الجيدو المغربي يودع طوكيو بالدموع وأسماء نيانغ تلمح إلى الاعتزال

انهارت البطلة المغربية أسماء نيانغ، لحظة إعلان الحكم هزيمتها أمام منافستها الإيطالية «أليس بيلاندي» بال «الوزاري»، في اللقاء الذي جمعهما صباح أمس الأربعاء بقاعة «نيرون بودوكان»، بالعاصمة اليابانية طوكيو، خلال الدور الأول من منافسات وزن أقل من 70 كلغ.
فبعدما كانت النتيجة شبه متكافئة بينهما، أظهرت نيانغ شجاعة كبيرة وحاولت حسم الأمور لصالحها، قبل أن تذهب محاولتها سدى، ليعلن الحكم هزيمتها، وتنهار باكية فوق البساط، غير مصدقة بأنها خسرت الرهان، لتلتحق بزميلتها سمية إيراوي، التي توقف مسارها في ثمن نهائي وزن 57 – 63 كلغ، بعدما تمكنت من المرور من الدور الأول عقب التغلب على منافستها التايلاندية،كاشاكورنواراسيها، ب 10 – 0، ثم تخسر في الدور الثاني أمام البريطانية شيلسي جيل.
وبهذا الإقصاء، يكون الجيدو المغربي قد أنشد هو الآخر نشيد الإخفاق، ويختار العودة المبكرة إلى المغرب، جارا وراء ظهره أذيال الخسران المبين.
وبدا التأثر البالغ على أسماء نيانغ في المنطقة المختلطة، عندما تقدمت للإجابة على أسئلة الزملاء الصحافيين، حيث قالت إن منافستها الإيطالية اختارت اللعب بتحفظ كبير طيلة أطوار المباراة، حيث لم تقم بأي مبادرة، واختارت البقاء في الخلف، الأمر الذي «فرض علي المغامرة، وأخذ المبادرة، لكن وفي اللحظة الحاسمة، ولسوء حظي، قامت اللاعبة الإيطالية بمد رجلها عن غير قصد،لتذهب النقطة عندما حاولت الاستدارة، لتحتسب المحاولة ضدي».
وعادت نيانغ لتؤكد على أن ما يشعرها بالمرارة والحسرة هو أن منافستها الإيطالية لم يكن لديها أي نية أو رد فعل، عندما حاولت الإطاحة بها، لكن «حظي العاثر جعلها تقدم رجلها، وتعيق حركتي، فيكون الفوز من نصيبها.»
وأوضحت نيانغ أن هذه النتيجة تشعرها بالإحباط، «لأنني بكل صراحة جئت إلى طوكيو، وكلي طموح وأمل في تسجيل نتيجة تفرح الجمهور المغربي، لكن هذه هي قواعد الرياضة.»
وبشأن الإكراهات التي واجهتها، قالت أسماء نيانغ إن المغاربة والأفارقة عموما لا يشتغلون في ظروف جيدة، «فنحن لا نتواجد في وضع مثالي، على غرار الفرنسيين والأوروبيين عموما، وأنا هنا لا أبحث عن الأعذار أو التبريرات، لأنني دائما ما أتغلب على الصعاب، ولم آت للمغرب من أجل الاستجمام والراحة، وإنما جئت بحلم كبير، ضحيت في سبيله بكافة الامتيازات التي كانت لدي بفرنسا».
وأضافت البطلة المغربية أنها اعتقدت أنها ستحقق رهانها الأولمبي بطوكيو، حيث «جهزت كل شيء من أجل تحقيقه، واشتغلت كثيرا في سبيله، لكن كما يقال في المغرب مكتابش».
وفي جواب حول مدى ندمها على اختيار اللعب تحت راية المغرب، قالت نيانغ إنها غير نادمة، لأنها قضت عشر سنوات رائعة، «لأنني لم أقتحم عالم الرياضة من المستوى العالي إلا عند بلوغي 29 سنة، بعد أن كان لي مشوار يمتد لعشر سنوات بالعمل الإطفائي، ولو عادت بي الأيام إلى الوراء لقمت بالاختيار نفسه. سيكون من الصعب علي النهوض بعد هذه السقطة، لأن في ريو كان حلمي طفولي، وفي دورة طوكيو أصبح كبيرا، لأنني اشتغلت وحضرت كثيرا، خاصة وأنني إنسانة محاربة بطبعي. وإذا سألتموني عن الأشياء التي أتأسف لها، سأقول إنني حاولت، لكن الحظ لم يقف إلى جانبي، لأن منافستي وضعت رجلها في المكان غير المناسب لي، ومن حسن حظها أن النقطة التي بحثت عنها ذهبت إليها.»
وبشأن مشروعها المستقبلي، خاصة وأنها الآن تبلغ التاسعة والثلاثون من العمر، أوضحت نيانغ أنها ستأخذ وقتها الكافي لاتخاذ القرار المناسب، وفهم كثير من الأشياء المحيطة بها، « لأنني حاليا أتواجد في وضع نفسي لا يسمح باتخاذ أي قرار، لأن الحسرة تأكلني. فعندما شاهدت القرعة، اعتقدت أنني سأفوز وأصل المباراة النهائية بسهولة، لأن المصنفة الأولى عالميا سبق لي أن فزت عليها في أربع مباريات. ولم تكن هناك أي منافسة يمكن أن تقف في وجهي، ليوقف حلمي هنا مع الأسف .»


الكاتب : موفد الاتحاد الاشتراكي إلى طوكيو: إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 29/07/2021