الوطن: عشق يجمعنا

يعرف الوطن على أنه مجموع أشخاص يعيشون فوق تراب (مكان) جماعي يرتبطون به (حدود جغرافية)، حيث تجمعهم روابط تاريخية، ثقافية … وكل ما يشكل هويتهم، في ظل نظام سياسي معين .
كما أن الوطن هو ما يمكن الأفراد من التمتع بحقوقهم/ن، وأيضا ما يجعل منهم/ن مواطنين ملزمين، وملتزمين بالقيام بواجباتهم. ليكون بذلك مشتلا مفتوحا عبر الزمن تصنع فيه الأجيال المتعاقبة تواريخها، التي تتباين وتتعدد، والتي قد تكون مشرفة أو قد لا تكون .
والوطن،كما حملت إلينا أخباره كتب التاريخ، وغيرها من الإبداعات الإنسانية،كان دائما محط تقدير واهتمام من لدن مواطنيه، حتى لإن مأساة العالم إلى اليوم، وحروبه المتتالية، والتي تبدو لنا غير مقبولة ولا معقولة، ما هي إلا إرادات تتغيا حماية وطن ما ، والدفاع عن مصالحه حتى لو كان ثمن ذلك إعلان الحرب على غيره من الأوطان والشعوب ،ما دامت مصلحة الوطن فوق كل شيء.
إنه الوطن الذي يفتدى بالغالي والنفيس، والذي لا يساوم أحد فيه،كما لا تغفر لأحد خيانته، أو المس بأمنه وسلامه، لأنه مقدس .
هذا الشعور الجماعي الذي يكتسبه الأفراد عبر تنشئتهم الاجتماعية ليصبح ثابتا مترسخا لديهم /ن، ولا يمكن زحزحته أو تغييره، وإلا لفقد المرء أحد أهم ركائز هويته، وفي هذا خطر عليه، لأنه سيفقد بوصلة وجوده في هذا العالم، إذ لا يعقل أن يستبدل وطنه بٱخر، ما دام أن لكل منا وطنه، الذي منه كان البدء، وإليه المنتهى. وسيكون من العبث اعتقاد ذلك .
الوطن، هنا هو الجذور العميقة الممتدة في الذاكرة ،(الأجداد،التاريخ، الأصل، المعنى، …)
وهذا هو ما لا يقدر أحد أن ينفيه أو ينكره،لأن بالوطن يستشعر الواحد منا أن له انتماء يحتويه، ويسعفه بالشعور بأنه قوي داخل جماعة تجمعه معها ما لانهاية له من الروابط الوثيقة، وفي هذا وحده شعور بالاستقرار والأمان .
واليوم، وكغيره من الأيام التي يحقق فيها المغاربة نصرا ما، داخلنا شعور رهيب لم نمتلك أمامه أية مقاومة وهو يكتسحنا، ويمنحنا الرغبة في الجهر باعتزازنا بمغربيتنا، وبانجازات أبطالنا، وكم كانت لحظة التغني بالشعار الوطني قوية، إذ كنا نرى ونحس أنه كان يخرج من صدور عاشقة للوطن، صدحت الأصوات وهي تحاول أن تعبر أكثر عن دفئ وقشعريرة أحسها الجميع وهو يردد بالروح بالجسد هب فتاك، لبى نداك …
الوطن، هو من نلبي جميعا نداءه، كما أنه هو الذي عليه دائما أن يكون حريصا على أبنائه وبناته، جيلا بعد جيل، وأن يكون وفيا لتضحيات كل من قدموا حياتهم/ن فداء له، حتى تظل هذه الشعلة الملتهبة في الأرواح متقدة وضاءة تخترق كل الصعاب، وتفتح أبواب الأمل أمام الجميع في ظل وطن تواق للأفضل، وطن منصف، متقدم، موحد،لا يقوى أحد على كسر شوكته مهما توهم .


الكاتب : فريدة بوفتاس

  

بتاريخ : 29/11/2022