الألتراس المغربية الحركة الرياضية ذات الوجوه المتعددة 23 .. نساء الألتراس

الألتراس المغربية من هي، وإلى أي وسط ينتمي أفرادها، وما الهدف من تكوين هؤلاء الشباب لهاته المجموعات؟ هي مجموعات مكونة من شباب مغاربة من فئات اجتماعية وثقافية مختلفة، معظمهم ينحدر من أوساط شعبية، اجتمعوا على حب وتشجيع فريق واحد، لا تتحدد أعمارهم في عمر معين، وتختلف أجناسهم وأعراقهم وأصولهم، وعلاوة على شغف اللعبة الذي يتملكهم، فاختلافاتهم تتوحد وتتقوى لتكون روابط متماسكة ومشتركة، تؤطرهم مقومات عدة؛ كالوفاء والولاء وحس الانتماء …

 

فتيات مغربيات يجمعهن عشق كرة القدم، يقتحمن بكل إصرار عالما لايزال حكرا على الرجال، يسجلن حضورا قويا داخل مجموعة «الألتراس» رغم تعرضهن للتحرش ومضايقات المجتمع الذكوري. يشجعن بقوة فرقهن المفضلة.
على حب «الحمرا» (في إشارة لفريق الوداد البيضاوي) نحن مشجعات».. يصدحن بكل ما أوتين من قوة، يرتدين قمصان حمراء ويرددن أهازيج خاصة بأصوات أنثوية اهتزت لها جنبات ملعب محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء،
«أعشق كرة القدم منذ طفولتي، وأجد متعة كبيرة في متابعتها مباشرة من الملعب.. حبها كبر معي ولا أفوت أي مباراة لفريق الوداد الرياضي»..  هكذا عبرت احدى المشجعات بحماس كبير وفرح أثناء حديثها لإحدى القنوات العالمية .
وتقول سارة، «لم يكن من السهل إقناع عائلتي بالذهاب إلى الملعب، وأحيانا أختلق أكاذيب من أجل السفر حينما يلعب الوداد في مدينة أخرى». وتضيف ابنة العاصمة الاقتصادية، «ليس من السهل أبدا على النساء اقتحام الملاعب الوطنية، على عكس الملاعب الأوروبية مثلا».. تصمت سارة لوقت وجيز وتتساءل بنبرة حادة، «أيعقل حتى دورات المياه في الملعب مخصصة للذكور فقط؟».
من جانبها تروي محبة أخرى قصتها مع التشجيع الكروي وارتياد الملاعب الوطنية وتقول: «ذات مرة التقطتني كاميرا إحدى القنوات المغربية، ولم تتقبل أسرتي بتاتا إطلالتي على الشاشة».
سارة عائشة وأخريات، لسان حالهن يصدح بفكرة مفادها: «لا فرق بين رجل وامرأة.. آن الأوان أن تتغير الأذهان والعقليات.. هي مسألة فرجة ومتعة كروية».
بتعدد فرق كرة القدم في المغرب تتعدد المجموعات المشجعة أو ما يطلق عليها «الألتراس» والتي تنتشر في مختلف المدن المغربية وتضم في صفوفها حشودا من الجماهير تجتمع على هدف واحد داخل المدرجات والملاعب وهو تشجيع فريقها بأناشيد وشعارات وطقوس معينة.
ورغم تواجد النساء داخل مجوعة «الألتراس»، فإنهن يتعرضن لمجموعة من المضايقات. عن ذلك تقول إحدى مشجعات الدفاع الحسني الجديدي «في الملعب كثيرا ما نتعرض للتحرش وبعض الألفاظ الدنيئة التي تسيئ لنا كفتيات».
وجوابا عن سؤال كيفية حماية أنفسهن من ذلك أردفت بالقول: «نكون دائما مرافقات من طرف أصدقاء ذكور كنوع من الحماية». وتعزو  حضور الألتراس النسائي بالمغرب إلى كون، «ثقافة التشجيع الكروي ليست غريبة على المغرب» على أمل أن تتغير تلك النظرة «غير الراضية» للمرأة المشجعة.
من جانبه يصف العديد من مشجعي الدفاع الحسني الجديدي حضور المرأة في الملاعب الرياضية بالأمر «العادي والطبيعي والذي يدخل في إطار التشجيع».
يقول حميد نور الفتح مراسل رياضي ليومية وطنية : «بداية يجب تسجيل أنه لا وجود لـ»أولترات نسائية « بهذا المعنى، لأنه في المغرب لا يوجد لهذا النوع من «الأولترات» لكن هناك نساء يعتبرن عضوات بارزات في عدد من هذه «الأولترات».
وأضاف حميد، «في المقابل، هناك عدد من الجمعيات النسائية، التي تأسست من أجل تشجيع نادي أو فريق معين، تضم عددا من المناصرات، وهنا أذكر جمعية فريق المغرب الفاسي، الوداد البيضاوي، واللتان يعتبران من الأشهر والأنشط في المغرب».
وعن حضور المرأة في الملاعب المغربية، من أجل متابعة مباريات كرة القدم يقول نور الفتح «هناك تزايد بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، بل أصبح أمر عادي جدا خاصة في المباريات والمواعيد الرياضية الكبرى».
ويعزو حميد ذلك لكون «كرة القدم دخلت لكل البيوت المغربية، وباتت تستأثر باهتمام الجميع، سواء الصغار منهم أو الكبار، النساء أو الرجال». وسجل حميد أن حضور المرأة في الملاعب هو نوعي من طبيعة الحال. لكن هناك العديد من العوامل والظواهر التي قد تكبح رغبة عدد كبير من المناصرات من الحضور للملاعب على حد قوله.
وعن ذلك ذكر الصحفي حميد: «ظاهرة الشغب التي اجتاحت الملاعب المغربية في الفترة الأخيرة، التحرش الجنسي، ثم «الكلام النابي» والجارح الذي يتلفظ به عدد من المناصرين، وهي الظواهر التي تجعلهن يعتقدن بأن الملاعب هي فضاء ذكوري وأنهن غير مرحب بهن».اذن الرجال مدعون لتغير نظرتهم الدونية للمرأة
يرى لحسن مادي أستاذ جامعي وخبير في التربية والتعليم أن دخول النساء إلى الملاعب الكروية «ظاهرة جديدة في المغرب» مؤكدا على حقهم في مشاهدة مباريات كرة القدم بكل حرية .
وذكر مادي، أن نظرة الرجل إلى المرأة في المغرب والعديد من الدول العربية تبقى نظرة متدنية نسبيا. كما أن «بعض النساء يشتكين بتعرضهن لثلة من المضايقات بالملاعب، وبالتالي ما يفسد عليهن تلك المتعة والفرجة».
وأكد المتحدث ذاته أن «هذه المظاهر المشينة ستنمحي مع الوقت، فإلى وقت قريب لم يكن باستطاعة المرأة ارتياد المسابح والسينما.. اليوم تغيرت الأمور». مضيفا بالقول «على المرأة أن تنتزع مكانتها داخل الملاعب الرياضية».
وشدد لحسن مادي على أهمية التربية، فهي «تلعب دور أساسي في بناء الإنسان، في التنشئة الاجتماعية وفي تصورات الفرد


بتاريخ : 06/04/2024