المختصون يؤكدون على ضرورة الحفاظ على توازن الجسم.. قلّة النوم من بين المشاكل الأساسية التي يعاني منها الصائمون خلال رمضان

 

نبّه الدكتور عبد الخالق الرمضاني، إلى أن العديد من الأشخاص يقلّصون المدة الزمنية للنوم ليلا خلال شهر رمضان، مما يؤثر عليهم خلال النهار وتكون لذلك انعكاسات وتداعيات مختلفة، مشيرا إلى أنه إذا كان يوصى بعدم الإكثار من اللحوم الحمراء على مستوى التغذية وتفادي المنبهات كالشاي والبن التي تؤدي إلى اضطرابات في النوم، فإنه بالمقابل يجب تنظيم عملية النوم ليلا بالخلود إليه حوالي الساعة 11 ليلا على أقصى تقدير من أجل منح الجسم راحة لمدة مناسبة.
وأوضح الاختصاصي في الطب الرياضي والتغذية وخلال النهار بأنه إذا أحسّ الصائم بتراجع منسوب الانتباه عنده والتركيز، فإنه من المفيد أن يغفو قليلا، حتى يسمح باستكمال الدورة الطبيعية للنوم ومراحلها، لأنه متى استيقظ الشخص فإنه يفتح عينيه عند إحدى تلك المراحل ويظل الجسم في وضعية انتظار من أجل إتمام الدورة الطبيعية للنوم. وشدد الخبير الطبي على أن أغلب الأشخاص خلال شهر رمضان لا ينظمون وبكل أسف وقتهم، ويسهرون ليلا بشكل غير طبيعي وفي أغلب الأحيان بكيفية غير ضرورية، وهو ما يؤثر على نومهم وينعكس سلبا على مردوديتهم وعلى صحتهم، مؤكدا على أن الجسم ينتفع بالتغذية لكن قبلها بالنوم الذي يعد أكثر أهمية.
وأبرز الدكتور الرمضاني أن عدد ساعات النوم الضرورية يختلف من شخص لآخر، اعتمادا على عامل السن، على اعتبار أن الأشخاص المتقدمين في السن ينامون مدة أقل، وكذلك بحسب النشاط الذي تمت ممارسته خلال النهار، بالنظر إلى أن مجموعة من الهرمونات هي التي تؤدي طبيعيا إلى النوم، ومنها هرمون الميلاتونين، الذي يتم إفرازه بشكل طبيعي وجيد، إذا ما قضى الشخص يومه عاديا، تحت أشعة الشمس والضوء، وتميز نهاره بالحركة، مما يؤثر إيجابا على عملية الفرز ومن خلالها على النوم الذي يعالج عددا من الاختلالات الأخرى.
وأوضح الاختصاصي في الطب الرياضي والتغذية أن النوم كتركيبة يمر من عدد من المراحل، التي تكون بمثابة مقدمة ممهدة له، كارتداء ملابس النوم، غسل الأسنان، إغلاق ستائر الغرفة، إطفاء المصابيح، وغيرها من الطقوس الليلية التي تعدّ الجسم لهذه المرحلة، الذي يمر بدورة تتكون من مراحل يكون فيها ما بين الخفيف جدا والخفيف، ثم العميق، فالعميق جدا، وصولا إلى مرحلة نهائية التي تعرف ظهور الأحلام، وترتيب الدماغ لعدد من الأولويات انطلاقا مما عاشه الشخص في النهار، وهو ما يؤكد على ضرورة النوم، الذي لا يقلّ أهمية عن التنفس وشرب الماء والأكل.
وشدّد المتحدث، في حوار سبق وأن أجرته معه «الاتحاد الاشتراكي» على أن تبعات وتأثير النوم غير الجيد على الشخص تتبين خلال اليوم الموالي الذي يعرف حركية ضعيفة ونشاطا أقل مع حضور التعب، مشيرا إلى أن الحرارة المفرطة تعد من العوامل التي تؤثر على جودة النوم، إلى جانب القيام بتمارين رياضية كبيرة قبل التوجه إلى السرير، وتناول المأكولات التي يتطلب هضمها مجهودا كبيرا.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 11/03/2024