أطباء الأطفال يطلقون حملة للتحسيس بمرض النكاف ويدعون إلى تلقيح الصغار لتفادي المضاعفات الوخيمة

بعد رصد أكثر من ألف حالة في عيادات الدارالبيضاء

 

أطلق أطباء الأطفال في كل من الدارالبيضاء والرباط ومدن أخرى بتنسيق مع جمعيات مدنية تهتم بصحة الطفولة، حملة تواصلية للتحسيس والتنبيه إلى خطورة مرض باتت تتسع رقعة الإصابة به في صفوف الصغار بشكل ملحوظ، ويتعلق الأمر بـ «النكاف»، الذي هو عبارة عن عدوى فيروسية تصيب الأطفال بشكل خاص، وإن كان من الممكن أن تصيب حتى الصغار.
وأوضح الدكتور مولاي سعيد عفيف، رئيس الجمعية البيضاوية لأطباء الأطفال في القطاع الخاص، أنه وعلى إثر النقاش الذي يجري بين الأطباء المختصين بشأن مختلف القضايا التي تهم الصحة عامة وصحة الصغار خاصة، تم الوقوف على تسجيل حالات للإصابة بالنكاف، التي تختلف درجتها وحدتها بشكل ملحوظ على مستوى العيادات الطبية، مما دفع إلى القيام بجرد وإحصاء للحالات، فتبين على أنه خلال الآونة الأخيرة وفي ظرف زمني قصير، تم جرد أكثر من ألف حالة إصابة بالمرض. وأبرز الخبير الصحي في تصريحه للجريدة أن الأمر يتعلق بانتفاخ وتورم الغدد النكفية المسؤولة عن إفراز اللعاب التي تتواجد تحت الأذنين وعلى جانبي الوجه، مشيرا إلى أن هناك عدد من الأعراض التي تظهر على المصاب من قبيل الحمى والصداع وصعوبة المضغ والبلع.
وأكد الدكتور عفيف، أن العدوى تنتقل من خلال اللعاب والرذاذ والإفرازات التي تنتج عن الكلام والعطاس وغيرها، وكذا من خلال استعمال أغراض شخصية لمصاب من أجل الأكل أو الشرب أو غيرهما. وأوضح المتحدث أن العدوى الفيروسية يمكن أن تسبب مضاعفات خطيرة كالإصابة بالتهاب السحايا، المعروف بـ «المينانجيت» وفي تورم والتهاب الخصية وهو ما قد يؤدي على العقم. وأبرز رئيس الجمعية البيضاوية لأطباء الأطفال بالقطاع الخاص، أن هذا المرض بمضاعفاته الوخيمة يمكن تفاديه بالتلقيح المتوفر في الصيدليات الذي يصل سعره إلى 150 درهما، علما بأنه يتم التعويض عن مصاريفه من طرف الصناديق الاجتماعية بما بين 70 و 80 في المئة، حسب كل صندوق.
وشدد الدكتور عفيف في تصريحه للجريدة، على أن اللقاح المذكور يمكّن من توفير حماية للأطفال من المرض بنسبة 97 في المئة، وهو ما يؤكد نجاعته وفعاليته، مشيرا إلى أن الملقّحين وحتى في حال إصابتهم لا يتسبب لهم المرض في مضاعفات صحية صعبة ومعقدة. ونبّه الخبير الطبي إلى أن التلقيح ضد الأمراض بشكل عام، يعتبر خطوة وقائية ضرورية، تجنّب الإصابة بالتبعات الوخيمة لمختلف العلل في حال الإصابة بها، وتقلًّص من نسبة المصاريف الطبية، التي قد تترتب عن عدوى معينة قد يتعرض لها طفل غير ملقّح، مما يعني ثقلا ماديا أكبر من أجل الاستشفاء والعلاج.
وقرّر أطباء الأطفال من خلال الجمعيات العالمة المختصة تبعا لهذه الوضعية التي تم رصدها إطلاق حملات تحسيسية وتواصلية بإشراك المؤسسات التعليمية ووسائل الإعلام ومختلف المتدخلين من أجل الرفع من مستويات الوعي بهذا المرض وبسبل مواجهته.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 26/02/2024