«إستيطيقا المسرح» لهند لبداك

عن مؤسسة» إصدارات أمنية للإبداع والتواصل»، وبمناسبة اليوم العالمي للمسرح ، صدر للباحثة والدكتورة هند لبداك، ضمن السلسلة المسرحية النقدية تحت رقم 51 ، كتاب يحمل عنوان: «استيطيقا المسرح: تجذيف في عوالم التخييل والإيحاء» من تقديم عبد الكريم برشيد وتصدير ندير عبد اللطيف.
جاء في كلمة تقديمية لهذا الإصدار ما يلي: «الدكتورة هند لبداك كاتبة تكتب بأكثر من لغة واحدة، ولغةٌ واحدةٌ هل يمكن أن تكفي وعيا فكريا ليس له ضفاف، وليست له حدود؟ هي كاتبة تكتب باللغة العربية، تماما كما تكتب باللغة الفرنسية، وهي تكتب عن عالم الناس والأشياء وعالم المواقف والعلاقات، تماما كما تكتب عن عوالمها الداخلية الحميمة، والتي هي عوالم غنية بالصور وبالإحالات وبالشهادات والمشاهدات، وأقرب إلى عوالم الأطفال الأبرياء منها إلى عوالم الكبار، ولكنها، في فكرها وفي علمها، وفي أسئلتها ومسائلها، تُشعِرك بأنك أمام باحثة مجتهدة وأمام قارئة مدمنة على القراءة، وأمام عالمة يهمها مستقبل الإنسان…».
كما أضاف عبد الكريم برشيد في تحليله عن الكاتبة والكتاب ما يلي:
«وفي هذه الكتابة، بشقيها العلمي والشعري، تحضر الكاتبة وهي في أكثر من دور، فهي زرقاء اليمامة التي ترى عن بعد، وهي الشاعرة التي تحضر في كلماتها الموسيقى وظلال الموسيقى، ويحضر روح الشعر قبل جسده، وهي القصاصة والروائية التي تحكي كما كانت شهرزاد تحكي، وهي العالم الحكيم الذي يسأل ويتساءل، ويبحث عن معنى الكلمات والعبارات وعن معنى الأشياء والعلاقات، وهي كاتبة بحس أخلاقي تتمثل فلسفة «كانْط» الأخلاقية، وفي كل كتاباتها تشعرك هذه الكاتبة أنها موجودة، وبأن أكبر دليل على وجودها هو أنها تمارس فعل التفكير، وأنها تتقن صنعة السؤال الشعري والسؤال العلمي والسؤال الفكري، ودائما بنفس الوضوح في الرؤية، وبنفس البراعة، وبنفس الدقة..».
ورغم قلة الإصدارات في هذا النوع من الأجناس الإبداعية الفرجوية، فإن هند لبداك استطاعت أن تختزل بطريقة تحليلية رصينة وعميقة وضع المسرح المغربي والعربي، ليصبح هذا الإصدار إضافة نوعية للخزانة المسرحية المغربية بتعدد مشاربها، ووثيقة ميدانية كأرضية للباحثين والدارسين في هذا المجال.


بتاريخ : 16/04/2024