الأسئلة التي لم يجب عنها نائب رئيس المجلس الجماعي لتيزنيت

على خلفية الإجهاز على حديقة الزرقطوني

 

على خلفية الضجة الإعلامية وكذا احتجاجات سكان المدينة القديمة ومجتمعها المدني بعد تحويل جزء كبير من حديقة الزرقطوني إلى مرابد للسيارات، بادر نائب رئيس المجلس الجماعي لمدينة تيزنيت إلى عقد ندوة صحفية، في بداية هذا الأسبوع، تطرق فيها إلى المشاريع الجديدة التي أطلقتها جماعة تيزنيت ومنها تلك الأشغال الجارية حاليا بحديقة عمومية، والتي تم من خلالها اجتثاث أشجار معمرة تم غرسها في الثمانينيات من القرن الماضي.
ولم يستطع النائب المذكور أن ينفي خلفيات إحداث مربد للسيارات بهذه الحديقة العمومية، ولا خلفية الدراسات المنجزة من قبل المجلس الجماعي السابق، في الوقت الذي كان فيه على المجلس الحالي أن يقوم بتحيينها لإزالة تصاميم تلك المرابد التي تمت في الأصل إرضاء لرغبة بعض النواب والمستشارين القاطنين بجوار الحديقة لركن سياراتهم بهذه المرابد التي اقتطعت من حديقة عمومية خضراء في خرق سافر للضوابط البيئية.
وحتى إذا فرضنا مثلا أن هناك ضرورة ومصلحة لاقتلاع أشجار الحديقة وإعادة غرسها في مكان ٱخر، فإن عملية التحطيب التي ذكرها النائب في ذات الندوة كمبرر واهٍ وضعيف، لا تتم أصلا إلا على الأشجار أو الأغصان أما اجتثاث الأشجار الخضراء من جذورها فهي عملية لم تحترم فيها المعايير التقنية الضرورية للمحافظة على جذوع أشجار صرفت عليها الجماعة الترابية السابقة أموالا عمومية طيلة أربعة عقود ليتم إتلافها وتدميرها في رمشة عين.
والسؤال المطروح الآن: أين كانت مراقبة الجماعة الترابية من منتخبين وتقنيين أثناء عملية إتلاف هذه الأشجار الخضراء بحيث كان يتعين أخذها بعين الاعتبار أثناء إنجاز التصاميم لأجل المحافظة عليها وتثمينها، كما كان من اللازم اتخاذ كامل الاحتياطات إذا كان من الضروري اقتلاعها لأجل نقلها إلى وجهة أخرى.
أما بخصوص المشروع المبرمج بحديقة الشهيد محمد الزرقطوني، والذي شرعت الجماعة في تنفيذه فتعتبره مصادرنا أول مشروع فريد من نوعه وهو إحداث حديقة للسيارات على حساب المتنزهين والمنتزهات من كل الفئات العمرية حيث أحدث التصميم الحالي للحديقة 33 موقفا للسيارات على طول المحيط الداخلي للحديقة.
كما أحدث داخل فضاء الحديقة مسلكا دائريا للسيارات، وبالتالي فكل هذه التجهيزات المعدة لفائدة السيارات داخل الحديقة قد استهلكت نسبة كبيرة من مساحتها، إلى درجة أن نصيب الإنسان منها أصبح أقل من نصيب السيارات.
وأمام هذا الوضع تتساءل الساكنة: كيف سيتواجد الأطفال والأمهات داخل حديقة تتجول بها السيارات في الوقت الذي نجد بأبواب أغلبية حدائق المدينة علامات السير مكتوب عليها يمنع دخول الدراجات الهوائية والنارية فما بالك بالسيارات؟ ولمصلحة من تعد الجماعة الترابية مرابد للسيارات داخل حديقة عمومية؟ وما هي الدوافع والحسابات الانتخابية التي جعلت الأغلبية المسيرة للمجلس الجماعي الحالي، والتي كانت بالأمس(المجلس السابق) مسؤولة عن إعداد التصاميم ؟ وهل يجرؤ نائب الرئيس المكلف بالبيئة والمناطق الخضراء، والذي عقد تلك الندوة، على تصحيح الوضع وتغيير التصاميم المعتمدة وإلغاء المرابد التي توجد في حالة شرود وتسلل داخل حديقة عمومية ؟
وكانت ساكنة المدينة تنتظر من الندوة الصحفية التي عقدها نائب الرئيس، أن تخرج بقرارات صائبة تقوم على الاستجابة لمطالب نبض الشارع بالمحافظة طبعا على حديقة الشهيد محمد الزرقطوني أوتهيئتها بشكل أفضل دون اقتطاع جزء من مساحتها وتخصيصها لمرابد السيارات، وذلك بتحيين التصاميم والدراسات المرتبطة بها، والتفكير في استحداث مربد تحت أرضي ذي طبقين بساحة المشور من أجل استيعاب سيارات سكان المدينة القديمة وزوارها.
وكانت الساكنة تتطلع أيضا من خلال هذه الندوة أن يقدم نائب الرئيس توضيحات للعموم عن المشاريع المنجزة لإعادة الاعتبار للمدينة العتيقة لتيزنيت، من خلال تهيئة شارع سيدي عبد الرحمان من باب الخميس إلى مدارة بئر أنزران، وساحة الجامع الكبير، وساحة سيدي بوجبارة وغيرها من المشاريع التي سبق أن تمت برمجتها في إطار اتفاقية( 2009/2015) في عهد المجلس السابق.
وتأمل ساكنة المدينة القديمة من خلال شعاراتها ولافتاتها المرفوعة أن يتدارك المجلس الجماعي الحالي الموقف ويعمل على تهيئة حديقة الشهيد محمد الزرقطوني بالشكل الذي يرد لها الاعتبار ويجعل ساكنة المدينة العتيقة لتيزنيت تتمتع بحقوقها البيئية كاملة غير منقوصة، وأن يفكرالمجلس في إحداث مرابد تحت أرضية بالساحات العمومية على غرار ما فعل المجلس الجماعي لمدينة أكادير، وأن يترك المنتزهات والحدائق لقيمتها البيئية ويعمل على الإكثار من التشجير الذي يواجه الانبعاثات الغازية التي تخلفها السيارات.


الكاتب : عبد اللطيف الكامل

  

بتاريخ : 10/08/2023