المغرب – موريتانيا: مباراة ودية بشعار الأصفار !

 

لم ترق مباراة المنتخب الوطني المغربي الودية أمام منتخب موريتانيا، التي جرت ليلة أول أمس الثلاثاء بملعب أدرار بمدينة أكادير، إلى مستوى المباراة الودية السابقة أمام أنغولا.
فأمام موريتانيا كان الفريق الوطني أمام اختبار من نوع آخر، وأمام منتخب كان يسكنه هاجس عدم تلقي هدف أكثر من أي شيء آخر. وهذا ما يفسر التراجع الكلي إلى الوراء للعناصر الموريتانية، وعدم إلحاحها هجوميا. وهذا يفسره قلة إلى شبه انعدام الضربات الركنية، التي نفذها المرابطون مقارنة بعدد الركنيات التي أتيحت للمنتخب الوطني، الذي تحكم في مجريات اللقاء ككل واستحوذ على الكرة بشكل قياسي دون إمكانية ترجمة هذا الاستحواذ إلى أهداف.
ويمثل هذا الواقع السيناريو الذي عشناه خلال الشوطين: ضغط هجومي كاسح، وغياب تام للأهداف. لاعبونا استحضروا كل شيء ما عدا التركيز أمام المرمى !
طبعا لا أحد يشكك في أن المنتخب الوطني يتوفر على ترسانة من اللاعبين المتميزين، لكن هؤلاء اللاعبين يطرحون فيما يبدو إشكالية توظيفهم بالشكل المناسب وفي الموقع المناسب. فلاعب كسفيان رحيمي تم إشراكه كلاعب رسمي من البداية، لكن كرأس حربة لم يكن وظيفيا. فهناك ضرورة لاستخلاص الدروس من مواجهة موريتانيا، وقبلها أنغولا، ولتصحيح الأخطاء فيما يخص التوظيف الأمثل للعناصر التي أصبحنا نتوفر عليها، والتي ربما تعطي أكثر من خلال خطاطة تكتيكية واستراتيجية مختلفتان.
نشير إلى أن هذه المباراة أدارها طاقم تحكيم من النيجر، يقوده الحكم الرئيسي محمد علي موسى، الذي لم يقم بحماية اللاعبين المغاربة من بعض التدخلات المتهورة.
لقد لقننا المنتخبان الأنغولي والموريتاني درسا في الكرة الإفريقية التي تطورت بشكل قد يفاجئنا، لقنانا درسا كشف لنا أن المنافسات القارية التي تحسنت تكتيكيا، مازالت تعتمد القوة والاندفاع البدنيين، وهو أمر مازالت لدينا صعوبة في مسايرته والتأقلم معه. هذا بالإضافة إلى العطب الهجومي الذي ما زلنا نعاني منه. لاعبونا أمام موريتانيا خلقوا عددا قياسيا من فرص التهديف التي ضاعت بفعل التسرع وقلة التركيز. وهذا ورش مازال فيما يبدو لم يشتغل عليه الطاقم التقني بما فيه الكفاية.
لقد أظهرت المبارتان التجريبيتان أمام أنغولا وموريتانيا أننا مازلنا بعيدين عن تجاوز مخلفات نكسة الكوت ديفوار، وأننا مازلنا بعيدين كذلك عن تحقيق ما ينتظرنا خلال نسخة الكان التي ستحتضنها بلادنا في أفق 2025، وخلال إقصائيات مونديال 2026.
وفي مقابل الفقر الكروي الذي سجل فوق أرضية الميدان، كان الجهور المغربي، كعادته سخيا بالمدرجات، حيث حضر
بشكل قياسي، وملأ كل جنبات ملعب أدرار وشجع اللاعبين ورفع التيفوهات، لكنه عقب صافرة النهاية عن احتجاجه على نتيجة المباراة السلبية التي لم تكن في مستوى انتظاراته.
ومن جديد تشهد المنطقة المختلطة الخاصة بتلقي تصريحات اللاعبين فوضى كبيرة، حيث انتظر رجال الإعلام طويلا قصد أخذ التصريحات، بسبب تأخر مكونات المنتخب الوطني داخل مستودعات الملابس، وعند الخروج تهرب عدد كبير من إعطاء تصريحات، ما عدا بونو وأوناحي.


الكاتب : عبد اللطيف البعمراني

  

بتاريخ : 28/03/2024