«دمشقي» للكاتبة الفلسطينية سعاد العامري

حين يختلط الهم الجمعي بالهم الفردي

تحتفي منشورات المتوسط، أخيراً، برواية «دمشقي»، للكاتبة والمعمارية الفلسطينية البارزة، سعاد العامري، والتي صدرت حديثاً عن منشورات المتوسط – إيطاليا، في طبعتها العربية، حيث ترجمها عن الإنجليزية عماد الأحمد، كما صدرت الرواية كذلك في طبعة المتوسط الفلسطينية «الأدب أقوى» التي توزع مع الدار الرقمية.
تجسد العامري مزجاً متقناً للتراث والواقع الاجتماعي والمعاناة الشخصية، وسط خيال حمَّل السرد قيمة مضافة، بحسب الدار.
وتضع الرواية أمام القارئ جملة من المصائر لأشخاص وعائلات في دمشق، منذ النصف الأول من القرن الماضي، لتمتزج تلك المصائر بروح الحجر، وحارات المدينة المشرقية العريقة ورائحة أزقتها، التي تصورها الكاتبة وكأنها من لحم ودم.
وتتداخل في الرواية الأحداث التاريخية بالمعاناة الشخصية للأفراد وهمومهم وهواجسهم وأحلامهم، ويختلط الهم الجمعي بالهم الفردي، لتشخصن الأحداث التاريخية وتحول الأفراد البسطاء إلى لاعبين محوريين في تحريك الأحداث الكبرى.
وتسرد الرواية رحلة الشابة الفلسطينية «بسيمة» إلى دمشق وزواجها من نعمان البارودي، لتستقر في مدينة زوجها، إلا أن فلسطين التي جاءت منها لا تغيب إلا لتظهر في أرجاء الرواية، وليستمر حضور الأراضي المحتلة في الذاكرة الجمعية لأبنائها وأحفادها.وتتحول في الرواية مآلات أسرة زوجها البرجوازية الشامية، وما ألم بقصر البارودي، إلى معادلة لما حل بدمشق، وسط إسقاطات على الحاضر المؤلم، وزرع مؤشرات على ما تؤول إليه الأمور في المستقبل.
آمنت العامري بأهمية الموروث المعماري الثقافي الفلسطيني، فأسست مركزاً لإعادة ترميم واستغلال المباني الأثرية، قام بدوره بتوثيق وتسجيل وحماية الآف المواقع والمباني في فلسطين، وهو مركز المعمار الشعبي «رواق»، الذي قامت بتأسيسه في 1991 في رام الله، ولها عدة مؤلفات منها: البلاط التقليدي في فلسطين، عمارة قرى الكراسي وزلزال في بيسان وغيرها.


بتاريخ : 22/08/2019

أخبار مرتبطة

الإعلان عن ندوة التنمية الثقافية الإفريقية بشراكة مع إقليم أسا الزاك جهة كلميم واد نون   عقدت رابطة كاتبات المغرب

يقال «بضدها تعرف الأشياء»، فلما نتحدث عن القصة القصيرة جدا، نستحضر الأجناس الأدبية والإبداعية الأخرى من قصة ورواية ومقامة وخاطرة

رحل عن عالمنا صباح أمس الأربعاء 1 ماي 2024، الروائي الأمريكي الكبي بول أوستر  عن عمر يناهز 77 عاما بعد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *