«أوميكرون» يهدد بـ»شل» مصالح الإنعاش والعناية المركزة وحرمان مرضى آخرين من العلاجات

الدكتور سعيد عفيف: نسبة الحاصلين على الجرعة الثالثة لا تتعدى 10 في المئة

فقط من الأشخاص الذين يجب تعزيز تلقيحهم

 

أضحى المتحور أوميكرون السائد في العديد من الدول، التي باتت تسجّل أرقاما قياسية من حيث عدد الإصابات يوميا، والتي تتجاوز المئة ألف إصابة في اليوم الواحد، قد لا تتعرض كلها لتبعات صحية وخيمة لكنها تتسبب في انتكاسة كبيرة للأشخاص المسنين والمصابين بأمراض مزمنة غير الملقحين، أو الذين مرّ على حصولهم على الجرعة الثانية مدة ستة أشهر ولم يحصلوا على الجرعة الثالثة المعززة.
وضعية أضحت قاسما مشتركا بين العديد من الدول التي باتت تخشى من انهيار أنظمتها الصحية، وهو الوضع الذي ينطبق على النظام الصحي ببلادنا أيضا، بالنظر إلى الرقم المرتفع لعدد الأشخاص الذين لم يحصلوا على جرعاتهم بعد، وفقا لتصريح الدكتور مولاي سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية والتقنية للتلقيح ضد كوفيد 19، الذي أكّد لـ «الاتحاد الاشتراكي»، أن عدد غير الملقحين بشكل كامل يقدر بحوالي 4 ملايين مغربي ومغربية، خاصة في فئة الشباب، في حين أن عدد الذين حصلوا على الجرعة الثالثة لا يتجاوز المليونين و 700 ألف شخص، أي ما يمثل نسبة 10 في المئة فقط من الأشخاص الذين يجب تلقيحهم بهذه الجرعة المعززة.
وشدّد رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية، على ضرورة تفادي التعثر الذي أصبحت تعرفه عملية التلقيح بشكل عام، مؤكدا على أنه يجب منح الجرعة الثالثة لـ 200 ألف شخص في اليوم الواحد، لتدارك التأخير المسجل، بالنظر إلى انصرام أكثر من 6 أشهر على حصول المعنيين بالأمر على الجرعة الثانية، مبرزا أنه في حال القيام بذلك يمكن آنذاك التعامل مع الحالات الجديدة، والتقدم لبلوغ المناعة الجماعية المسطّرة، حتى يتسنّى تفادي التبعات الوخيمة للإصابة بالفيروس، سواء تعلق الأمر بالمتحور أوميكرون أو دلتا الذي لا يزال هو الآخر متواجدا بيننا، مشيرا إلى أن هذا الأخير تسبب في عدد كبير من الوفيات والمراضة، وهو الأمر الذي لا يجب تغافله.
وأوضح الدكتور عفيف في تصريحه للجريدة، أن عدد أسرّة الإنعاش والعناية المركزة التي يوجد بها مصابون بالفيروس ارتفع إلى حوالي 120 سريرا، مبرزا أن مجموع أسرّة هذه المصالح لا يتجاوز 5 آلاف و 500 سرير، وهو ما يعني بأنه إذا ما ارتفعت أعداد الإصابات بشكل كبير، وهو السيناريو المرجح وفقا للتقديرات العلمية الوبائية، فإن هذه المصالح ستصبح ممتلئة عن آخرها، مما سيؤزم الوضع الصحي، لأن هناك حالات مختلفة يجب التكفل بها داخل هذه المصالح، والتي تخص مصابين بأمراض مزمنة، ومرضى يعانون من علل مختلفة، وضحايا الحوادث المتعددة، الأمر الذي لن يكون هيّنا، مؤكدا أن هنا تكمن، تحديدا، خطورة المتحور أوميكرون.
وكان عدد من المختصين قد شددوا على أن ما يؤرق البال اليوم في ظل الوضع الوبائي السائد، ليس ضراوة المتحور، الذي قد يتسبب فعلا في وفيات، وهو الأمر الذي يظل قائما، وإنما في سرعة انتشار العدوى وكثرة أعداد المصابين المحتملين، لهذا وجب الحرص الشديد على مواصلة التلقيح ضد الفيروس، وتفادي التجمعات وكل أشكال التجمهر والاكتظاظ غير الضرورية، والتقيد بالتدابير الوقائية من وضع سليم للكمامات وتباعد جسدي وتعقيم وغسل للأيادي، وهو ما لا يتم احترامه، إذ تكفي جولة بسيطة في الشارع العام وفي مختلف المرافق الإدارية العمومية والخاصة، للوقوف على جوّ التراخي والتعامل مع الجائحة باستهانة مما ينذر بعواقب وخيمة.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 30/12/2021