المبدع المتعدد عز الدين جنيدي يقفز قفزة نوعية من خلال جديده «مقامات حروفية»

يستعد الفنان الحروفي والشاعر عز الدين جنيدي خلال الأيام القليلة القادمة لتقديم عمله الفني الحروفي الجديد  تحت عنوان» مقامات حروفية» .
ويتكون هذا العمل الإبداعي من ثماني عشرة لوحة من مختلف الأحجام يقدم من خلالها المبدع نظرة جديدة وتصورا مغايرا عن التشكيل الحروفي بأبعاده الفنية المعاصرة.
و خلال اتصال هاتفي لجريدة «الإتحاد الإشتراكي» مع الفنان المبدع عز الدين جنيدي، أشار هذا الأخير إلى أن عمله الإبداعي سيقدم في كل من المغرب وفرنسا وذلك «وفق جدولة زمكانية سيعلن عنها قريبا في منشورات تواصلية خاصة».
ويعتبرهذا العمل الفني الحروفي سابقة على مستوى تقديمه للساحة الإبداعية المغربية، إذ يجمع بين اللون والشعر والموسيقى من خلال طرح قرص مدمج صحبة الكاتالوغ الخاص بالمعرض الحروفي يتضمن نصوصا شعرية مقدمة بصوت عز الدين جنيدي والدكتورة آمال محمد عامر من ليبيا وكذا مقاطع موسيقية مصاحبة من وضع المبدع ذاته، وهما عملان يتكاملان ومضامين اللوحات المعروضة، حيث تتقاطع الحروفية وهذان الجنسان الإبداعيان بهدف تشكيل منجز متكامل المعالم الجمالية.
وفي هذا الإطار يقول الناقد الفني الدكتور محمد البندوري بجريدة القدس العربي (عدد 27 أبريل 2021) « إن أعمال المبدع عز الدين جنيدي في مجملها تحكمها التقنيات العالية والمؤهلات الكبيرة، ويحكمها الالتزام بالضوابط الجمالية للشكل واللون والخط للحروفية العربية، يفصح عن ذلك التركيب الحروفي المنصهر في اللون والمدجج بالأشكال المتنوعة المقيدة باللوازم الفنية المعاصرة، وهو ما يؤشر إلى أن المبدع يتجاوز المألوف ويرتقي بالتشكيل والخط والحروفية إلى أبعد الغايات الفنية، كما يضيف الناقد :» .. فهو يشتغل على نهج متنوع بما تطرحه تشكيلاته الفنية الرائعة من إشكاليات فلسفية وشعرية مختلفة تصب في القيم الفنية والجمالية وقيم الحرف واللون والشكل الموسيقي، و هذا العمل الجديد لعز الدين جنيدي يعتبر قفزة نوعية من خلال تقديم هذا الأخير ل « مقامات حروفية» وطرحها ضمن سياقات تعبيرية متجددة تتجاوز المعتاد إلى مجال حروفي معاصر أكثر حرية، مما يكشف عن بلاغة متعددة المعالم الفنية وعن موسوعية ثقافية ومعرفية وفكرية «
وللإشارة فإن عز الدين جنيدي، الغني عن التعريف، هو شاعر وفنان حروفي من مواليد مدينة الدار البيضاء، تلقى تكوينه الفني من خلال مشاركاته العديدة بورشات الخط العربي وطنيا و عربيا وكذا بالمنتديات الفنية والإبداعية التي تعنى بالثقافة العربية والإسلامية تنظيرا وممارسة في الشعر والخط العربي والموسيقى) له تجربة لأكثر من أربعين سنة بالعمل الجمعوي من خلال الإشتغال بدور الشباب (إطارا) والمؤسسات والمراكز الثقافية (مديرا) .
هذا، وقد سبق لجريدة « الإتحاد الإشتراكي « أن نشرت مقالة تعريفية بالمبدع بمناسبة تكريمه في أحد الملتقيات بالمركب الثقافي ثريا السقاط بالمعاريف، نظمته رابطة المبدعين العرب وركزت على كونه شاعرا وفنانا متعدد الآليات الإبداعية، كما وقفت على الشهادات التي تجمع كلها على تواضعه وتحفظه في الكلام عن نفسه، كما ألقت الضوء على جوانب الإبداع فيه، فهو شاعر يراقص الكلمات بكل فنية، وخطاط يلاعب الحروف بتقنية، وفنان تشكيلي يهوى مزاوجة الحروف بالألوان وعازف عود متميز..
جنيدي من مواليد سنة 1962 ، حاصل على الإجازة في الأدب العربي شعبة اللسانيات من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بعين الشق، انخرط في عدة جمعيات منذ طفولته وكانت آخرها جمعية «الشعلة»، انطلقت مسيرته المهنية سنة 1994 حيث تقلد خلالها عدة مسؤوليات، فكان أول مدير لمركب ثريا السقاط ومديرا للمركب الثقافي للمعاريف ورئيس المصلحة الثقافية بنفس المنطقة والمسؤول عن لجنة التنشيط الثقافي للمكتبة الوسائطية التابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني وأول مؤسس للصالون الثقافي لمؤسسة مسجد الحسن الثاني، ويشتغل حاليا كرئيس لقسم الشؤون الاجتماعية والتنمية التشاركية ومدير المركب الثقافي «عبد الله كنون» بعين الشق.
بالنسبة لاهتمامات الجنيدي فهي متعددة وتتنوع مواهبه التي ترتكز على عمق عشقه لكل ما هو عربي عريق، وقد دخل غمار الفن التشكيلي في إطار مسيرته الجمعوية خصوصا في مجال الفن العربي وفن الحروف، شارك في عدة معارض للخط وعمل خطاطا في جريدة وطنية ثم مارس العزف على العود، وتميز الشاعر فيه بالحكمة والعمق اللذين برزا خصوصا من خلال ديوانه «إشراقات في حضرة الخلوة» الذي صدر سنة 2016 وسبقه ديوان آخر بعنوان « أبدا لن أسابق الجراح» سنة 2014.


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 28/07/2021