أدى فيه كريم عبدالعزيز دور حسن الصباح «شيخ الجبل» : مسلسل مصري يستعيد تاريخ طائفة الحشاشين

 

في عالم الدراما التلفزيونية المصرية، يعتبر مسلسل “الحشاشين” إنجازًا مميزًا يسلط الضوء على تاريخ طائفة الحشاشين بطريقة مبتكرة ومشوقة.
يشهد المسلسل أحداث عديدة و مثيرة بخطوط درامية، يأخذنا بها بيتر ميمي في رحلة لاستكشاف هذه الطائفة الغامضة من خلال سرد قصة مشوقة وإخراج متميز.
تعرف حلقات المسلسل نجاحا باهرا ويعود هذا النجاح إلى طريقة الإخراج والتصوير، الأزياء التراثية، الديكور، الموسيقى التصويرية و الأهم كتابة السيناريو.
تمتاز أعمال المخرج بيتر ميمي بالتفرد والجرأة في اختيار المواضيع وتقديمها بطريقة مبتكرة، وهو ما لاحظناه بوضوح في “الحشاشين”.
يقدم المسلسل نظرة عميقة ومتأنية إلى تاريخ هذه الطائفة الغنية بالأحداث والتفاصيل الغامضة.
من خلال شخصيات متنوعة ومتعددة الأبعاد، يستطيع المخرج بيتر ميمي أن يلقي الضوء على جوانب مختلفة من حياة الحشاشين وعلاقتهم بالمجتمع والسلطة. بالإضافة إلى ذلك، يبرز المسلسل الصراعات الداخلية والخارجية التي تعصف بأفراد الطائفة، مما يضيف بعمق على تعقيد القصة وجاذبيتها.
وهنا يعود بنا التاريخ للتحدث عن أكثر الجماعات دموية بتاريخ الإسلام، جماعة هزت العروش و أرعبت الملوك لقيامهم باغتيالات ضد قادة العالم و رجال الدين. هذه الطائفة التي باتت الأخطر على وجه الأرض، صنفهم التاريخ ضمن” الفدائيين” الأوائل.
كان أول ظهور للحشاشين في بلاد فارس على يد المؤسس حسن بن الصباح الإسماعيلي منذ عام 483 ه 1090 م. وهذه الطائفة الإسماعيلية أو الباطنية كما سميت، أطلق عليهم لقب الحشاشين أو الحشاشية، وأصل هذا الإسم له روايات متعددة. ففي رواية أولى يقال إن لقب الحشاشين جاء من تسمية طائفة الحساسان أتباع الحسن الصباح. وفي رواية أخرى، يشار إلى أن أصل التسمية أجنبي وتعني Assasins أي القتلة، و يحكى أيضا أنهم كانوا يختفون وسط الحشائش لاغتيال معارضيهم و القضاء على السلاجقة و العباسيين.
اتخذ حسن الصباح، المدعو آنذاك بشيخ الجبل، الطريقة الإسماعيلية الفاطمية بعمر 17 سنة، ثم سافر إلى مصر لتسجيل اسمه في بلاط الخليفة الفاطمي بالقاهرة، و خطط الصباح للعودة إلى إيران لنشر المذهب الباطني الإسماعيلي النزاري، معتمدا على الخدع الدعائية و الأساليب الدموية حينما استولى على قلعة ألموت المنيعة واتخذها مستقرا له.
العديد من متتبعي المسلسل، تعاطفوا مع شخصية الصباح جاهلين الخلفية التاريخية لهذه الشخصية، و الكثير منهم ينتظرون عرض الحلقات القادمة لمعرفة حقيقة هذه الفرقة الدينية الغامضة والمثيرة للجدل.
من الملفت أيضًا أن المخرج بيتر ميمي استخدم عناصر الإخراج بشكل متقن لتعزيز أجواء الغموض والتشويق في المسلسل، ما جعل كل حلقة تترك انطباعًا قويًا على الجمهور.
“الحشاشين”، عمل استغرق تصويره سنتين بإنتاج ضخم، وهو إضافة قيمة للدراما التلفزيونية المصرية، حيث ينجح في استعادة تاريخ طائفة الحشاشين بشكل مبتكر وشيق، بفضل إبداع المخرج وفريق العمل المتميز.


الكاتب : فدوى عديل

  

بتاريخ : 03/04/2024