إحراق القرآن الكريم في الدول الاسكندنافية..

وزارة الخارجية المغربية والمجلس العلمي الأعلى يستنكران جريمة حرق القرآن

 

هذا العمل الشنيع الذي يمس بمشاعر أكثر من مليار مسلم

من شأنه تأجيج مشاعر الغضب والكراهية بين الأديان والشعوب

 

استنكار هذه الجريمة بأشد عبارات الإدانة؛ واعتبار القيام بإحراق المصحف الشريف

 عدوانا صادرا عن الجهل بالقيم الإنسانية المثلى التي يدعو إليها القرآن الكريم

 

 

 

لأول مرة يستنكر العالم الإسلامي حرق القرآن الكريم، الكتاب المقدس للمسلمين، من طرف راسموس بالودان، الذي يحمل الجنسية الدنماركية والسويدية، هذا الشخص الذي يكن حقدا دفينا للمسلمين والإسلام، استغل القوانين في البلدين معا، الدنمارك والسويد، لازدراء الأديان وشخصية الرسول (ص)، مكررا حرق القرآن الكريم أكثر من مرة في الدنمارك، في الأحياء التي تقطنها أغلبية مسلمة أو أمام المساجد بغية استفزاز مشاعر المسلمين ودفعهم للقيام بعمل يمس الأمن العام، لكن المشكل أن هذا الشخص دائما ما يقوم بحرق القرآن تحت حماية رجال الأمن، بل أصبح يكلف ميزانية ضخمة للحكومة لحمايته، في الوقت الذي كان من الضروري على الحكومتين في البلدين معا الدنمارك والسويد، سن قانون يمنع بموجبه ازدراء الأديان بصفة عامة، لكن السياسيين في الدولتين معا، يتذرعون بحماية الحق في التعبير ويصادرون حق الجالية المسلمة في حماية مقدساتهم واحترام شخصية الرسول (ص)، الذي قام أحد الرسامين بالإساءة إليه، مثيرا ضجة كبيرة في العالم الإسلامي…
راسموس بالودان المحامي التكوين، والذي فشل في الترشح في الانتخابات الأخيرة والوصول لقبة البرلمان الدنماركي، والذي يحمل الجنسيتين الدنماركية والسويدية، يتمادى مرة أخرى في استفزاز المسلمين، واختار هذه المرة حرق القرآن أمام السفارة التركية باستوكهولم، هذا الاختيار يعتبره العديد غير بريء بحيث أن تركيا لها موقف صارم من انضمام دول جديدة لحلف الناتو.
تمادي راسموس بالودان في حرق القرأن واستفزاز المسلمين دفع بالعالم الإسلامي للتنديد بهذا الاستفزاز الجديد، وكان من الضروري أن يكون هذا الموقف منذ سنوات لأن الأحمق بالودان كرر فعلته أكثر من مرة وسبب احتجاجات كبيرة تم فيها إحراق السيارات وتشابك مع قوات الأمن الدنماركية والسودية، وتمخض عن ذلك إحداث خسائر كبيرة في الدولتين، وقد حاول ارتكاب فعلته في فرنسا لكن السلطات الفرنسية رحلته ومنعته من دخول التراب الفرنسي لسنتين متواليتين، ولعل ما شجعه، مرة أخرى، ليستمر في إساءته للمسلمين، صعود حكومة يمينية في السويد.
استنكار العالم الإسلامي بالإضافة للجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي رسالة واضحة للحكومة الدنماركية والسويدية باحترام الكتاب المقدس لدى المسلمين واحترام الجالية المسلمة في الدولتين معا، والمطالبة بمنع أي استفزاز في المستقبل لهذا الأحمق، فتصرفه الأرعن لا يخدم قيم التسامح والتعايش بل يدفع أكثر للتطرف وعدم الاستقرار.
موقف المجلس العلمي الأعلى بالمغرب ووزارة الخارجية، ولو جاء متأخرا، مهم لدفع الحكومتين الدنماركية والسويدية إلى منع أي سلوك يسيء للمسلمين في المستقبل، ويعتبر عدوانا سافرا في حق المسلمين ويمس في العمق مشاعر المسلمين. إن التعايش والتسامح اللذين هما من القيم التي نتقاسمها مع المجتمعات الغربية يفرضان منع كل عمل مستفز للمسلمين ، وبالتالي فإن سلوك راسمون بالودان يتنافى مع قيم احترام الأديان السماوية التي يتمسك بها المسلمون في كل مكان في العالم، إضافة إلى أن قانون ازدراء الأديان الذي تم تمريره في البرلمان الدنماركي ليس من حرية التعبير مطلقا بل هو ازدراء للدين الإسلامي غير مقبول مطلقا، وحفاظا على الاستقرار في المجتمع فالحكومة في الدولتين مسؤولة عن منع ازدراء الأديان ومنع كل من يسعى لاستفزاز المسلمين سواء في السويد أو الدنمارك، لأن من حق الجاليات المسلمة المطالبة باحترام معتقداتهم وعدم المس بالدين الإسلامي أو بشخصية الرسول محمد (ص) كما حصل في السنوات الماضية عندما قام أحد الرسامين الدنماركيين برسم الرسول (ص) مما أثار ضجة في العالم الإسلامي وسبب ردود فعل الحكومات المسلمة، خلفت آثارا سلبية كان من نتائجها مقاطعة اقتصادية للدنمارك من العديد من الدول الإسلامية وخروج مظاهرات ضخمة في دول إسلامية كثيرة.

المجلس العلمي الأعلى
يستنكر هذه الجريمة

استنكر المجلس العلمي الأعلى، الذي يترأسه أمير المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس، جريمة إحراق المصحف الشريف بستوكهولم السبت.
وفي ما يلي نص بلاغ المجلس العلمي الأعلى الصادر يوم الأحد بهذا الخصوص :
” إن المجلس العلمي الأعلى الذي يترأسه أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أعزه الله، وبعد أن علم بما ارتكبته أيد متطرفة في عاصمة السويد من القيام بإحراق المصحف الشريف، يعلن ما يلي:
استنكار هذه الجريمة بأشد عبارات الإدانة؛ واعتبار القيام بإحراق المصحف الشريف عدوانا صادرا عن الجهل بالقيم الإنسانية المثلى التي يدعو إليها القرآن الكريم؛ واستنكار التواطؤ الذي قد يكون صاحب هذا الأمر بأي شكل من الأشكال؛ والاستغراب الشديد لأن يكون هذا الفعل الشنيع قد وقع في بلد يدعو إلى مبادئ السلام والتعايش في العالم؛ واعتبار هذه الجريمة مسيئة إلى المسلمين ومستفزة لمشاعرهم؛ واعتبار هذه الجريمة غير قابلة لأي تبرير مهما كان؛
وعلى أساس كل هذه الاعتبارات، فإن المجلس العلمي الأعلى يتوقع القيام بالإجراءات التي تبين لعقلاء الناس في كل مكان أن هذا الفعل الشاذ إنما هو صادر عن الجهالة التي ينبغي أن يتعاون الحكماء على التقليل من آثارها المدمرة “.

المغرب يدين بشدة ويحذر

أدانت المملكة المغربية، بشدة “إقدام متطرفين سويديين السبت بستوكهولم على احراق المصحف الشريف”، كما عبرت عن “رفضها المطلق لهذا الفعل الخطير”.وحسب بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، “استغربت المملكة المغربية من سماح السلطات السويدية بهذا العمل غير المقبول، الذي جرى أمام قوات الأمن السويدية”. وطالب المغرب “بالتدخل لعدم السماح بالمس بالقرآن الكريم وبالرموز الدينية المقدسة للمسلمين”.وتابع البلاغ ذاته، أن”هذا العمل الشنيع الذي يمس بمشاعر أكثر من مليار مسلم من شأنه تأجيج مشاعر الغضب والكراهية بين الأديان والشعوب”.

إدانات عربية لحرق المصحف في ستوكهولم

أكدت دول مجلس التعاون الخليجي أن الخطوة تؤجج مشاعر المسلمين حول العالم. وأدان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج، نايف فلاح مبارك الحجرف، في بيان له مساء السبت “حرق مصحف في السويد”، داعيا “المجتمع الدولي إلى تحمُّل المسؤوليات لوقف مثل هذه الأعمال المرفوضة”. وأكد الحجرف” أن سماح السلطات السويدية لقيام أحد المتطرفين بإحراق المصحف الشريف في العاصمة السويدية ستوكهولم، من شأنه تأجيج مشاعر المسلمين حول العالم واستفزازهم”. وشدد “على موقف مجلس التعاون الثابت والداعي إلى أهمية نشر قيم الحوار والتسامح والتعايش السلمي ونبذ الكراهية والتطرف”.
وقالت “منظمة التعاون الإسلامي” إن “حرق نسخة من المصحف الشريف في السويد عمل استفزازي يستهدف المسلمين ويهين قيمهم المقدسة… ويشكل مثالاً آخر على المستوى المقلق الذي وصلت إليه الإسلاموفوبيا والتعصب وكراهية الأجانب”. وحث الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم “السلطات السويدية على اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد مرتكبي جريمة الكراهية هذه”.
وأدانت الإمارات والسعودية ومصر، السبت، ما أقدم عليه أحد المتطرفين بإحراق نسخة من المصحف أمام السفارة التركية في العاصمة السويدية ستوكهولم.
وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، في بيان لها “رفض دولة الإمارات الدائم لجميع الممارسات التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار والتي تتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية”.
وجددت دعوتها الدائمة إلى نبذ خطاب الكراهية والعنف، ووجوب احترام الرموز الدينية، والابتعاد عن إثارة الكراهية بالإساءة للأديان والمقدسات وعلى ضرورة نشر قيم التسامح والتعايش.
من جانبها، حذرت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية من مخاطر انتشار هذه الأعمال التي تسيء إلى الأديان وتؤجج خطاب الكراهية والعنف، داعيةً إلى إعلاء قيم التسامح والتعايش السلمي، ومنع الإساءة لجميع الآديان ومقدساتها من خلال مثل تلك الممارسات المتطرفة التي تتنافى مع قيم احترام الآخر وحرية المعتقد وحقوق الإنسان وحرياته الأساسية.
كما دانت السعودية بشدة سماح السلطات السويدية لأحد المتطرفين بإحراق نسخة من المصحف أمام السفارة التركية في ستوكهولم.
وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن “إدانة واستنكار المملكة العربية السعودية الشديدين، لسماح السلطات السويدية لأحد المتطرفين بإحراق نسخة من المصحف الشريف أمام سفارة جمهورية تركيا في ستوكهولم”.
وأكدت الخارجية على موقف السعودية “الثابت الداعي إلى أهمية نشر قيم الحوار والتسامح والتعايش، ونبذ الكراهية والتطرف”. وعبرت أيضا إندونيسيا عن إدانتها لما حصل في ستوكهولم إضافة إلى مجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي. وطالبت جاكارتا بأن “تمارس حرية التعبير بشكل مسؤول”.
في تركيا، تجمع عشرات الأشخاص مساء السبت أمام قنصلية السويد في اسطنبول للتعبير عن احتجاجهم. وقد أحرقوا العلم السويدي ودعوا أنقرة إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع ستوكهولم. وتظاهر آخرون قرب السفارة السويدية في أنقرة.
من جانبه، ندد وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستورم على تويتر بـ”استفزاز مروع معاد للإسلام”، مشددا على أن السماح بتنظيم التظاهرة لا يعني أن الحكومة تؤيدها.

السويد تعبرعن “تعاطفها” مع المسلمين

استنكر رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون الأحد ما وصفه بأنه “عمل غير محترم للغاية”، غداة حرق القرآن أثناء تظاهرة في ستوكهولم، معبرا عن “تعاطفه” مع المسلمين بعد موجة إدانات في العالم الإسلامي.
وكتب رئيس الوزراء المحافظ في تغريدة نشرها ليلا، أن “حرية التعبير هي جزء أساسي من الديموقراطية. لكن ما هو قانوني ليس بالضرورة أن يكون مناسبا”.
وأكد أن “حرق كتب مقدسة يعتبر بالنسبة لكثر عملا غير محترم للغاية. أريد أن أعبرعن تعاطفي مع جميع المسلمين الذين شعروا بالإساءة جراء ما حصل في ستوكهولم” السبت.
وفي إطار تظاهرة أذنت بها الشرطة السويدية أمام سفارة تركيا بعد ظهر السبت، أحرق اليميني المتطرف السويدي الدنماركي راسموس بالودان نسخة من المصحف، في خطوة تهدف إلى التنديد بالمفاوضات التي تجريها ستوكهولم مع أنقرة بشأن انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
واعتبرت الشرطة السويدية الجمعة أن الدستور وحرية التظاهر والتعبير في السويد لا يبرران منع هذه التظاهر بحجة الحفاظ على النظام العام.
وأثار الترخيص الذي منح لتنظيم التظاهرة توترا دبلوماسيا مع تركيا التي نددت بـ”جريمة كراهية واضحة” وألغت زيارة لوزير الدفاع السويدي كانت مقررة الأسبوع المقبل، ما يزيد تعقيد المحادثات حول انضمام السويد إلى الناتو الذي تعرقله أصلا أنقرة.
من جهته، قال وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم، السبت، إن الاستفزازات المعادية للإسلام مروعة، وذلك بعد أن قام ناشط ينتمي لليمين المتطرف بإحراق المصحف قرب السفارة التركية وسط احتجاجات متصلة بسعي السويد إلى الانضمام لحلف شمال الأطلسي.
وأضاف بيلستروم على تويتر “السويد لديها حرية تعبير بعيدة المدى، لكن هذا لا يعني أن الحكومة أو أنا نفسي ندعم الآراء التي يتم التعبير عنها”.

 

 


الكاتب : حيمري البشير – وكالات

  

بتاريخ : 24/01/2023