«الاتحاد الاشتراكي» تكشف عدد الأسرّة الاستشفائية الضائعة والمركّبات الجراحية المشلولة بمستشفيات عمومية لجهة الدارالبيضاء – سطات

تتسع رقعة «جراحها» بسبب الخصاص في الموارد البشرية

 

 

يعرف العرض الصحي بالقطاع العام في جهة الدارالبيضاء–سطات، تباينا في المردودية على مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمرضى بين المستشفيات العمومية المختلفة، مما يؤدي إلى استمرار مجموعة من الأعطاب التي تحول دون الولوج السلس والسريع إلى الفحوصات والعلاجات على حدّ سواء، بسبب الخصاص الكبير في الموارد البشرية، مما يجعل عددا من المصالح لا تتم الاستفادة منها رغم توفرها والاستثمار المادي فيها لعدم وجود من يشتغلون على رأسها.

أعطاب متفاوتة

أعطاب صحية، تتفاوت درجاتها وحدّتها من منطقة إلى أخرى، أكدتها معطيات رسمية تتوفر عليها «الاتحاد الاشتراكي» التي عملت على نقل البعض من تفاصيلها إلى قرائها، حيث نجد في هذا الصدد بالعاصمة الاقتصادية نموذجا، على مستوى مستشفى الحسني، الذي تبيّن الأرقام التقريبية أنه من المفروض أن يقدّم خدماته لأكثر من 600 ألف نسمة، أن هذه المؤسسة الصحية تتوفر على 108 أسرّة طبية، في حين لا يتجاوز العدد المستخدم والمسخّر لفائدة المرضى 57 سريرا، وهو ما يبيّن حجم الخصاص في الموارد البشرية من جهة، وهدر ما هو توفر من إمكانيات لوجيستيكية من جهة ثانية التي يحرم منها مرضى قد يكونون في أمسّ الحاجة إليها. أما عدد المركبات الجراحية فيبلغ أربعة بهذا المستشفى تشتغل جميعها.
وفي مستشفى بوافي بالفداء مرس السلطان، الذي يقدّم خدماته لأكثر من 300 ألف نسمة من الساكنة المحلية، علما بأن عددا مهما من المواطنين من خارج العمالة يتوجهون إليه، فيبلغ عدد الأسرّة المتوفرة 253 سريرا، لكن عمليا لا يتم استغلال إلا 189 سريرا، أما عدد المركبات الجراحية فهو الأكبر مقارنة بباقي المستشفيات الإقليمية إذ يبلغ عددها تسعة، والتي سبق وأن حظيت باهتمام كبير بعد تدشينها، لكن النقص الكبير في العنصر البشري أدى إلى تشغيل 3 مركبات فقط  وتجميد الباقي وذلك منذ سنوات إلى اليوم، والجميع يعلم بمعضلة الجراحة والإنعاش والتخدير والخصاص الواضح في هذا الصدد.
بالمستشفى الجهوي مولاي يوسف، والذي تقدّر الساكنة التي تقطن بالنفوذ الترابي الذي تتواجد فيه هذه المؤسسة الاستشفائية، بأكثر من 400 ألف نسمة، والذي من المفروض أن يستقبل حالات مرضية أخرى بحكم الاختصاصات التي يجب، نظريا، أن تتوفر فيه ولا تتوفر في غيره، فعدد الأسرّة يصل إلى 183 سريرا لكن عدد تلك الموجّهة لخدمة المرضى لا يتجاوز 135 سريرا، في حين أن المركبات الجراحية التي يبلغ عددها ستة تشتغل بأكملها.
و على مستوى مستشفى السقاط بعين الشق، الذي يتعيّن أن يقدم خدماته الصحية لأكثر من 390 ألف نسمة، فإن عدد الأسرّة فيه يبلغ 149 سريرا، بينما عدد تلك التي تصنّف ضمن خانة العملية فيبلغ 123 سريرا، أما عدد المركبات الجراحية فهو لا يتجاوز الخمسة، تشتغل ضمنها ثلاثة فقط لنفس «الأسباب البشرية».

أرقام مقلقة

بمستشفى سيدي عثمان المتواجد في منطقة ترابية تقطنها أكثر من 490 ألف نسمة، فإن عدد الأسرّة يبلغ 202 ، وحدها 167 سريرا المشغّلة، في حين تشتغل 6 مركبات جراحية من مجموع الثمانية المتوفرة في هذا المرفق الصحي.
وغير بعيد عن المنطقة في مستشفى بن امسيك، الذي تحيط به ساكنة تقدر بأكثر من 260 ألف نسمة، يبلغ عدد الأسرّة فيه 80 سريرا، تستثمر في تقديم الخدمات الصحية 66 سريرا، وتتم التدخلات الجراحية على مستوى مركبين اثنين من بين المركبات الثلاثة التي يحتضنها المستشفى.
وعلى صعيد مديونة، التي يبلغ عدد ساكنتها حوالي 230 ألف نسمة، فإن المستشفى بها يتوفر على 45 سريرا، ويعتبر سرير واحد من بينها خارج الخدمة، بالمقابل تتوفر المؤسسة الصحية على مركبين جراحيين أحدهما فقط الذي تتم فيه التدخلات الجراحية، وفقا لمصادر «الاتحاد الاشتراكي»، وذلك خلافا لما تضمنه تقرير رسمي في هذا الإطار الذي أشار إلى أن المركبين معا لا يشتغلان.
وعلى مستوى مستشفى محمد الخامس بالحي المحمدي، المنطقة التي تضم أكثر من 390 ألف نسمة، فإن عدد الأسرّة يبلغ 181 سريرا يتم تسخير 160 سريرا من بينها لفائدة المرضى، وتؤمّن 3 مركّبات من مجموع خمسة الجراحة لفائدة المرضى. أما بمستشفى المنصور فيبلغ عدد الأسرّة 95 سريرا ضمنها 79 التي يتم تشغيلها، إضافة إلى تسخير مركبين جراحيين اثنين من أصل ثلاثة للجراحة. وفي مستشفى القرب سيدي مومن يبلغ عدد الأسرّة 45 سريرا بينما لا يتجاوز عدد المستعملة منها 25، في حين يتم توفير الجراحة بمركب واحد من بين المركبين الجراحيين الاثنين المتوفرين في هذه المؤسسة. أما في مركز العلاجات للقرب سيدي مومن فإن عدد الأسّرة المشتغلة هو نفسه المتوفر وعددها 12، في حين يبلغ عدد المركبات الجراحية مركبين اثنين، واحد فقط الذي يتم تشغيله. وجدير بالذكر أن هذه المؤسسات الصحية الثلاث تتواجد في منطقة يبلغ تعداد سكانها حوالي 721 ألف نسمة.
وبمدينة الزهور التي تتجاوز ساكنتها 447 ألف نسمة، فإن مستشفى مولاي عبد الله يتوفر على 148 سريرا، ويتم تسخير 131 منها لفائدة المرضى، أما العمليات الجراحية فتتم على مستوى 5 مركبات من بين 7 المتوفرة. وفي بنسليمان حيث تتواجد حوالي 246 ألف نسمة ،يشتغل مستشفى الحسن الثاني بـ 45 سريرا، أي بكامل طاقته الاستيعابية وبمركبين جراحيين اثنين في ظل عدم وجود أي قاعة للجراحة غير مستغلة، وفقا لمصادر «الاتحاد الاشتراكي».
إنها معطيات رقمية، تؤكد أن المنظومة الصحية لاتزال تعاني من عطب كبير يتمثل في الموارد البشرية التي هي العمود الفقري للقطاع، وهو ما يستوجب بذل المزيد من الجهود لتقليص الخصاص الذي تقر به الوزارة الوصية، والذي تتسع حدّته بالتقاعد والهجرة ومقاطعة العمل والعزوف عن المشاركة في المناصب المالية التي تظل جد ضعيفة، في الوقت الذي يتواصل إحداث مرافق صحية جديدة، للأسف يظل عدد منها مغلقا رغم تخصيص ميزانيات مهمة لتشييدها وتجهيزها بسبب عدم توفر الموارد التي يمكنها أن تشغّلها؟


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 24/10/2022