توقع تضخما بنسبة 5،3 % ونموا في حدود 1 % وكشف عن اللجوء الى الاقتراض الدولي…
أكد والي بنك المغرب، عبد اللطيف الجواهري، يوم الثلاثاء بالرباط، أن التضخم في المغرب، والمتوقع في حدود 5.3 في المئة سنة2022، يظل «مستوردا»، بسبب عوامل من أصل خارجي غير متحكم فيها.
وأوضح الجواهري، خلال ندوة صحفية عقب الاجتماع الفصلي الثاني لمجلس البنك المركزي، أن «الضغوط التضخمية لا تزال تغذيها بشكل رئيسي عوامل خارجية المصدر، كما يعكس ذلك التسارع الملموس لتضخم السلع القابلة للتداول»، مشيرا الى أن تضخم السلع غير القابلة للتداول، المتأثرة بشكل رئيسي بالعوامل الداخلية، يواصل التطور عند مستوى محصور.
بالإضافة إلى الارتفاع في أسعار المنتجات الطاقية وزيوت التشحيم، تسارع التضخم مدفوعا بالارتفاع الحاد في التضخم الأساسي، والذي بلغ 5.5 في المئة عوض 4.4 في المئة.
وأشار الجواهري إلى أن هذا الأخير كان مدفوعا بالارتفاع في أسعار مكوناته القابلة للتداول، ولا سيما المواد الغذائية ، مشددا على أن أسعار المنتجات الغذائية القابلة للتداول المدرجة في التضخم الأساسي قد ارتفعت بالفعل بنسبة 11.6 في المئة بعد 8.5 في المئة في الفصل الأول، مع تسجيل زيادة، على وجه الخصوص، بنسبة 15.4 في المئة بعد 12.2 في المئة في أسعار «منتجات الحبوب»، و 20.4 في المئة مقابل 15 في المئة من أسعار «الزيوت» في سياق الارتفاع المستمر في أسعارها العالمية.
وقال إن النزاع الروسي – الأوكراني والسياسات النقدية المتشددة وتدهور الآفاق الاقتصادية جعلت مستوى التضخم على المستوى الدولي مرتفعا نسبيا.
وفي هذا الاطار، أوضح أن معدل التضخم في الولايات المتحدة بلغ 7.8 في المئة خلال هذا العام، فيما تسارع بمنطقة اليورو ليصل إلى 7.2 في المئة سنة2022 .
على المستوى الوطني، وبفعل الارتفاع المهول في اسعار المنتجات الطاقية والغذائية بشكل أساسي، بالإضافة إلى تسارع التضخم لدى الشركاء التجاريين الرئيسيين، عرفت اسعار الاستهلاك ارتفاعا ملموسا خلال الأشهر الأربعة الأولى من السنة الجارية مع تسجيل معدل نمو في حدود 4.5 في المئة على أساس سنوي.
ومن المتوقع أن يتواصل هذا التوجه على المدى القصير، حيث يرتقب أن يصل التضخم، حسب توقعات بنك المغرب، إلى 5.3 في المئة خلال سنة 2022 بأكملها، قبل أن يتباطأ إلى 2 في المئة سنة 2023.
ومن المتوقع ان يصل المكون الأساسي للتضخم إلى 5.2 في المئة في2022، قبل أن يتراجع إلى 2.5 في المئة السنة المقبلة.
لجوء الخزينة للسوق الدولية
وقال والي بنك المغرب، ،إن المناقشات جارية بشأن احتمال لجوء الخزينة للسوق الدولية.
وقال والي البنك المركزي إن «المناقشات بين الخزينة والبنوك الاستشارية قد انطلقت للاطلاع لدى المستثمرين الدوليين وتقييم شروط الإقراض في الأسواق العالمية ومعرفة كيفية تطور علاوة المخاطر في المغرب في ظل الظروف الحالية».
وأشار إلى أنه من بين 40 مليار درهم من الديون بالعملات الأجنبية المنصوص عليها في قانون المالية2022 ، سيتم تعبئة حوالي 15 إلى 20 مليار درهم من مؤسسات التنمية متعددة الأطراف ، بينما يتعين تعبئة الباقي عبر الأسواق المالية الدولية.
واعتبر الجواهري ، في هذا الاطار، أن الأمر متروك للحكومة ووزارة المالية للتقرير فيما إذا كان من المناسب تنفيذ عملية خروج من عدمها للسوق الدولية، مذكرا أن الظروف لن تكون كما كانت عليه خلال آخر عملية خروج للسوق الدولية في2020 ، لا سيما بسبب تشديد السياسات النقدية في جميع أنحاء العالم ، مما سيؤثر على الظروف التي ستقترض الخزينة بموجبها.
وخلص الجواهري إلى أن الخزينة لا تزال لديها إمكانية، بالنسبة لاحتياجاتها على المستوى المالي، للاستفادة من خط الوقاية والسيولة) LPL (الذي لم يتم استخدامه بعد، مع العلم أن القانونين الأساسين لصندوق النقد الدولي وبنك المغرب يسمحان بذلك.
سعر الفائدة الرئيسي
في حدود 1.5 %
وأكد والي البنك المركزي، أن الإبقاء على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير في حدود 1.5 في المئة من قبل مجلس إدارة بنك المغرب المنعقد، اليوم الثلاثاء، يعد قرارا «مناسبا».
وأضاف الجواهري، أن «هذا القرار يأخذ في الاعتبار تأثير الإجراءات المتخذة في إطار الاتفاق الاجتماعي المبرم في 30 أبريل 2022، وطبيعة الضغوط التضخمية ، خارجية المصدر، وكذلك العودة المرتقبة للتضخم إلى مستويات معتدلة في 2023». وبحسب السيد الجواهري، فإن هذا القرار يهدف إلى دعم النشاط الاقتصادي، مشيرا إلى أن بنك المغرب سيواصل تتبع تطور المؤشرات الاقتصادية عن كثب على المستويين الوطني والدولي.
وشدد على أن الوضع الاقتصادي الداخلي لم تطرأ عليه تغيرات كبيرة، حيث أن الحفاظ على سعر الفائدة الرئيسي عند هذا المستوى يهدف الى «تزويد البنوك بالسيولة» ودعم النمو الاقتصادي.
وسجل أن لكل بنك مركزي حول العالم خصوصياته وأهدافه وقراءته للضغوط التضخمية.
العملات الشفرة قريبا
وأعلن والي بنك المغرب أن مشروع قانون يروم تنظيم استعمال العملات المشفرة سيرى النور قريبا.
وأبرز الجواهري، أن لجنة تعمل على وضع إطار تنظيمي مناسب للجمع بين الابتكار والتكنولوجيا وحماية المستهلك.
وفي هذا الصدد ، أكد والي البنك المركزي أنه سيتم أخذ العديد من الجوانب بعين الاعتبار عند صياغة هذا القانون، لا سيما التجارب العالمية في هذا المجال، مشيرا إلى أن أعمال مقارنة جارية مع صندوق النقد الدولي )IMF( والبنك الدولي لإجراء المشاورات اللازمة بهذا الشأن.
وأشار إلى أن هذا الإطار التنظيمي سيمكن أيضا من تحيين التشريعات المتعلقة بمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.
يشار إلى أن بعض الخبراء يدعون إلى تقنين دولي لاستعمال العملات الرقمية.
وكان بنك المغرب، ووزارة الاقتصاد والمالية، والهيئة المغربية لسوق الرساميل قد أثاروا انتباه المواطنين إلى المخاطر المرتبطة باستخدام العملات الافتراضية، لا سيما غياب أي حماية للمستهلك، وتقلبات أسعار صرف هذه العملات الافتراضية مقابل عملة قانونية، بالإضافة إلى استخدام هذه العملات لأغراض غير مشروعة أو إجرامية، لا سيما غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.
التأمين التكافلي خطوة «إيجابية»
وذكر عبد اللطيف الجواهريأن منح تراخيص لستة بنوك تشاركية لتقديم منتجات التأمين «تكافل» يمثل خطوة إيجابية إلى الأمام في ورش التمويل التشاركي.
وقال «لقد عملنا بتشاور مع هيئة مراقبة التأمينات والاحتياط الاجتماعي)ACAPS ( والمجلس الأعلى للعلماء، لمنح هذه التراخيص للبنوك التشاركية».
وأضاف «إننا نبحث مع الشركاء إمكانية استفادة العمليات السابقة من هذا التأمين».
وتشمل عمليات التأمين التكافلي، التي تشكل موضوع هذه التراخيص، عمليات التأمين على الحياة والوفاة ، وعمليات التأمين على مخاطر الحوادث الجسدية، وعمليات التأمين ضد الحريق والعوامل الطبيعية، وعمليات تأمين كسر الزجاج، وعمليات التأمين على الأضرار الناجمة عن المياه، والاستثمار التكافلي.
وسيمكن تفعيل هذا التأمين التكافلي من النهوض بالعديد من منتجات البنوك التشاركية وتطويرها من خلال عروض تأمينية جديدة، فضلا عن تلبية احتياجات شريحة من المواطنين في ما يتعلق بالتوفر على تأمين، مما يساهم في تعزيز الاندماج المالي لفئة مهمة من المواطنين، الذين كانوا ينتظرون بديلا للمنتجات التأمينية التقليدية.
ويعتبر التأمين التكافلي عملية تأمينية يتم إجراؤها، بموافقة المجلس الأعلى للعلماء، بغرض تغطية المخاطر المنصوص عليها في عقد التأمين أو الاستثمار تكافل من قبل صندوق تأمين تكافل، يتم تدبيره، مقابل تعويض عن التسيير، من طرف شركة تأمين معتمدة للقيام بعمليات التأمين التكافلي.
في ما يلي الارقام الرئيسية في الاجتماع الفصلي لبنك المغرب برسم سنة 2022:
– سعر الفائدة الرئيسي: 1.5 في المائة.
– التضخم: 5.22 في المئة سنة 2022 و2.5 في المئة سنة 2023.
– النمو: 1 في المئة سنة 2022 و4 في المئة سنة 2023.
– تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج: 87.3 مليار درهم سنة 2022 و84 مليار درهم سنة 2023.
– الأصول الاحتياطية الرسمية: 342.5 مليار درهم سنة 2022 و346.4 مليار درهم سنة 2023.
– عجز الحساب الجاري: 4,9 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي في 2022، و 3,8 في المائة في 2023.
– سعر الصرف الفعلي الحقيقي: 2,8 في المائة سنة 2022 و0,9 في المائة سنة 2023.
– حاجة البنوك إلى السيولة: 78,2 مليار درهم بنهاية 2022 و91,9 مليار في 2023.
– الائتمان البنكي: 4 في المئة سنة 2022 و2023.
– عجز الميزانية: 6,3 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي سنة 2022 و5,6 في المائة في 2023.