثَّة ذكرياتنا
لاشيء أقْسى
مِن أنْ أجمع كل التفاصيل
في نِسيان صغير
قُمْ وصَلِّ
لقد وصَلنا أخيرا
إلى فِراقنا بسَلام
لا تهربْ من عيني
لقد ضبطتك متلبسا
بنظْرة وداع خائفة
طُرقٌ وعرة عبرتُ منها إليكْ
عليَّ ان أعبر منها الآن
في ذهول
إليْ..
غبطةٌ عُظمى
تُزْهرُ وتتتالى مع الفصول
دون أن أسمع موسيقى خطاك
إلى جسدي
كان الحب يهطل بيننا
غزيرا وعذبا
ملأنا به جرار روحينا المثقوبة
وها نموت عطشى
نحن والحب
ليست الغيرة،
لا أبدا
إنما اليقين بأنك أذنبتَ في حقِّ يدك
حين وضعتَها على مَؤخرة العالم
الحوار الأخرس الذي دار بيننا حين ذلك الوداع
كان يشبه جثة قطة
على طريق سيار
لا أسف…ولا ندم
لنكن صُرحاء
ما بيننا هي الهزيمة.
أليسَ الوَلَهُ ساحة معركة…؟
كان كل شيء ضيقا بيننا
حتى الحب
بما في ذلك القبلة
حين هجرتك
تعلَّمتُ نفسي
كان بيننا خلاء
منفتحا على بحر
لم يهدأ فيه موج الصراخ
كنتَ خائفا مثل سنبلة في ريح
وكثيرا ما ضممتك إلى صدري
الآن تنسى..لذة تلكَ الهَدْأَة
كان قلبكُ بلا قرار
سقطتُ فيه
وها إنِّي في عتماته
أجربِّ بيَأس أنْ أَرى..
كنت أريدك قُبلةً وحُنوًّا
كنتَ تريدني
صدى امرأة في خاطرك
لا تجلس قبالتي حزينا مٰلتاعا
النار التي كانت تحرسنا
أنت من صبَّ عليها زيت الغدر
وها نحترق..
قبلك كسر القُساة مجاديفي
بعدك
لا مجداف.
أظل واقفة في شرك الدهشة:
أكان عليك أن تقشر وجه الحب بفظاعة
حتى أصبح هكذا: وحشا ضاريا
يا كل الأحلام التي كانت بيننا:
اتبعيني إلى الحتف..
_عذاباتي فيك
هي التي قادتني إلى صَحْوة القلب
مواعيدنا الميتة
تحت كومة الوقت
جعلتني أخجل
من نفسي: كيف تجرأتُ وأوهمتها بكل تلك السعادات
كان العشق قد أنهك كائني
فأغلقتُ روحي
كيْ لا أسمع صرير الموت
_أنت لا تعرف ما الذي حدث
حين تدحرجتَ من قِمة حياتي:
عادت المياه إلى النهر.
بقدر قربك
تألمتُ..
في الغياب
ومما كان قاتلا بيننا
تلك الهمجِية في الفِراق
وهل كان لي أن أطير
دون يعصف بي
خِذلانك..؟؟؟؟


الكاتب : وداد بنموسى

  

بتاريخ : 22/11/2019