امرأة في مواجهة الموت -23- الطب الشرعي ينظر في ملفات الأحياء أيضا

اختارت أن تعيش بين الثلاجات وطاولات التشريح، أن ترافق الأموات طيلة 15 سنة تقريبا وهي تستنطق الجثت بحثا عن عدالة فوق الأرض قبل تحتها، مشاريط متنوعة ومناظير مختلفة وحقائب وقناني بيولوجية بمشرطها تُعلي الحقيقة، كما ان تقاريرها لا يدخلها باطل فهي مهيأة لتنصف المظلوم، مشاهد الموت اليومية لم تضعف قلبها أمام موت متكرر ليل نهار وعلى مدار السنة. فقد اعتادت العيش وسط أجساد متحللة وأشلاء بشرية واجساد متفحمة واخرى فقدت ملامحها. من أجل أن تعلن عن الحقيقة كاملة انها الدكتورة ربيعة ابو المعز خلال هذا الشهر الفضيل سيبحر معنا القارئ لتفكيك جزء من مرويات الدكتورة ربيعة ابو المعز إخصائية الطب الشرعي بمستشفى محمد الخامس.

 

تؤكد الدكتورة ربيعة ابو المعز ان مصلحة الطب الشرعي تعمل تحث اشراف وزارة الصحة لكن تأتمر بأوامر قضائية في أغلب الحالات فالأمر باجراء تشريح أو فحص للجثة ،لايمكن أن يتم إلا بانتداب قضائي صادر عن الوكيل العام للملك أو وكيل الملك أو قاضي التحقيق أو هيئة الحكم أو من طرف ضباط الشرطة القضائية بعد موافقة النيابة العامة، وهي الأوامر التي تحمل انتدابات باجراء تشريح على ضحايا وفيات غير طبيعية ناجمة عن اعتداءات أو تسميم أوغرق أو اعتداءات جنسية أو وفيات تقع تحث الحراسة النظرية أوالاعتقال الاحتياطي داخل السجن كما تحمل الانتدابات القضائية ايضا تؤكد الدكتورة ربيعة إجراء فحوصات على أشخاص يكونوا مرفوقين بعناصر الشرطة أو الدرك من اجل تبيان أن كانوا فعلا قد تعرضوا للضرب والتعذيب اثناء خضوعهم للحراسة النظرية أو الاعتقال الاحتياطي وهو ما تبث في بعض الحالات .
كمايعرض على المصلحة في نطاق الانتدابات ايضا ضحايا العنف الجسدي والجنسي للبالغين والقاصرين والاطفال ايضا، حيث تتم الإجابة على كافة الأسئلة الموجهة من طرف النيابة العامة، ويتم تحرير محضر يتضمن جميع الخلاصات الفنية .
ومايحال بشكل كبير على مصلحة الطب الشرعي هو العنف الأسري خاصة العنف ضد النساء، حيث تكون الضحية مرفق بضباط الشرطة وبحضورهم لإجراء فحص على الضحايا وتحديد الإصابات بشكل دقيق والإضرار التي لحقت الضحايا وتحديد مدة العجز وأن كان هناك عاهة مستديمة أمل او يتم في هذه الحالات الاستعانة باطباء اخصائيين لتحديد العاهة وبالتالي فإن مهام الطبيب الشرعي حسب ابو المعز لا يقتصر على التشريح ولكن يكمن ايضا في القيام بالتكفل الطبي اللائق بالحياة حسب خصوصية كل حالة ومن بينها توجيه الضحايا إلى الطبيب النفسي والمشرفة الاجتماعية من اجل ضمان مواكبة اجتماعية لائقة ٠
كما أن مصلحة الطب الشرعي تستقبل تقارير طبية محالة عليها من طرف القضاء من اجل النظر فيها وتفحصها والإطلاع على أهم خلاصاتها لإصدار خلاصة تتضمن أن كان الطبيب الذي أجرى عملية جراحية أو شيء من هذا القبيل ارتكب أو لم يرتكب أي خطأ قضائي من اجل البث في قضايا مرفوعة من طرف ضحايا الخطأ الطبي ، كما ان الطبيب الشرعي يمكنه أن ينظر في المدد الممنوحة في الشهادات الطبية وهل هذه الشهادات قانونية أم لا وبالتالي فالطب الشرعي حسب ابو المعز لا يقتصر على الموت بل يشمل الحياة ايضا ٠


الكاتب : مصطفى الناسي

  

بتاريخ : 28/04/2022