أدان التحالف الدولي «بلا حدود» للحقوق والحريات واقعة مقتل الشاب المسمى قيد حياته إلياس طاهري بطريقة وحشية بربرية، أفضت إلى وفاته، وهي الجريمة التي تناقلتها مقاطع الفيديو التي انتشرت مؤخرا حول واقعة تعنيف شرطة بمركز أوريا للأراضي الصغرى في ألمريا جنوب إسبانيا للشاب بنفس الطريقة تقريبا التي تابعها العالم في مقتل الأمريكي جورج فلويد بأسلوب عنصري لاإنساني.

وأكد التحالف الدولي «بلا حدود» للحقوق والحريات، في بيان توصلت الجريدة بنسخة منه، أنه معني بالقضية، وبذلك يرفع إلى الرأي العام إدانته الشديدة لكل أعمال التمييز بين البشر عبر العالم، على أي أساس قامت، سواء عرقية أو دينية أو غيرها، ويؤكد دعمه الراسخ لكل التظلمات والاحتجاجات السلمية الحضارية التي تنادي برفع العنصرية وإدانة مرتكبيها والقطع مع ثقافتها بإقرار ضمانات قانونية ومؤسساتية قوية وواضحة.
كما عبر التحالف الدولي «بلا حدود» للحقوق و الحريات عن تضامنه القوي واللامحدود مع عائلة الشاب المقتول على أيدي أمنيين في ألميريا، ومؤازرته كل الخطوات القانونية والمسطرية القضائية والاجتماعية السلمية التي سيباشرونها، مؤكدا أنه يضع نفسه رهن إشارتهم في خطواتهم لهذا الغرض، وطالب التحالف السلطات الإسبانية المختصة بفتح تحقيق معمق حول واقعة مقتل الشاب المذكور حسب الوارد في التسجيل السمعي البصري الرائج في شبكات التواصل الاجتماعي والجرائد الإلكترونية، مع إطلاع الرأي العام على حقيقة الموضوع ومدى صدقية الوقائع وأسبابها واتخاذ الإجراءات القانونية والقضائية تجاه الجناة وكل الذين تواطؤوا معهم لإخفاء القضية أو الصمت عنها وعدم التبليغ وقتها بشأنها.
وأعلن التحالف في نفس البيان أنه «في إطار واجبنا الإنساني، وتماشيا مع القيم التي تأسس عليها التحالف الدولي للحقوق والحريات ومن أهمها الدفاع عن الحق في الحياة ونبذ العنف
وصيانة كرامة الإنسان والحرص على العيش المشترك، فإننا قررنا إعداد أنفسنا للانتصاب كطرف مدني في هذه القضية بعد فتح التحقيقات المطلوبة».
وحذر من انتشار «ثقافة التمييز العنصري ومن الخطاب السياسي الذي يزكيها أحيانا كثيرة ويحرض عليها بشكل مباشر في لقاءات جماهيرية أو من خلال تصريحات إعلامية»، داعيا الجميع إلى التمسك بأسس العيش المشترك وبقيم الحوار والتسامح والقطع مع هذه العقليات داخل المؤسسات والمرافق العامة بما فيها وعلى رأسها الأجهزة الأمنية».
وفي الأخير جدد بيان التحالف مرة أخرى رفضه القاطع والمسؤول لكل أعمال الشطط والعنف المؤسس على التمييز العنصري، مضيفا أنه « نخبر الرأي العام أننا سنواكب أطوار هذا
الملف بكل يقظة وفعالية وجاهزية للتدخل في إطار القانون، وسيكون ذلك عبر بيانات مشابهة أو ندوات ولقاءات صحفية مقبلة».