الفيروس عاد بشكل قوي مقارنة بالسنوات الفارطة والدكالي يقرّ أخيرا بتسجيل 80 حالة : «أنفلونزا الخنازير» تقتل رضيعا وتدخل شابا ومسنين إلى العناية المركزة بالدارالبيضاء

 

فارق الرضيع الذي كان يوجد رهن المراقبة الطبية بمستشفى الشيخ خليفة بالدارالبيضاء الحياة، مساء الثلاثاء 29 يناير حوالي العاشرة والنصف ليلا، ملتحقا بوالدته التي غادرت الدنيا بدورها في الساعات الأولى من يوم الاثنين نتيجة لإصابتها بفيروس أنفلونزا الخنازير، هذا المرض الذي عاد ليستأثر بنقاش واهتمام مهنيي الصحة والمواطنين على حد سواء، بعد 10 سنوات على دخوله المغرب، وهو الذي كان قد تسبب في جائحة وبائية في 2009 خلفت عشرات الضحايا من الجنسين ومن مختلف الأعمار.
واقعة يسرى لم تكن الوحيدة التي لها صلة بالمرض، إذ علمت «الاتحاد الاشتراكي» أن شابا في الثلاثينات من عمره يقاوم الموت بإحدى المصحات الخاصة بالدارالبيضاء، التي ولجها على إثر نوبة زكام عادية في البداية تطورت مضاعفاتها وحدتها إلى أن تبين على أن سببها هو فيروس « AH1N1  « المعروف بـ «أنفلونزا الخنازير»، الذي تغيرت طبيعته وبات ينتقل بين الأشخاص، علما أن التسمية بقيت تُطلق لتبيان نوع الفيروس المتحدث عنه خاصة بالنسبة للعامة. ويوجد المريض المصاب بمرض الربو المزمن بغرفة العناية المركزة في وضع صحي صعب، وفقا لما استقته «الاتحاد الاشتراكي» من مصادر صحية، بالرغم من تقديم دواء «التاميفلو» الذي اقتنته له أسرته من شركة خاصة، علما أن هذا الدواء هو بحسب مصادر طبية لا يعتبر حلا سحريا وناجعا بشكل كلي، أخذا بعين الاعتبار أنه يجب أخذه خلال فترة تتراوح ما بين 24 و 48 ساعة بعد الإصابة بالفيروس.
مريضان آخران يرقدان كذلك بمصحة بالدارالبيضاء ويتعلق الأمر بسيدة مسنة تعاني من السمنة إلى جانب شخص مسن يعاني من أمراض القلب والشرايين، وهما معا مصابان بفيروس « H1N1» ويوجدان تحت الملاحظة الطبية، هذا في الوقت الذي من المرجح أن تغادر فيه سيدة حامل نفس المؤسسة الصحية بعد أن تحسنت وضعيتها الصحية، شأنها في ذلك شأن حالتين أخريين، في حين لم يسعف الحظ شخصا في الخمسينات من عمره فارق الحياة بسبب الفيروس قبل أسبوعين، وفقا لمصادر «الاتحاد الاشتراكي» وهو نفس مصير مواطن آخر ينحدر من منطقة ابن جرير.
فيروس « H1N1»هاجم بشراسة المغاربة هذا الموسم مقارنة بسنوات فارطة، وزحف على أجسام عدد ليس بالهيّن من المواطنين، خاصة من الفئات التي هي أكثر عرضة لخطره ولتبعاته الوخيمة، وقد يعزى ذلك إلى تأخر توفير اللقاح مقارنة بالسابق، أو بسبب عوامل أخرى لم يتم الإفصاح عنها لحدّ الساعة. وسجلت حالات ما بين الدارالبيضاء ومراكش خلال العشرين يوما الفارطة، منها من خضع للعلاج بمستشفيات عمومية ومنها من غيّر الوجهة نحو القطاع الخاص، في حين فضّل آخرون مغادرة أرض الوطن في اتجاه الديار الفرنسية، وفقا للمعطيات التي حصلت عليها «الاتحاد الاشتراكي» من مصادر مختصة، التي انتقدت ضعف وتذبذب المراقبة الوبائية للمرض، خاصة وأن عددا من الوفيات يتم تسجيلها على أنها نتيجة لسكتة قلبية أوالتهاب رئوي، في حين أن الأمر يتعلق بالداء، الذي يسجل حضوره في العالم بأسره، لكن هذا لا يلغي ضرورة التعامل معه بجدية كبيرة عبر التحسيس والتوعية من أجل حث المواطنين المعرضين للحالات الحادة والخطيرة منه على تلقيح أنفسهم باللقاح المتوفر والذي يتغير كل سنة بتغير فيروسات الأنفلونزا.
من جهته، أقرّ وزير الصحة أنس الدكالي، أول أمس الثلاثاء، في تصريح إعلامي بأنه من أصل 541 عينة التي تم تجميعها من طرف المؤسسات المختصة، تم تسجيل 100 حالة مرضية بالأنفلونزا، 80 منها تخص فيروس» H1N1 «المعروف بـ «أنفلونزا الخنازير». ومع ذلك فقد اعتبر الدكالي أن الوضعية الوبائية للفيروس عادية وتشبه الوضع بالسنوات السابقة، خلافا لتصريح مسؤول طبي آخر تم إدراجه ضمن تقرير إخباري تم تقديمه وتابعه الوزير، الذي اعتبر أن الفيروس لم يعد بتلك الهالة التي كان عليها في البداية وبأنه يجب اتباع مجموعة من التدابير الوقائية لتفاديه.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 31/01/2019