بورتريه برلماني : الراحل الدكتور إبراهيم بوطالب البرلماني الاتحادي  والمؤرخ وأستاذ الأجيال

دخل الأكاديمي والمؤرخ إبراهيم بوطالب غمار السياسة، إذ انتخب نائبًا برلمانيًا عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بمدينة فاس لولاية (1977 ـ 1983).
بالرغم من أن مغامرته السياسية لم تدم تحت قبة البرلمان سوى ست سنوات، فقد رافع المؤرخ عن حزب الاتحاد الاشتراكي، الحزب العريق والقريب من  المجتمع، الذي كان يتمتع بنصرة نخبة كبيرة العدد، كان في مقدمتها محمد عابد الجابري، وعبد الله العروي، ومحمد جسوس، ومحمد برادة… وآخرون من شعراء وروائيين وفنانين.
لم يجد المؤرخ نفسه غريبًا عن السياسة، إذ كانت في تلك المرحلة، وفي ذلك الحزب، شقيقة فكرية للممارسة الثقافية، كانت السياسة خيمة الثقافة والمثقفين.
ولد إبراهيم بوطالب بمدينة فاس في 31 ديسمبر 1937، وهو أستاذ للتاريخ المعاصر بجامعة محمد الخامس بالرباط، ومدير سابق للمدرسة العليا للأساتذة وعميد سابق لكلية الآداب بالرباط ورئيس لجمعية الترجمة والنشر «موسوعة المغرب».
أصدر إبراهيم بوطالب العديد من المؤلفات من بينها: تاريخ المغرب، بين القومية العربية والجامعة الإسلامية، تاريخ العصر الوسيط، سبتة ومليلية: تاريخ ووقائع،
تاريخ المغرب الحديث والمعاصر، ثم البادية المغربية عبر التاريخ، وقفات في تاريخ المغرب.
توفي المؤرخ الدكتور إبراهيم بوطالب عن عمر ناهز 85 سنة (1937 ـ 2022)، إثر أزمة صحية ألمت به. عمل الفقيد أستاذًا للتاريخ المعاصر في كلية الآداب بالرباط، ثم عميدًا لنفس الكلية (1969 ـ 1972)،
وقد نعاه اتحاد كتاب المغرب واصفًا إياه بـ»المؤرخ وأستاذ الأجيال». اشتغل الراحل أستاذًا للتاريخ في جامعة محمد الخامس منذ 1964، وشغل منصب مدير المدرسة العليا للأساتذة، كما أنه انضم إلى اتحاد كتاب المغرب سنة 1976، هذا إضافة إلى توليه رئاسة الجمعية المغربية للبحث التاريخي (1991 ـ 2001)، والجمعية المغربية للترجمة والنشر (منذ 2003)، كما ترأس تحرير «معلمة المغرب»، وهي موسوعة مغربية حول المغرب وتاريخه.
«من مؤلفاته المنشورة: «العلاقات التجارية بين المغرب وفرنسا في القرن الثامن عشر»؛ «بين القومية العربية والجامعة الإسلامية»؛ «تاريخ العصر الوسيط»؛ «سبتة ومليلية: تاريخ ووقائع»؛ «في تاريخ المغرب»، إلى جانب مؤلفات أخرى باللغة الفرنسية».
تخصص بوطالب في تاريخ المغرب، وعناوين كتبه تعكس هذا التخصص بوضوح، فبين كتاب وآخر تبرز قضية من قضايا تاريخ المغرب المعاصر، من خلال مدنه وباديته ومجال العيش فيه، ودبلوماسيته العريقة مع الدول الأجنبية.
وقد أظهر بوطالب قوة وذكاء واطلاع المؤرخ في كتابه «تاريخ المغرب الحديث والمعاصر»، وهو كتاب موجه للمتلقي المتخصص، لكن أيضا للقارئ الراغب في توسيع معرفته بالتاريخ المغربي الحديث والمعاصر. وهو يحتوي على مصادر ومراجع وكتابات تاريخية عن المغرب، وخاصة عن الدولة العلوية.


الكاتب : ع. الريحاني

  

بتاريخ : 28/09/2023