البروفيسور أمل بورقية لـ «الاتحاد الاشتراكي»: عدد المرضى المحتاجين لزراعة الأعضاء تضاعف خلال العشر سنوات الأخيرة وعدد العمليات لا يزال محتشما

 

أكدت البروفيسور أمل بورقية في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن عدد المرضى الذين هم في حاجة إلى عمليات لزرع الأعضاء من أجل الاستمرار في الحياة قد تضاعف خلال العشر سنوات الأخيرة، مشددة على أن هناك خصاصا كبيرا في هذا الباب يرتبط بضعف ثقافة التبرع. ونبهت رئيسة»جمعية كلي» إلى أن مسألة التبرع بالأعضاء وزراعتها في بلادنا تعرف نوعا من الركود، مشيرة إلى أن هذا المجال لم يتطور لعوامل متعددة، فيها ما هو ذاتي وما هو موضوعي، مؤكدة أن الأرقام والنسب ظلت تتكرر كل سنة دون بلوغ الأهداف المرجوة، بالشكل الذي يسهم في التخفيف من آلام المرضى ومعاناتهم ومن إنقاذ أرواحهم وتحسين جودة الحياة بشكل عام.
وأوضحت الفاعلة الطبية والمدنية في تصريحها للجريدة أن هناك العديد من الدول العربية التي حققت تقدما واضحا وملحوظا في مجال التبرع بالأعضاء وزراعتها، مشددة على أن هذا الموضوع يتقاطع فيه ما هو صحي مع ما هو ديني وقانوني وأخلاقي، مما يتطلب ضرورة التوصل إلى أرضية موحدة تمكّن من توضيح الرؤى وتوحيد الجهود وتجاوز كل الخلافات التي قد تكون سببا في الحدّ من تطور هذا المجال. وأكدت بورقية أن عددا من الفعاليات ستلتقي، يومه السبت 12 نونبر بمقر هيئة الأطباء والطبيبات الوطنية، التي تمثل مجالات مختلفة كما هو الشأن بالنسبة لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية والأمانة العامة للحكومة وهيئة الأطباء وخبراء ومختصين، لتحديد طبيعة الإكراهات التي حالت دون تطوير العلاج بالزراعة، لأن هناك حاجة إلى رؤية وطنية شاملة للنهوض بهذا النوع من العلاجات.
وشدّدت الأخصائية في أمراض الكلي على أن التبرع بالأعضاء وزراعتها يحتاج إلى بذل المزيد من الجهود لمنح أمل جديد في الحياة للعديد من المرضى الذين يفارقون الحياة في مختلف الأعمار، خاصة حين يصيب الفشل أعضاء حيوية وأساسية كالكلي والقلب والكبد، مستعرضة تجربة إسبانيا في هذا الصدد، التي تعتبر رائدة في هذا المجال منذ أكثر من 20 سنة وتحتل المرتبة الأولى في التبرع بالأعضاء، مبرزة أنه بالرغم من ظروف الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19 إلا أنها واصلت منحاها التصاعدي في هذا الإطار.
وأكدت بورقية للجريدة أن الاحتياجات الصحية المرتبطة بزراعة الأعضاء ترتفع يوما عن يوم، خاصة في ظل اتساع رقعة الأمراض غير المنقولة، مستغربة في هذا الصدد إقصاء القطاع الخاص بشكل شمولي، في الوقت الذي شددت فيه على أنه يجب الاستفادة من كل الكفاءات وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص بما يخدم صحة المرضى والصحة العامة بشكل أشمل.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 12/11/2022