الحرائق تهدد غابات المغرب أكثر خلال الموسم الحالي بسبب الجفاف وموجات الحرارة الطويلة

تم تسجيل 500 حادث في 2022 وجهة طنجة تطوان الحسيمة تصدرت قائمة المناطق المتضررة

 

بلغ عدد الحرائق التي جرى تسجيلها في غابات المملكة خلال السنة الفارطة 2022 حوالي 500 حريق، وتسببت نيران هاته الحوادث في التهام 22762 هكتار من المساحة الغابوية، في الوقت الذي كانت فيه نسبة 37 في المئة من مجموع المساحات المحروقة تتشكّل من أعشاب ثانوية ونباتات موسمية. أرقام ومعطيات تم الكشف عنها أول أمس الثلاثاء خلال اجتماع اللجنة المديرية للوقاية ومكافحة الحرائق الغابوية بمقر المركز الوطني لتدبير المخاطر المناخية والبيئية، تحت رئاسة المدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات عبد الرحيم هومي وبحضور كافة الشركاء المعنيين، والذي شكّل مناسبة لتقييم وعرض النتائج والدروس المستقاة من حرائق الغابات لموسم 2022، فضلا عن استعراض الوسائل والتدابير التي ستتم تعبئتها للموسم الجديد 2023 .
وبيّنت المعطيات التي تم تدارسها في هذا الاجتماع أن جهة طنجة تطوان الحسيمة تصدّرت قائمة المناطق المتضررة من الحرائق بتسجيلها لـ 188 حريقا، وأتت ألسنة اللهب التي اندلعت خلال هاته الحوادث التي عرفتها غابات الجهة على 18704 هكتار، تلتها جهة فاس مكناس بتسجيلها لـ 99 حريقا اجتاحت 1775 هكتار من المساحة الغابوية. وأبرز المتدخلون خلال اللقاء أن تسجيل الجهتين لهاته الأرقام مردّه تميّزهما بالكثافة العالية للغطاء الغابوي فضلا عن الظروف المناخية الجافة خلال موسم الصيف بالإضافة إلى ارتفاع الضغط البشري على الموارد الغابوية.
وأشار المشاركون في الاجتماع إلى أن الظروف المناخية لسنة 2022 تميزت على الصعيد العالمي بجفاف وبسلسلة موجات حر استثنائية، مبرزين أنه في المغرب، وعلى غرار باقي بلدان العالم، فقد شهدت عدة مناطق موجات حرارية شديدة، خاصة في شهر يوليوز، حيث تم تسجيل أرقام تم وصفها بكونها «قياسية». وتم خلال هذا اللقاء الذي عرف عرض المخطط المديري الجديد للتدبير المندمج لحرائق الغابات للفترة 2023-2033، التأكيد على أنه بالرغم من النتائج الاستثنائية المسجلة خلال موسم 2022 بالمقارنة بالسنوات السابقة، فإن سياسة الوقاية من الحرائق ومكافحتها، المعتمدة من طرف جميع الشركاء المعنيين، وخاصة وزارة الداخلية والوكالة الوطنية للمياه والغابات والسلطات المحلية والوقاية المدنية والدرك الملكي والقوات الملكية الجوية والقوات المسلحة الملكية والقوات المساعدة، قد ساهمت بشكل كبير في التقليل والحدّ من الأضرار والخسائر الاجتماعية والبيئية المحتملة.
وفي السياق ذاته، تم التنبيه إلى أنه خلال الفترة الحالية، ونظرا للجفاف وموجات الحرارة الطويلة المسجلة، ينتظر أن يتزايد خطر نشوب حرائق الغابات خلال الموسم الحالي 2023، وهو ما فرض اتخاذ مجموعة من التدابير الاستباقية من طرف الشركاء المعنيين لمواصلة الجهود الرامية إلى تثمين سياسات الوقاية ومكافحة حرائق الغابات. وأبرز العرض المقدم أن الوكالة الوطنية للمياه والغابات قد خصّصت للوقاية من الحرائق غلافا ماليا يقدر بـ 200 مليون درهم، الذي سيوظف لتوفير التجهيزات والوسائل الكفيلة للحد من اندلاع الحرائق، من خلال تعزيز دوريات المراقبة للرصد والإنذار المبكر، وفتح وصيانة المسالك الغابوية ومصدات النار بالغابات، وتهيئة نقط الماء مع صيانة وإنشاء أبراج جديدة للمراقبة، وتوسيع الحراسة الغابوية بالإضافة إلى إعادة تأهيل المسالك، وكذلك شراء سيارات جديدة للتدخل الأولي.
وبهذه المناسبة، دعت الوكالة الوطنية للمياه والغابات جميع مستخدمي ومرتادي الغابات، من قبيل المخيمين ومربي النحل والرعاة وغيرهم، لتوخي اليقظة والحد من استخدام النار قدر الإمكان خلال فترة الصيف، مشددة على أن جلّ حرائق الغابات يكون سببها الإنسان والأنشطة التي يقوم بها، مؤكدة على أن الهدف من المناشدة التي وجّهتها يتمثل في تجنب أي عمل غير مقصود يمكن أن يسبب الحرائق، وإبلاغ السلطات المختصة على الفور بأي بداية حريق أو سلوك مشبوه لمحاولة الحفاظ على الإرث الغابوي لما له من أدوار سوسيو اقتصادية وبيئية مهمة.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 11/05/2023