أوناحي أبرز النجوم التي تلألأت في سماء قطر

شكل مونديال 2022 فرصة سانحة لعدد من النجوم الصغيرة في إبراز علو كعبها، والتألق في سماء كأس العالم، متسلحة بالمهارة والقوة البدنية والتركيز العالي.
ولم يكن مونديال 2022 بقطر استثنائيا فقط في ظواهره، أو في كونه الأول الذي يقام على أرض عربية، ولكنه كان كذلك في المواهب التي قدمها للملاعب، وهي أسماء تخطو خطواتها الأولى في عالم الشهرة، بداية من الحارس الكرواتي دومينيك ليفاكوفيتش، وصولا إلى المهاجم الهولندي كودي جاكبو.
ولا يقتصر الهدف من المشاركة في الحدث الكروي الأكبر في العالم على المنافسة على اللقب أو تقديم أداء مشرف فحسب، بل إنه أيضا يعد «واجهة» العرض الأكبر لأي لاعب يرغب في تحقيق قفزة نوعية في مسيرته على المستويين الاحترافي والشخصي.

دومينيك ليفاكوفيتش 

لعل من بين أبرز الأسماء التي تألقت في المونديال القطري هو الحارس الكرواتي دومينيك ليفاكوفيتش، الذي قدم بطولة ولا أروع ساهم فيها بشكل كبير في احتلال منتخب بلاده للمركز الثالث، ليعادل الإنجاز الذي حققه في نسخة 1998 في فرنسا.
وعلى مدار البطولة، تمكن الحارس الشاب 27 عاما، من التصدي إلى 23 كرة من داخل ستة أمتار، من إجمالي 29، ليأتي فقط خلف البولندي المخضرم فويتشيك تشيزني، الذي تصدى لـ 26 كرة من نفس المسافة.
ولم يقتصر تألق حارس المنتخب الكرواتي على التسديدات القريبة أو حتى بعيدة المدى، بل إنه أيضا أظهر قدرات خاصة في التصدي لضربات الترجيح، التي وصلت إلى 4 في البطولة، وكان سببا مباشرا في تنقل كرواتيا عبر الأدوار الإقصائية، بداية من مباراة اليابان في ثمن النهائي التي خطف فيها الأضواء من الجميع عندما أوقف 3 ضربات من أمام تاكومي مينامينو وكارو ميتوما، ومايا يوشيدا، وواحدة ضد البرازيل في دور الثمانية من نجم ريال مدريد الإسباني الواعد رودريغو.

عز الدين أوناحي

بدأت قصة صاحب القميص رقم «8» عندما لفت أنظار المدرب لويس إنريكي في الانتصار التاريخي لـ»أسود الأطلس» في ثمن النهائي على الجار منتخب إسبانيا بضربات الترجيح، حيث تحدث عنه بعد المباراة خلال المؤتمر الصحفي، مشيراً إلى رقم قميصه دون أن يعرف اسمه.
وقال إنريكي «يا إلهي! من أين جاء هذا الشاب؟»، الذي كان قبل 18 شهرا من البطولة يلعب في أحد أندية الدرجة الثالثة في فرنسا، وكان أكثر لاعبي مواجهة ثمن النهائي أمام «الماتادور» ركضا داخل المستطيل الأخضر بإجمالي 14.715 كلم، وقطع 72 «سبرينت».
وكان أوناحي (22 عاما) بمثابة القوة الدافعة، والوقود المحرك لكل لاعبي المنتخب المغربي، وكان أحد العناصر الرئيسية التي ساهمت في الإنجاز الفريد في المونديال، ببلوغ نصف النهائي للمرة الأولى في البطولة لأي منتخب عربي أو أفريقي.

إنزو فرنانديز 

يمثل نجم منتخب الأرجنتين إنزو فيرنانديز (21 عاما)، نموذج لاعب خط الوسط الحديث الذي يهيمن على أوروبا، وقد أظهر لياقة بدنية رائعة أمام كرواتيا في نصف النهائي، حيث ركض أكثر من 11.3 كيلومترا، وأطلق تسديدة قوية وتمتع بذكاء كبير في الوصول إلى منطقة العمليات.
محمد قدوس

وفي مونديال قطر، تجلى نجم الغاني محمد قدوس كلاعب وسط حديث، لؤلؤة أخرى، تلمع في صفوف أياكس الهولندي، الذي قدم 9 ملايين يورو في عام 2020 للحصول على خدماته، قادما من نوردشيلاند الدنماركي.
ومن الضروري أن يستثمر النادي فيما يدر ربحا، سواء في البنية التحتية أو اللاعبين، وذلك أساس تألق أياكس، الذي يواصل كسب الأموال من اللاعبين الشباب.
وفي دوري الأبطال، ترك قدوس بصمته بالفعل، بعد التوقيع على أربعة أهداف وصنع هدفين في دور المجموعات، لكن كأس العالم وضعه في فلك آخر، بعد التوقيع على ثنائية في مواجهة كوريا الجنوبية وإظهار تألقه أمام الجميع، خاصة بعدما لعب كلاعب وسط وكمهاجم وكذلك مهاجم ثان.

كودي جاكبو 

لم يحدث في تاريخ منتخب يتمتع بنفس القوة على ساحة كرة القدم مثل هولندا أن سجل لاعب في جميع المباريات الثلاثة بدور المجموعات، حتى وصل جاكبو( 22 عاما) إلى قطر عام 2022.
وفي الدور الأول، تمكن المهاجم من التسجيل في مرمى السنغال والإكوادور وقطر، وكان دوما أول من يفتتح التسجيل في الثلاثة.
وبحسب التقديرات، من بين أربع تسديدات صوبها جاكبو، الذي تبلغ قيمته السوقية حاليا 66.5 مليونا، نحو الشباك في دور المجموعات، سجل ثلاثة أهداف.
وكان هؤلاء خمسة لاعبين حصلوا على مكانة أخرى في قطر 2022 وهذا سيجعلهم بشكل محتمل يغيرون أنديتهم، ويتحركون بشكل مختلف عن ذي قبل في حياتهم المهنية.


بتاريخ : 21/12/2022