جهة الرباط سلا القنيطرة ذات الوظيفة السياسية والدبلوماسية والقطب الاقتصادي الثالث بالمغرب

تعتبر جهة الرباط سلا القنيطرة هي إحدى الجهات الإدارية في التقسيم الجهوي الجديد للمملكة المغربية منذ 2015. تم إحداث الجهة بعدما شمل التقسيم الترابي للمغرب تعديلا على مستوى حدود الجهات والاختصاصات بفعل الجهوية الموسعة، حيث دمجت جهتا الرباط سلا زمور زعير وجهة الغرب شراردة بني حسين في جهة واحدة وهي الرباط سلا القنيطرة.
تمتد جهة الرباط سلا القنيطرة على مساحة  18194 كيلومترا مربعا، ويصل عدد سكانها 4580866 حسب الإحصاء الوطني لسنة 2014 بكثافة سكانية251.7 نسمة/كم2.
تحظى الجهة بموقع جغرافي متميز على الهضبة الوسطى بالشمال الغربي للمملكة، تحدها شمالا جهة طنجة تطوان الحسيمة، ومن الجنوب جهتا الدار البيضاء سطات، وجهة بني ملال خنيفرة، ومن الشرق جهة فاس مكناس، كما أن كل مساحتها الغربية تطل على المحيط الأطلسي.
تنقسم جهة الرباط سلا القنيطرة إلى 4 أقاليم و3 عمالات تكون ما مجموعه 124 جماعة حضرية وقروية: عمالة الرباط، عمالة سلا، عمالة الصخيرات تمارة، إقليم القنيطرة، إقليم الخميسات وإقليم سيدي قاسم، وإقليم سيدي سليمان
تتميز الجهة بمناخ معتدل نظرا لقربها من المنطقة المتوسطية وتأثرها بالمحيط الأطلسي، تتراوح درجة الحرارة عموما بين 12 و 23 درجة، أما الحد الأدنى فقد يصل إلى ما دون درجة التجمد في فصل الشتاء، وكما قد يصل أقصاه إلى 39 درجة في فصل الصيف. ونظرا للموقع الجغرافي القريب من أوروبا وانفتاحه على المنخفضات الأطلسية، تتسم المنطقة بتساقطات مطرية مهمة تفوق 550 سنويا كمعدل، وقد تتعدى 1000 مم في السنوات الممطرة وقد لا تتجاوز 500 مم في السنوات الجافة.
تتوفر الجهة على موارد مائية معتبرة ترجع أساسا إلى سياسة السدود التي يتبعها المغرب.
كما تتوفر الجهة على غطاء غابوي مهم يكمن في غابة المعمورة لما تحويه من أشجار صمغية كشجرة البلوط الأخضر والفليني وكذا أشجار العرعار. وأراضي فلاحية خصبة تساهم في الإنتاج الوطني الموجه للسوق المحلية أوالاستيراد .
تعتبر جهة ثالث قطب اقتصادي بالمغرب، ومن بين أهم الجهات الغنية، بالإضافة للوظيفة الإدارية والسياسية والدبلوماسية التي تعطي للجهة إشعاعا وطنيا، تتوفر الجهة على إمكانيات صناعية مهمة خاصة بعمالتي سلا والقنيطرة وفلاحية في الخميسات وسيدي سليمان.
ومن ضمن هذه الإمكانيات نجد توفر الموارد المائية والفلاحية، والتي تعنى بالتحديث المستمر، إذ تتوفر الجهة على أراض فلاحية خصبة ومراع شاسعة، الشيء الذي يمكن اعتباره عنصرا أساسيا في التنمية الجهوية المعتمدة حاليا.
في سنة 2010 أحدثت المنطقة الحرة الأطلسية بالقنيطرة إذ تعتبر من أهم المناطق الصناعية الكبرى على الصعيد الإفريقي نظرا لتواجد الشركات العالمية المختصة في صناعة السيارات وأسلاكها.
تعتبر الرباط وسلا والقنيطرة من كبريات مدن الجهة نظرا لتوسعهم الديموغرافي الكبير، وكذا تواجد الأنشطة الصناعية والتجارية المهمة بهذه الحواضر الثلاث.


الكاتب : عبد الحق الريحاني

  

بتاريخ : 09/03/2024