الموسيقار عبدالواحد التطواني سيرة فنان وإنسان (22) . .إسماعيل أحمد، الجعايدي و «الصاكة المتنقلة»

الفنان الكبير عبد الواحد التطواني، واسمه الحقيقي عبد الواحد كريكش، كان أول فنان مغربي يفتتح البث التلفزي للإذاعة والتلفزة المغربية سنة 1962 بأغنية،» علاش ياغزالي» مع الفنانة الحاجة الحمداوية .
بحكم دراسته للموسيقى وموهبته المبكرة، وسطوع نجمه في سماء الفن المغربي، التحق سنة 1963 بجوق إذاعة طنجة مع الراحل عبد القادر الراشدي، لينتقل إلى جوقي فاس ومكناس الجهويين، وفي 3 مارس 1968 التحق كمطرب بالجوق الملكي بأمر من المغفور له الحسن الثاني، وكان من بين من حضروا وعايشوا أحداث محاولة الانقلاب الفاشل سنة 1971 بالصخيرات.
غنى من ألحان كبار المبدعين المغاربة، كما غنى من ألحانه كبار نجوم الأغنية المغربية، وراكم العشرات من الأعمال الإبداعية طيلة مسيرته الفنية.
تعددت مواهب الموسيقار عبد الواحد التطواني، لتتخطى الغناء والتلحين والزجل والتشكيل، وتمتد إلى التمثيل، حيث شارك في العديد من المسرحيات وحاز على العديد من الجوائز التقديرية ووسام الاستحقاق الوطني.
الفنان القدير عبد الواحد التطواني يعتبر أول من غنى في أوبيريت في تاريخ الفن المغربي بعنوان ‘‘ بناة الوطن ‘‘، كتبها أحمد الطيب العلج وأخرجها فريد بنمبارك، وكانت من ألحان العربي الكوكبي ومحمد بن عبد السلام، ومن بطولة عبد الواحد التطواني وأحمد الطيب العلج ومحمد حسن الجندي وعزيز موهوب وبهيجة إدريس وإسماعيل أحمد ومحمد الإدريسي وقدمت للتلفزيون سنة 1967.
اشتغل، كما تقول سيرته الفنية، إلى جانب الفنان الأسطورة سليم الهلالي، حيث شكلت هذه التجربة إضافة إلى مسيرته المليئة بالعطاءات، ويعد أحد الرواد المتميزين في الموسيقى المغربية، لذلك لقب بـ «كنار المغرب الأقصى» و»مطرب الملوك».
في هذا اللقاء مع جريدة الاتحاد الاشتراكي، نسترجع مع سي عبد الواحد التطواني مسيرة هذا الرجل الفنان والإنسان.

 

 

يواصل الموسيقار عبد الواحد التطواني استحضار الماضي التليد، الذي عاشته الأغنية المغربية، من خلال العديد من المحطات، التي كان فاعلا فيها، يقول في هذا الباب:
” للمرة الثانية أجد في طريقي الموسيقى الأندلسية، حيث وجدت سيدي محمد الجعايدي الذي ورث عن والده سيدي عمر الجعايدي تعليم الموسيقى الأندلسية داخل أسوار القصر الملكي، إذ كان معلما لفرقة الخمسة والخمسين والجوق الملكي، وكان يحظى بعطف كبير من الملك الراحل الحسن الثاني، رحمه الله، وكان سيدي محمد الجعايدي من أصدقاء والدي، رحمهم الله، بمدينة الرباط، وحتى قبل التحاقي بالجوق الملكي، وهو أحد الحفظة الكبار للموسيقى الأندلسية، وكنت أحد تلاميذه، وأيضا كان يعتمد علي في الحفلات الخاصة، ومن طرائفه أنه كان يحمل في جيبه كل ما تريد من أنواع السجائر ” بقالة متنقلة “، ورغم أنني كنت لا أدخن، إلا أنه كان يحلو لي أن أطلب منه السجائر، وكان في كل مرة يعطيني نوعا مختلفا منها، وحينما كنت أسأله، لماذا تغير لي نوع السجائر في كل مرة، كان يجيب أنه يعرف أنني لا أدخن، والكل يعرف أنه ” بقالة متنقلة “، في آخر أيامه قل سمعه ولكن العجيب أن آلته الموسيقية ” كمان ألطوا “كنت تجدها دائما مدوزنة “.
يواصل الفنان القدير عبد الواحد التطواني سرد ذكرياته ويقول:
“حينما التحقت بالجوق الملكي، كنت أعرف أن الراحل الكبير إسماعيل أحمد متواجد بالجوق الملكي كمطرب، وكانت تربطه بي صداقة كبيرة، غير أنها توطدت أكثر حينما التحقت بالجوق الملكي، وكان، رحمه الله، يحظى هو أيضا بالعطف المولوي، منذ أن كان الملك الراحل الحسن الثاني وليا للعهد، كان رحمه الله صاحب طباع رفيعة، كما أنه جاورني في محل سكناي بمدينة سلا إلى أن وافته المنية نهاية التسعينيات من القرن الماضي .”


الكاتب : جلال كندالي

  

بتاريخ : 27/04/2022