الدكتور مصدق مرابط: تحصين الذات الجماعية وحماية بلادنا من خطر انتكاسة وبائية يعتبر أولوية في الظرفية الحالية

أوميكرون يعيد العمل عن بعد في إدارات ومؤسسات القطاع الخاص بجهة الدارالبيضاء سطات

 

تجاوز عدد الحالات النشطة المصابة بفيروس كوفيد 19 في بلادنا 9 آلاف و 500 حالة، وفقا لما أكدته وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، التي كشفت في حصيلتها اليومية أول أمس السبت، عن أن 141 حالة توصف بكونها خطيرة وحرجة، 38 حالة تم تسجيلها في 24 ساعة فقط، وذلك قبل تحديث الأرقام الوبائية، مبرزة أن 72 حالة من مجموع الحالات المسجّلة توجد تحت التنفس الاصطناعي، بينما توجد حالتان تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي، علما بأن هذه الأرقام تبقى مؤقتة ومرشحة لمزيد من الارتفاع يوما عن يوم.
وتم الإعلان عن تسجيل 2328 حالة إصابة جديدة بفيروس كوفيد 19 يوم السبت الأخير، 1649 حالة توجد بجهة الدارالبيضاء سطات، في حين تم التأكد من 1352 حالة مرضية بمدينة الدارالبيضاء لوحدها، وهو ما يعكس الصورة غير السليمة التي أصبح عليه الوضع الوبائي بالعاصمة الاقتصادية التي تحولت إلى بؤرة وبائية، وقد يتطور الأمر بها أكثر، خاصة في ظل وجود إصابات بالمتحور أوميكرون القادر على الانتشار بسرعة.
وضعية وبائية، دفعت مرة أخرى سلطات ولاية جهة الدارالبيضاء سطات، إلى دعوة جميع الإدارات العمومية والجماعات الترابية ومؤسسات ومقاولات وشركات القطاع العام والخاص على مستوى الجهة لاعتماد خيار العمل عن بعد، كلما توفرت الإمكانات لذلك، وحث وتشجيع العاملين بها على اتخاذ هذا القرار، مشددة في نفس الوقت على ضرورة الالتزام بكافة التدابير الاحترازية المتمثلة في وجوب التوفر على جواز التلقيح من أجل ولوج مقرات العمل ووحدات الإنتاج، والسهر على استكمال تلقيح موظفيها والعاملين بها، واحترام الإجراءات الوقائية بكافة المرافق الإدارية والوحدات الإنتاجية والاستمرار في اتخاذ الاحتياطات والاحترازات اللازمة من قبيل استعمال الكمامات بالشكل السليم وتوفير وسائل ومواد التعقيم والتباعد الجسدي.
وأكد الدكتور مصدق مرابط، في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن خطوة ولاية جهة الدارالبيضاء سطات، تأتي في ظل ارتفاع أعداد الإصابات التي يتم تسجيلها يوما عن يوم، وفي سياق وضع يتّسم بالتراخي والتعامل مع الوباء بنوع من اللامبالاة، إذ أن عددا كبيرا من المواطنين لا يضعون الكمامات أو يضعونها بشكل غير سليم، ولا يحترمون التباعد الجسدي، ولا يحرصون على تعقيم الأيادي وغسلها في كل وقت وحين، فضلا عن العزوف عن التلقيح، وهو ما ينذر بوضعية وبائية في مدينة مليونية قد تكون جد صعبة في القادم من الأيام.
وشدّد الدكتور مرابط، على أن هناك العديد من الخيارات الوقائية التي من شأنها ضمان استمرار العمل مع تأكيد المردودية، ، كالعمل عن بعد، خاصة وأن المغرب قطع أشواطا كبيرة في المجال الرقمي، مؤكدا أنه حان الوقت لتنزيل وتفعيل هذا الأمر والاستفادة من تجربة الحجر الصحي التي عاشها الجميع خلال مرحلة من مراحل السنة الفارطة. وأوضح الخبير الصحي أن قرار سلطات الولاية يبقى مهما من أجل محاصرة انتشار العدوى والحدّ من منسوب تمددها وتفشّيها، ويجب التفاعل معه تفاعلا سليما ومسؤولا، لأن تحصين الذات الجماعية وحماية بلادنا من خطر انتكاسة وبائية يعتبر أولوية في الظرفية الحالية، مبرزا أن العمل عن بعد سيخفف من حالة الاكتظاظ داخل مختلف وسائل النقل العمومية من ترامواي وحافلات وسيارات للأجرة، التي يشاهد الجميع كيف يتكدس المواطنون داخلها في غياب كل أشكال الوقاية، ونفس الأمر بالنسبة للمؤسسات والإدارات المختلفة التي تعاني من الازدحام وغياب التهوية وغيرها من الملاحظات المسجلة في هذا الباب، التي يمكن لعدد من العاملين بها الاشتغال عن بعد، كما أن من شأن هذه الخطوة كذلك المحافظة على البيئة وتيسير التنقل والتقليص من حوادث السير، خاصة مع الأوراش المفتوحة بكثرة في مختلف أحياء وشوارع الدارالبيضاء.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 03/01/2022