بعد بثها للفيلم الوثائقي «الحصلة» جمعيات المجتمع المدني توجه رسالة مفتوحة لـ «دوزيم»: الحي المحمدي خط أحمر

 

بثت القناة الثانية «دوزيم « فيلما وثائقيا تحت عنوان «الحصلة» للمخرجة لصونيا التراب، يوم الأحد 18 أكتوبر في تمام الساعة التاسعة و50 دقيقة ،تطرح فيه المخرجة الشابة ماضي وحاضر الحي المحمدي من خلال شبابها. واثار هذا الفيلم الوثائقي العديد من ردود الفعل و التفاعلات في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، أغلبها كان منددا وساخطا لما تضمنه هذا الوثائقي ، الذي اعتبروه مجانبا للحقيقة و الصواب ولا يصور الواقع الفعلي لما حبل به هذا الحي العريق و المعطاء ولما قدمه للمدينة العملاقة الدار البيضاء، بل وللمغرب .. على جميع المستويات..
ومن بين هاته التفاعلات الغاضبة رسالة مفتوحة إلى «دوزيم»، القناة الباثة لهذا العمل «التوثيقي»، توصلت « الاتحاد الاشتراكي بنسخة منها، رسالة كانت وراء ديباجتها العديد منى الشخصيات و الجمعيات المحلية ، ترد وتفند لما تضمنه « الحصلة» من معطيات..، وجاء في هاته الرسالة ..» على إثر بث القناة الثانية للفيلم الوثائقي «الحصلة» يوم الأحد 18 أكتوبر في إطار برنامج «قصص إنسانية» يؤسفنا كجمعويين وفنانين منتمين لهذا الحي العريق- تقول الرسالة- أن نعبر لكم عن احتجاجنا من محتوى هذا الشريط الذي لا يمت إلى الجنس الوثائقي بصلة.
يؤسفنا أن نشاهد في قناة عمومية ممولة من أموال دافعي الضرائب والتي يجب أن تتوفر فيها شروط الخدمة العمومية أن تصور أحد أعرق الأحياء ببلادنا والذي يشكل رمزا للنضال ومشتلا للعديد من المثقفين والفنانين الذي لاقوا ليس فقط اعترافا وطنيا بل على المستوى الدولي.
كيف لمخرجة مبتدئة- تضيف الرسالة – أن تصوغ فيلما ملغوما يصور هذا الحي العريق كمرتع لكل أنواع الانحراف؟ وكيف لها أن تغفل الجوانب المشرقة الكثيرة في هذا الحي إلا إذا ما كانت هناك نية مبيتة لشيطنة أبناء هذا الشعب المغلوبين على أمرهم والذين يحتاجون إلى التفاتة حقيقية بدل تكريس هذه الصورة النمطية المشوهة والمتحكم فيها عن بعد. «
وأوضحت الرسالة « هل يعقل أن ينتج هذا الشريط منتج ومخرج (..) ازداد وبفمه ملعقة من ذهب ودأب منذ عقود على إنتاج أعمال تشوه صورة المجتمع المغربي وتسلط الضوء على أكثر الجوانب المظلمة .. . كيف لهذا المخرج و المنتج.. ، الذي نعرف مواقفه الغريبة والمشبوهة في العديد من النازلات لعل أبرزها موقفه من اللغة العربية، أن يكون صوت أبناء الشعب وصوت أبناء الحي المحمدي وهو لم يقض ليلة واحدة تحت سماء هذا الحي المعطاء
وأبرزت الرسالة « كيف لمخرجة تنتمي لأسرة معروفة وميسورة بمدينة مكناس أن تفهم هموم وتطلعات شريحة من المجتمع لا تعرف عنها إلا ما يحكيه لها بعض أبناء هذا الحي غير البررة الذي يجب عليه أن يخجل من مساهمته الفنية في هذا المسخ الفني.»
وأوضحت الرسالة» إذا كانت المخرجة قد اختارت تصوير فيلم بصوت واحد دون السماح للصوت الآخر أن يدلي برأيه فهذا حقها. والأكيد أن هناك مهرجانات دولية سوف تقبل على هذا النوع من الإنتاجات ليس لقيمتها الفنية لكونها منعدمة، ولكن فقط لكونها تصور المغرب كمرتع للانحراف والقذارة والآفاق المسدودة. أما القناة الثانية كمرفق عمومي فليس من حقها السماح بتجاوزات من هذا القبيل. المفروض فيه القناة الثانية قبل السماح ببث هذا الشريط التافه- تضيف الرسالة – أن تراعي مبدأ التوازن في طرح المواضيع. ونعتقد أن صحافيا من قيمة رضا بنجلون قد ارتكب خطأ تقديريا بل ومهنيا كبيرا بتأشيره على بث عمل لا يراعي مبدأ الرأي والرأي الآخر.»
وتعتقد الرسالة المفتوحة أن قناة من حجم وتاريخ القناة الثانية لا يليق بها « أن تنزل لهذا المستوى ..
وفي الختام أهابت الرسالة « بكل مبدعي هذا الحي العريق أن يضموا أصواتهم للتنديد بهذا المخطط الممنهج الذي لا يبعث الأمل ولا يعطي الصورة التي نرجوها في بلدنا. كما ننتظر ردا هادفا ومسؤولا من مسؤولي القناةط.
واعتبرت الرسالة أن الحي المحمدي، «سيبقى مسقط رأس الغيوان ولمشاهب ومسناوة والسهام ومسرح الحي والإخوان عشيق والعربي الزاولي و الاتحاد البيضاوي وغيرهم من المبدعين كثر، أكبر من بضع صور نمطية خالية من أي طرح جمالي.
وتم توقيع الرسال من لدن محمد بلعيساوي فاعل جمعوي ولد الحي المحمدي ومؤسس جمعية كازا فلور
سعيد سيف السلام نائب رئيسة المجتمع المدني الوطني والدولي/منسق جهة الدارالبيضاء الكبرى
جمعية الشعلة للتربية والثقافة فرع الحي المحمدي


الكاتب : «الاتحاد الاشتراكي»

  

بتاريخ : 22/10/2020