الذكاء الاصطناعي والاقتصاد -19- إحداث الثورة الجديدة في الخدمات المصرفية و المالية العالمية

«.. بات الكثير من الناس حول العالم، مدركين للحضور الوازن للذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في حياتهم، التي أضحت موجودة في كل مكان حولنا.. مع هذا الانتشار الواسع، يخطر على بال الأفراد أسئلة متعددة تخص هذه التقنية من قبيل: «كيف بدأ كل هذا؟»، «في أية مجالات يمكن أن يستخدم فيها الذكاء الاصطناعي؟»، «ماذا يعني ذلك حقا؟»، «ما أخلاقيات عمل وتطبيق الذكاء الاصطناعي؟» وغيرها من التساؤلات التي سنتطرق لها في هذه السلسلة من المقالات حول «الذكاء الإصطناعي»، منطلقين من كونه كان موضوعا للخيال العلمي إلى جزء لا يتجزء من حياتنا اليوم، مرورا بتطور هذا المجال على مر السنين و ما ساهم به في حياتنا، وصولا إلى ما قد يشكله من خطر علينا الآن أو مستقبلا..»..

في مقال على موقع «موني غايت» (mony-gate) – نقلا عن شركة GBO – بحثا عن «حول فوائد و حالات إستخدام الذكاء الاصطناعي في الخدمات المصرفية والمالية) من قبل شركة «GBO» للخدمات المؤسسية الرائدة التي تقدم حلولا شاملة للشركات في جميع أنحاء العالم، حيث حددت من خلال خبرتها في المجال المالي أهم الفوائد و الحالات لإستخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع الأعمال المصرفية و التمويل، مما يوفر رؤى قيمة حول كيفية تحويل هذه التكنولوجيا للصناعةككل، و متعمقة. دعنا في النتائج التي توصلوت إليها و لاستكشاف الإمكانات المثيرة للذكاء الاصطناعي في الأعمال المصرفية و التمويل معا.
أحدث الذكاء الاصطناعي (AI) تحولا في الصناعة المصرفية و المالية في السنوات الأخيرة، حيث قدم مجموعة من الفوائد و حالات الاستخدام التي أحدثت «ثورة» في طريقة عمل المؤسسات المالية. من خدمة العملاء الشخصية إلى تحسين الكشف عن الإحتيال وإدارة المخاطر، أصبح الذكاء الاصطناعي أداة أساسية للبنوك التي تتطلع إلى تحسين الكفاءة و خفض التكاليف و زيادة رضا العملاء. في هذه المقالة، سوف نستكشف أهم مزايا الذكاء الاصطناعي في الأعمال المصرفية والتمويل، بالإضافة إلى بعض حالات الإستخدام الأكثر إثارة و التي قد تغير قطاعي المال و الإقتصاد ككل.
يعمل الذكاء الاصطناعي (AI) على تغيير الصناعة المصرفية العالمية بعدة طرق.. من الامثلة الشائعة على هذا التغيير كشف «حالات الإحتيال» إذ يمكن للأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي أن تحدد المعاملات غير العادية بسرعة و تمنع الأنشطة الاحتيالية على نطاق واسع، كما يمكن لـ «روبوتات الدردشة» المدعومة بالذكاء الاصطناعي مساعدة العملاء و الإجابة على إستفساراتهم و تقديم توصيات مخصصة للخدمات المصرفية و المالية. يمكن لنماذج الذكاء الاصطناعي في المجال أيضا، تحليل تطبيقات الإئتمان و القروض و الحد من مخاطر القروض المعدومة و تعزيز دقة الاكتتابات المالية، و هي قادرة أيضا على تخصيص خوارزميات ذكية لتحليل بيانات العملاء بغية إنشاء توصيات مخصصة للمنتجات و الخدمات المصرفية.
بالنسبة للخدمات و التطبيقات المعززة بالذكاء الاصطناعي، هناك العديد منها و لعل أبرزها تطبيق «إيريكا» (Erica) المساعد الافتراضي لبنك «أمريكا» المعد لمساعدة العملاء في تلبية احتياجاتهم المصرفية من قبيل دفع الفواتير و تحويل الأموال و غيرها. أحد التطبيقات الأخرى، يدعى ب»كابيتال وان» (Capital One) الذي يستند على خوارزميات التعلم الآلي لإكتشاف الأنشطة الإحتيالية في الوقت الفعلي لغرض اكتشاف عمليات الاحتيال. في حين يحلل «كوين» (COiN)، وهو برنامج مدعوم بالذكاء الاصطناعي في «جي-بي مورغان شايس» (JPMorgan Chase) لتحليل المستندات القانونية و تقليل وقت مراجعتها.
يلج الذكاء الاصطناعي أيضا القطاع البنكي، حيث يذكر بحث مؤسسة «GBO» أن أبرز حالات الاستخدام المصرفي للذكاء الاصطناعي (على سبيل المثال وليس الحصر) تكمن في تسريع كشف عمليات الاحتيال والوقاية منها، إد أدى إستخدام الذكاء الاصطناعي في الأعمال المصرفية و التمويل إلى تطوير أنظمة متطورة لإكتشاف و منع الأنشطة الاحتيالية من خلال تحليل أنماط معاملات العملاء في الوقت الفعلي. من الحلول التي يقدمها الذكاء الاصطناعي للبنوك، إتخاذ إجراءات سريعة بفضل خوارزميات التعلم الآلي التي تحدد الإنحرافات و تكشف عن المعاملات المشبوهة، التي قد تؤدي لخسائر مالية كبيرة، غير أنها تسمح (هذه التقنيات) بتعزيز ثقة العملاء من خلال ضمان أمان حساباتهم المالية. من بين تطبيقات الذكاء الاصطناعي في البنوك كذلك، ما يرتبط بالتصنيفات الائتمانية و تقييم المخاطر، حيث يستخدم لتقييم «الجدارة الإئتمانية» للمقترضين من خلال تحليل كميات هائلة من البيانات، بما في ذلك تاريخ الائتمان و الدخل و النشاط على وسائل التواصل الاجتماعي، كما توفر «الدرجات الإئتمانية» الناتجة عن الذكاء الاصطناعي تقييما أكثر دقة للمخاطر، مما يسمح للبنوك باتخاذ قرارات إقراض أكثر إستنارة، و يعمل تسجيل الإئتمان و حالات الاستخدام المصرفي للذكاء الاصطناعي الأخرى على تقليل «معدلات التخلف عن سداد القروض» و «تحسين معدلات الفائدة» مما يؤدي إلى تحسين «محفظة القروض» البنكية.
يمكن لإستخدام الذكاء الاصطناعي كذلك، أن يقوم بأتمتة خدمة العملاء (الخدمات الآلية) التي تستخدمها البنوك «روبوتات المحادثة» و «المساعدين الإفتراضيين» المدعومين بالذكاء الإصطناعي للتعامل مع إستفسارات العملاء و تقديم الدعم على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي هذه معالجة مخاوف العملاء بشكل فعال من خلال فهم الاستفسارات و تقديم إستجابات دقيقة و سريعة، كما يؤدي إستخدامه في خدمة العملاء في الخدمات المصرفية إلى تقليل أوقات الإنتظار و زيادة رضا العملاء و تقليل التكاليف التشغيلية لتوظيف مراكز الاتصال. يستخدم الذكاء الاصطناعي كذلك، لتقديم مشورة مالية مخصصة للعملاء بناءا على إحتياجاتهم الفردية و أهدافهم و تحملهم للمخاطر من خلال تحليل بيانات العملاء، من خلال إنشاء خطط مالية مخصصة و التوصية بالمنتجات و الخدمات المناسبة و تقديم الارشادات الاستباقية، كما لأتمتة المهام المتكررة مثل إدخال البيانات و تسوية الحسابات و إنشاء التقارير، مما يسمح للموظفين بالتركيز على المهام ذات القيمة الأعلى.
من بين مزايا الذكاء الاصطناعي في الخدمات المصرفية، ما توفره روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الإصطناعي من الدعم التقني على مدار الساعة، مما يقلل أوقات الانتظار و يزيد من رضا العملاء. يمكن للأنظمة التي تدعم الذكاء الاصطناعي أتمتة المهام المتكررة، و بالتالي تقليل وقت و تكلفة العمليات المالية، كما يمكن للخوارزميات الذكية تحليل كميات هائلة من البيانات و تحديد المخاطر المحتملة. مع التقدم المستمر في معالجة اللغة الطبيعية و التعلم الآلي، يمكننا توقع تجارب عملاء أكثر تخصيصا و زيادة الكفاءة مع تكامل الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد في العمليات المصرفية، و كما هو الحال مع أي تقنية جديدة، قد تكون هناك مخاطر وعقبات يجب معالجتها.
يقدم الذكاء الإصطناعي 5 مزايا في قطاع الأعمال المصرفية و التمويل لكونه جزءا لا يتجزأ من الصناعة المصرفية و المالية، حيث يوفر العديد من الفوائد للمؤسسات المالية و العملاء. يمكن لروبوتات المحادثة و المساعدين الافتراضيين المدعومين بالذكاء الاصطناعي من تزويد العملاء بمساعدة مخصصة و في الوقت المناسب، مما يقلل أوقات الإنتظار و يعزز رضا العملاء.
بإستخدام الذكاء الاصطناعي، يمكن للبنوك تزويد عملائها بالدعم على مدار الساعة، مما يسهل عليهم إدارة شؤونهم المالية. يعد اكتشاف الاحتيال أولوية قصوى للبنوك، و يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في اكتشاف الأنشطة الاحتيالية في الوقت الفعلي. يمكن تحليل كميات كبيرة من البيانات بواسطة خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحديد الأنماط التي قد تشير إلى معاملات إحتيالية، و بالتالي مساعدة البنوك في منع الخسائر المالية. يمكن للذكاء الاصطناعي أتمتة العمليات اليدوية، مثل إدخال البيانات و معالجة المستندات، مما يسمح للموظفين بالتركيز على المهام الأكثر تعقيدا. من خلال تحليل بيانات العملاء وتحديد المخاطر المحتملة، يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة البنوك في إدارة المخاطر بشكل أكثر كفاءة. يمكن أن يساعد ذلك البنوك في إتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الاقراض و الاستثمار، و بالتالي تقليل مخاطر الخسارة. يمكن للذكاء الاصطناعي أيضا استخدام «التحليلات التنبؤية» لتوقع اتجاهات السوق، مما يمكن البنوك من إتخاذ قرارات استثمارية و تداول أكثر استنارة.
يقدم الذكاء الإصطناعي مجموعة متنوعة من المزايا للقطاع المصرفي و المالي، بما في ذلك تحسينات لتجربة العملاء و اكتشاف الاحتيال و إدارة المخاطر، و مع إستمرار تقدم تقنية الذكاء الاصطناعي، يمكننا توقع المزيد من المزايا للبنوك و عملائها كذلك.


الكاتب : ت : المهدي المقدمي

  

بتاريخ : 20/05/2023