المنظمة المغربية لحقوق الإنسان بالدارالبيضاء : تقديم كتاب «الحسن مختبر (من لاعب كرة قدم إلى تنظيم سري مسلح)»

احتضن فضاء دار المحامي بالدارالبيضاء بعد زوال يوم الجمعة 4 نونبر الماضي قراءة في كتاب «الحسن مختبر..سيرة رجل سلطة (من لاعب كرة قدم إلى تنظيم سري مسلح)»، للكاتب الصحفي مصطفى الإدريسي.
اللقاء الذي برمجه وأعده فرع المنظمة المغربية لحقوق الإنسان بالدارالبيضاء، يدخل ضمن العرف الذي دأبت عليه المنظمة في شقها البيضاوي، والذي يهتم في كل مرة بالكتب والكتاب، أما الكتاب فهو عبارة عن حوار أجراه مصطفى الإدريسي مع الحسين مختبر، والذي نشر بجريدة الإتحادالإشتراكي، ويتضمن تجربة مختبر الحياتية، خاصة في الشق الأول من حياته ،التي طبعت بأنشطة سياسية وجزء كبير من تاريخ المغرب الدقيق الذي اتسم بالاعتقالات والأحكام بالمؤبد فضلا عن الإعدامات.
قام بإدارة هذا اللقاء الذي حضره كل من الكاتب مصطفى الإدريسي والحسين مختبر
والمحامي محمد كرم ، والمناضل اليساري أحمد الحبشي، الكاتب الصحافي والحقوقي مصطفى العراقي.
تميز اللقاء بكلمة مراد الحمداني، كاتب فرع الدارالبيضاء للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان، الذي أشار إلى أن هذا النشاط يأتي في إطار التقليد الذي دأب عليه فرع الدارالبيضاء، وهو الاحتفاء بأدب السجون، وعيا منه بأن حقوقيي المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، يجعلون على عاتقهم مهمة حفظ الذاكرة وتقاسم المعاناة التي عاناها المناضلون قصد تحقيق الديمقراطية وإرساء مغرب المساواة والحقوق الإنسانية، وبالتالي فهو نوع من التخفيف عن هؤلاء، وأيضا فرصة لتمرير رسالة مفادها أن مغرب اليوم لم يأت من عبث، بل نتيجة نضال عدة مواطنين على حساب حياتهم الطبيعية وشبابهم.
وجاء في تقديم الكاتب الصحافي والحقوقي مصطفى العراقي أن الكتاب يحمل بين طياته العديد من الوقائع التي تؤرخ لمغرب ما بعد الاستقلال ومغرب السبعينيات، ويؤرخ للعديد من الانتفاضات والاعتقالات والمحاكمات والإعدامات التي شملت العديد من المواطنين، كما أشار إلى أنه في السبعينيات من القرن الماضي، نفذ، من مجموع 54، 46 حكما بالإعدام.
من جهته، فإن المحامي والحقوقي محمد كرم، وكاتب مقدمة الكتاب، حاول أن يبرز العلاقة التي تربطه بالحسين مختبر، وهي علاقة دامت لقرابة 60 سنة، على حد قوله، بحيث شاءت الأقدار أن يتجاورا في الصغر بنفس الحي وهو حي درب الكبير، وأن يكونا في نفس المدرسة وهي مدرسة المعلم بوشعيب الأزموري، وشاءت الظروف أيضا أن يحصلا على البكالوريا في نفس السنة، وأن يدرسا في كلية الحقوق، ورغم أن اختياراتهما المهنية اختلفت بعد الكلية ،إذ أن مختبر سيختار ولوج مدرسة الأطر، ومحمد كرم ولوج مجال مهنة المحاماة، لكن أواصر الصداقة استمرت بينهما، وشاءت الأقدار أيضا أن يتزوجا معا أختين شقيقتين. وسطر كرم على كون مختبر لم يحكم عليه بالإعدام بل بالسجن المؤبد وهذا في حد ذاته كان مكسبا آنذاك، لكونه أفلت من الموت في تلك الفترة العصيبة من المغرب والشيء الذي أنقذه من الإعدام، هو كون السلطات لم تجد بحوزته السلاح.
كما لم يفت محمد كرم ، كذلك، أن يسطر على كون الكتاب لم يشر إلى العديد من المحطات في حياة مختبر يعتبرها جد مهمة وتصلح كأرضية للباحثين في تاريخ المغرب الحديث، وتتعلق بأنشطة جمعوية وسياسية لعب فيها مختبر دورا مهما، على حد قوله، ومن بينها الفترة الدراسية بالكلية والعمل الجمعوي الذي ساهم فيه مختبر مثل تأسيس جمعية نادي الوعي سنة 1958 ..
بالنسبة لمداخلة أحمد الحبشي ركزت على ضرورة خلق نقاش انطلاقا مما جاء من وقائع وثقت في الكتاب والتي تعكس مرحلة السبعينيات وهي انتفاضة كبيرة على المستوى السياسي، وعرف المغرب حينها مخاضا جد مهما ، فالكل كان معنيا بحيث انخرط فيها شباب في سن صغيرة ، وكان هو واحدا منهم. كما شكر الحبشي، الكاتب الصحفي مصطفى الإدريسي على الحوار الذي أجراه مع مختبر، والذي حسب تقديره، جاء في وقته لأنه حاليا في المغرب، توضع أسئلة كبيرة، من قبيل: أين نحن من الوضع الذي كنا نطمح إليه؟.. فالكتاب سيمكن من طرح أسئلة حول الإختيارات التي كانت آنذاك وواجهها يساريو المرحلة والتي انقسمت ما بين اختيار المواجهة واستعمال السلاح، واختيار السبيل السياسي وفتح جسور النقاش مع السلطة .
فضلا عن ذلك اعتبر الحبشي أن اللقاء، يجب أن يكون فرصة لتقييم تلك المرحلة من طرف مناضلي هاته الأحزاب، وتقييم كلا الاختيارين وربط المرحلتين، والكتاب، على حد قوله، يعطي فرصة للوقوف أمام هاته المرحلة وأن الحضور في هذا اللقاء ليس فقط لتقديم الكتاب بل هو فرصة لتطوير النقاش و طرح السؤال : إلى أين نسير كمناضلين؟


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 22/11/2022