بعد وديتي المنتخب الوطني أمام أنغولا وموريتانيا : نجوم بلا خطة ومدرب يجيد التبريرات فقط

زرع المنتخب الوطني المغربي بتعادله أمام موريتانيا، ليلة أول أمس الثلاثاء على أرضية ملعب أكادير، مزيدا من الشكوك لدى الجماهير المغربية، التي كانت تنتظرا وجها مخالفا لذاك الذي رسمه رفاق أشرف حكيمي في نهائيات أمم إفريقيا 2023، خاصة بعد التحاق أسماء لامعة في سماء كرة القدم الأوروبية بمعسكر المنتخب الوطني.
فبعد الفوز غير المقنع على أنغولا يوم الجمعة الماضي بالملعب ذاته، توسمت الجماهير في العناصر الوطنية الخير أمام موريتانيا، لكن “المرابطين” أحرجوا المنتخب الوطني وأخبروه على تعادل بطعم الهزيمة، رغم الطابع الودي للمباراة.
ومن جديد يخرج الناخب الوطني، وليد الركراكي، بمبررات غير مقنعة، حيث أكد في تصريح لقناة الرياضية عقب المباراة أن المنتخب المغربي لم يقدم العرض المنتظر، متجاهلا أن لاعبيه عجزوا عن التسجيل في مباراتهم الثالثة على التوالي، لأن الخروج من ربع نهائي “الكان” أمام جنوب إفريقيا كان بهدفين لصفر، والفوز على أنغولا تحقق بنيران صديقة، رغم توفر المنتخب الوطني على أسماء رنانة، والغريب أنها تسجل داخل فرقها، وهذا بشهادة الناخب الوطني، لكنها تصوم مع المنتخب، وهي مفارقة غريبة.
لقد أشار الركراكي في تصريحه إلى أن اللاعبين لم يقدموا شيئا كبيرا في الجولة الأولى، حيث عجزوا عن فرض أسلوب لعبهم، و”سقطنا في فخهم”، وأنه لاحظ نوعا من التراخي على بعض اللاعبين وهو ما سيشتغل عليه في المستقبل. موضحا أنه قام ببعض التغييرات في تشكيلة المنتخب التي أثرت على الأداء العام، مؤكدا أنه بصدد البحث عن الانسجام بين اللاعبين الجدد وذوي الخبرة، لأن المنتخب الوطني مطالب بتحسين مستواه حتى يدخل تصفيات مونديال 2026 بروح وعزيمة أكبر.
لقد تبين بالملموس خلال مواجهتي أنغولا وموريتانيا أن الجانب التقني والتكتيكي داخل الفريق الوطني محدود جدا، وعقيم إلى درجة يعجز فيها منتخب مليء بالجواهر والكنوز الكروية عن هز الشباك ويلبي شغف أنصار تحمل بعضهم عناء السفر، ظروف الصيام، وكذا أحوال الطقس الماطرة، وحلوا بالملعب من أجل القيام بواجب الدعم والمساندة للاعبين.
إن العمل التقني لا يتجسد فقط في تقديم التبريرات، وإنما في العمل والاشتغال اليومي بحثا عن الحلول في عز الأوقات الحرجة، وأن يكون التواصل باللاعبين عن بُعد وتقديم الأفكار لهم قصد الاشتغال عليها داخل فرقهم.
لقد بدا خلال مباراة موريتانيا أن الطاقم التقني الوطني لا يعرف أي شيء عن الفريق الخصم، الذي يتوفر على حارس مرمى بطول فارع، ولاعبين يحسنون التقوقع الدفاعي، فكان حريا به أن يشغل على الطريقة المثلى لبلوغ المرمى، ولعل أبرزها اللعب السريع والمترابطات الثنائية والمثلثات التي أثمرت في الأنفاس الأخيرة من المباراة محاولة خطرة، بعد تبادل كروي جميل بين دياز وعدلي ورحيمي، الذي مرر داخل المعترك الصغير لكن الدفاع الموريتاني يبعد الكرة على ركنية.
يبدو أن وقت الكلام قد ولى، وحان وقت الحسم، فمحطة يونيو ليست بعيدة، وعلى الناخب الوطني أن يدخلها بشجاعة وقوة، حيث سيكون على موعد مع زامبيا والكونغو في تصفيات مونديال 2026، وأي هفوة أو تردد يمكن أن تكون له عواقب وخيمة.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 28/03/2024