المغرب 2022 … الخلطة السحرية التي كررت إنجاز 1986

صنع المنتخب المغربي الحدث واستطاع التأهل إلى الدور الثاني من كأس العالم 2022، ليُكرر إنجاز نسخة 1986، وذلك بعد فوزه على نظيره الكندي بهدفين مقابل هدف واحد، مما رفع رصيده من النقاط إلى سبع في صدارة المجموعة السادسة. هذا الإنجاز جعل موقع الفيفا يعتبره نتيجة خلطة سحرية، حددها في ما يلي:
القرار المناسب في الوقت المناسب

اتخذ فوزي لقجع، رئيس الجامعة المغربية لكرة القدم، قرارا بالتخلص من المدرب السابق وحيد خليلوزيتش رغم نجاحه في التأهل لمنافسات قطر 2022، وذلك قبل انطلاق النهائيات بثلاثة أشهر تقريبا، ثم تعاقد مع المدرب الوطني وليد الركراكي، الذي حقق نجاحات ملفتة على صعيد الأندية.
وبرر لقجع قراره بالمشاكل الكثيرة التي جمعت المدرب مع اللاعبين وإصراره على استبعاد الثلاثي عبد الرزاق حمد الله وحكيم زياش ونصير مزراوي، وأضاف حول ذلك «المنتخب الوطني لا يمكنه استبعاد لاعبين مغربيين بمستوى عالٍ يلعبون في جميع أنحاء العالم، مهما كان السبب. اللاعبون والجمهور لم يفهموا سبب استبعاد لاعبين شاركوا مع المنتخب خلال ست أو سبع سنوات وحرمانهم من تمثيل المنتخب. كما كان هناك إهمال في تعزيز ارتباط اللاعبين بطاقمهم التقني، وتحفيزهم على تقديم أفضل ما لديهم، وهو الدور الأساسي للمدرب».
الروح التي ظهر عليها المنتخب المغربي في قطر ومدى التقارب بين المدرب واللاعبين، والبصمة المهمة للعائدين خاصة زياش ومزراوي، أكد بما لا يدع مجالًا للشك أن قرار لقجع كان سليمًا تمامًا، وأن الحفاظ على وحدة غرفة الملابس أهم كثيرًا من الجوانب الفنية والتكتيكية.
وليد الركراكي .. بطل الحكاية

الركراكي يستحق أن يكون بطل حكاية المغرب الرائعة في قطر، ليس لأنه أوجد طريقة اللعب المناسبة والتوازن المطلوب في أداء الفريق، لكن لأنه وحد الجميع وضبط غرفة الملابس، ورمم أي صدع كان موجودًا فيها قبل قدومه.
والمثير أن المدرب المغربي نجح في فعل كل هذا خلال مدة قصيرة، بعدما وافق على خوض التحدي بتولي المهمة الصعبة بنهاية غشت الماضي، والمتابع لأداء المنتخب المغربي يُدرك على الفور مدى التغير في الحماس والروح القتالية قبل وبعد قدوم بطل دوري أبطال إفريقيا مع الوداد.
اللاعبون .. جودة وخبرة وشخصية

يُقال دومًا في كرة القدم أنك لن تستطيع فعل أي شيء دون أن تمتلك اللاعبين أصحاب الجودة، القادرين على تنفيذ الأفكار وترجمة كل العمل خارج الملعب إلى أداء وفعالية ونتائج داخله.
هذا الجيل من المنتخب المغربي بدأ بناؤه قبل عدة سنوات، وقد عبر عن نفسه جيدًا في روسيا 2018، لكن دون أن يُحالفه التوفيق، واليوم نرى النواة الأساسية للمنتخب الحالي تتكون من 5 أو 6 لاعبين تواجدوا في كأس العالم الماضية، وعلى رأسهم ياسين بونو وحكيم زياش وأشرف حكيمي ويوسف النصيري، بجانب القلب النابض سفيان أمرابط الذي كان بديلًا في روسيا.
ولا يمتلك اللاعبون المغاربة الموهبة والجودة الفنية والتكتيكية فقط ، بل كذلك الخبرة المتراكمة من اللعب في المستوى الأعلى من كرة القدم على مستوى الأندية، حيث يحترف جلهم في بطولات وأندية كبيرة في أوروبا، وقد توجوا ذلك بشخصية وعقلية قوية فائزة، ساهمت في منح المنتخب المغربي شخصية مذهلة، اتسمت بالجرأة والشجاعة والذكاء ظهرت في الملاعب القطرية.
الجمهور .. اللاعب رقم واحد

يُقال أن الجمهور هو اللاعب رقم 12 في كرة القدم، لكن الجمهور المغربي الذي تواجد بالآلاف في مدرجات الملاعب القطرية خلال مباريات أسود الأطلس هو اللاعب رقم واحد في هذا الإنجاز العظيم.
الجمهور المغربي لم يصمت أبدًا خلال 270 دقيقة في دور المجموعات، زئيره كان مرعبًا للخصوم وبث الحماس والروح في قلوب أسود الأطلس، وقد خطف أنظار وإعجاب جميع المتابعين والمتواجدين في الدوحة، ويُعول عليه كثيرًا لدعم المنتخب في موقعته الكبرى في دور ثمن النهائي.


بتاريخ : 03/12/2022