تصاعد معدّلات حوادث السير في العطلة الصيفية يرفع الطلب على الدم

تتراجع مستويات التبرع به في هذه الفترة من السنة

 

تعتبر حوادث السير أحد المشاكل والآفات الكبيرة التي يعاني منها المغرب على غرار العديد من دول العالم، لما تخلّفه من أضرار وتكاليف فادحة ومكلفة، فهي تؤثر على الجانب الإنساني لأنها تمثل تهديدا لصحة وسلامة المواطنين كما أن لها تبعات مادية واقتصادية بالنظر لحجم الخسائر المادية الجسيمة التي تتسبب فيها والتي تكون لها انعكاسات سلبية متعددة.
حوادث تشهدها مختلف الطرقات في كل مناطق المغرب، سواء في القرى أو داخل المدن وخارجها وحتى على طول الطرق السيّارة، بسبب عوامل متعددة، تتوزع ما بين عدم احترام قانون السير وخرق منظومة السلامة الطرقية، والسرعة المفرطة، والشرود أثناء السياقة، وحالات الإدمان على الأدوية والفيتامينات التي تساعد على الاسترخاء والنوم والتي تؤدي في غالب الأحيان إلى فقدان التركيز، إضافة إلى العصبية المفرطة، والتعاطي للمواد الكحولية وعدم مراقبة وتفقد وضعية المركبات بشكل يومي، فضلا عن عامل أساسي آخر وهو المتمثل في وضعية الطرقات التي تتسبب الكثير منها في حوادث، كمحاولات تفادي الحفر إما بالمراوغة أو التوقف الاضطراري الأمر الذي يؤدي إلى وقوع مشاكل مختلفة…
وتشير المعطيات الإحصائية الصادرة عن الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، خصوصا في السنوات الثلاث الأخيرة، إلى تسجيل ما يقارب من 84,585 حادثة سير سنة 2020، في حين بلغ عدد حوادث السير في سنة 2021 حوالي 78,130 حادثة، وفي سنة 2022 تم تسجيل ما يناهز 79,044 حادثة سير، مما يعكس تفاوتا وتباينا من حيث الأرقام، وهو ما يعزى إجمالا، وفقا لبعض المتتبعين لهذا الشأن، للمخططات والمجهودات المبذولة من طرف الأطر والمسؤولين عن تدعيم أسس السلامة الطرقية واحترام قوانين السير وللأدوار التي يقوم بها الإعلام الأمني وجمعيات المجتمع المدني الناشطة في هذا المجال.
ومهما تم التحدث عن انخفاض في عدد حوادث السير في المغرب حين مقارنة سنة بأخرى، فإن واقع الحال يؤكد استمرار هاته الآفة التي تحصد الأرواح وتتسبب في تسجيل حالات جديدة ضمن قائمة المصابين بأعطاب ترافقهم مدى الحياة، وتفرز وضعا اجتماعيا مؤلما من حيث الأرامل واليتامى وغيرهم. حوادث دموية، دفعت «الاتحاد الاشتراكي» للتوجه هذه المرة صوب مستشفى ابن رشد في الدارالبيضاء بمناسبة تنظيم حملة للتبرع بالدم، هاته المادة الحيوية التي يكون المصابين في حوادث السير، شأنهم شأن المعنيين بحوادث أخرى، في حاجة إليها من أجل إنقاذ أرواحهم، والتي لا تكون دائما متوفرة ويعتري الحصول عليها صعوبات عديدة، خاصة في فترة عطلة الصيف.
خصاص، أكدت الدكتورة «هند الزجلي» وهي طبيبة بالمركز الجهوي لتحاقن الدم بالدارالبيضاء في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، أن السبب فيه هو ارتفاع الطلب، مشيرة إلى أن المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد يعتبر القبلة الأولى لجميع المرضى والمصابين من مختلف المناطق، خصوصا الذين يعانون من جروح وأمراض حساسة وحرجة ومزمنة تستلزم علاجات طويلة الأمد، مما يستدعي التوفر على كميات وافرة من أكياس الدم. وشددت المتحدثة على أن الحملات التي يتم تنظيمها مع شركاء مختلفين، وضمنها الحملة التي نظمت على صعيد المستشفى بمناسبة اليوم العالمي للمتبرعين بالدم والتي امتدت لأسبوع، تعتبر دعامة تساهم في تحقيق الاكتفاء وترفع من منسوب ومخزون الدم لفترة معينة، مبرزة أن هناك فترات يكون فيها الطلب مرتفعا والتبرع قليلا كمناسبة عيد الأضحى نموذجا، مما يتطلب بذل كل الجهود لكي يكون بنك الاحتياطي من الدم كافيا للتعامل مع الحالات الحرجة والطارئة.
ودعت المتحدثة في تصريحها للجريدة إلى ضرورة التعامل بحذر مع استعمال الطريق، خاصة في فصل الصيف، الذي يعرف تدفقا كبيرا لمختلف وسائل النقل العمومية والخاصة منها، ويتجه الكثير من الناس لقضاء العطلة، الأمر الذي قد يؤدي بسبب من الأسباب إلى ارتفاع معدلات حوادث السير، والتي تتطلب تدخلا طبيا سريعاً وضرورة توفر كميات معينة من الدم لتفادي ما لا تحمد عقباه، الأمر الذي لا يكون دائما سهلا خاصة في حالة عدم توفر مخزون مرتفع من هاته المادة الحيوية. وناشدت الطبيبة في تصريحها المواطنين لمواصلة التبرع بالدم وبشكل انتظامي، وأن يعتبروا هذه الخطوة من الأولويات في الحياة، لأن التبرع يساهم في إنقاذ أرواح الغير ويضمن استمرار حياة الكثير من الأشخاص، المرضى والمصابين في حوادث مختلفة ونساء أثناء الوضع والمتواجدين في غرف العمليات من أجل جراحات متعددة وغيرهم.

*صحفية متدربة


الكاتب : شراف مركوم*

  

بتاريخ : 10/07/2023