حضره الكاتب الأول في أسفي… لقاء حزبي توج بافتتاح مقر جديد …: مصالحة اتحادية.. وعين المناضلين على القادم من الاستحقاقات.. لشكر… «آسفي كانت حاضرة تاريخيا في قلب التحولات السياسية والنضالية»

 

هي لحظة استثنائية بامتياز.. انتظرها الاتحاديون بفارغ الصبر في آسفي ..بعد سنوات غير قليلة من الخواء النفسي و”التيه ” التنظيمي ..
أن يصبح الاتحاد بدون مقر ولا فعل سياسي في مدينة عدت فيه ذات تاريخ، وقاعدة خلفية للكفاح والنضال السياسي ..أمر ظل غير مستساغ ولامقبول عند من آمنوا صدقا بالاتحاد الاشتراكي كبديل ورمز للتغيير وقتئذ ..
لطي الصفحة بغير رجعة، كان لابد من توافر الإرادات الطيبة والتئام الذات الاتحادية بكل تناقضاتها ..بهدف عودة الروح وظهور الحزب مرة ثانية في المشهد الحزبي داخل آسفي .
تكاثف المناضلون وفي رمشة تنظيمية فارقة ..أوجدوا المقر وعلقت اللافتات وشعار الاتحاد يحلق في سماوات المدينة ..ياله من إحساس عميق . ولتكتمل فكرة المصالحة وتخرج للعلن الذي كان يراهن على موت نهائي للحزب ..حضرت القيادة السياسية لتعضيد ما أنجز ..إنها لحظة استثنائية كما عبر عن ذلك الكاتب الأول إدريس لشكر .
المكان حيث فتح المقر الجديد للحزب ..كان يعج بالجميع، صحافة ومناضلون، المفاجأة على وجه الغالبية من أهل المدينة الذين كتب لهم المرور أو الوقوف لحظتئذ..والمباركة من مختلف الطيف السياسي والثقافي والحقوقي ..سعادة غامرة طوقت كل المؤمنين بفكرة الاتحاد الاشتراكي ..هل عاد الاتحاديون وهل سيكونون الند السياسي لخصوم الديمقراطية وبؤر الفساد ولوبياته..ذلك جزء من أسئلة ظلت تقفز بين كراسي المقاهي والوجوه المدهوشة ..
وصل الكاتب الأول صحبة أعضاء المكتب السياسي، قطع الشريط الأحمر، وجلس بمعية الاتحاديين ليرد على أسئلة الصحافة في لقاء إعلامي تقاطعت فيه السياسة بالتاريخ والنوستالجيا ..إدريس لشكر فطن لنزقية بعض الأسئلة وسطحية أخرى ..وانبرى يرد ويحاجج ..يشرح ويفكك المسارات والسياقات والمنتظر إنجازه في القادم من الأيام ، وطنيا وجهويا ..
لم يفت الكاتب الأول الحديث عن أهمية تاريخ المدينة النضالي، وماذا كانت تشكل في سنوات الرصاص في خريطة النضال لدى الاتحاديين، خصوصا أن جزءا ممن يسأل من جيل الصحافيين اليوم لم يعش تلك اللحظات الحارقة ولم يقرأ عنها حتى؟؟
لشكر عاد بالحضور لأسماء رصعت المراحل التاريخية سواء في النضال المباشر أي على خط النار أو الذين اختاروا من خلفيتهم الإبداعية والثقافية دعم فكرة الاتحاد ..سرد شخصيات خرجت من بطن آسفي وتحملت المسؤوليات وأبانت عن علو كعب ممهور بالتميز ..فآسفي ليست نكرة وعندما كنت ذاهبا صحبة عبد الرحيم بوعبيد في سبعينيات القرن الماضي لأكادير حيث سرق منا المقعد البرلماني..وكنت أقود بزعيمنا الراحل ..توقفنا للغذاء والاستراحة في آسفي…وحياتنا لما كنا مراهقين وشبابا لم تخل تفاصيلها من آسفي ولا من سردين آسفي ..ومن يقول بثانويتها أو هامشيتها ..إما أنه لم يأكل سردينها أو جاهل حقيقي …المدينة ظلت في قلب التحولات ولايليق أن ينظر إليها من هذا المنظار …يضع لشكر النقط على الحرف .
أساسا السياسة في المغرب لاتزال تعاني ، ونحن في ديمقراطية ناشئة ..مانكاد ننتهي من خطابات عدمية ، حتى تخرج نكوصية سياسية وأصولية دينية تارة تختفي خلف العفاريت والتماسيح واليوم تريد قلب الطاولة و”لخبطة” المسار تحت مسمى “القاسم الانتخابي”..
الاتحاد الاشتراكي لن يسمح بذلك وهو واضح مذ أقر استراتيجيته في النضال الديمقراطي ..واضح في اختياراته وتمذهبه وفي النموذج الذي يدافع عنه سواء على المستوى الدولتي أو المجتمعي …فلاحاجة اليوم لاستخراج قاموس وخطاب حزبي سيدخل الحياة السياسية في متاهات تافهة ..الديمقراطية تمرين يومي ..هذا جزء من خلاصات كلام الكاتب الأول وهو يجيب عن أسئلة الجسم الإعلامي .
الترشيحات والتزكية، أخذت عنوة جزءا من النقاش في اللقاء الإعلامي ..إدريس لشكر قال بكل وضوح ألا شيء حسم ولم تمنح بعد أية تزكية، ومايقال مجرد كلام في الهواء، “هذا راه الاتحاد الاشتراكي اااللاخوان , ماشي أيا كان” ..نحن لدينا مساطر ومعايير مضبوطة نستند إليها ..أما “مول الشكارة” فليضع “شكارتو في بيتو وليحضر عندنا لنتعرف على تصوره وأفكاره” ..ومع ذلك نحن منفتحون وباب الانخراط والترشيح مفتوح لكل المغاربة، شريطة الضوابط ..
انتهت محطة السين والجيم ..انسحب الصحافيون وممثلو وسائل الإعلام الوطنية الورقية منها والإلكترونية ..فاسحين المجال للمة تنظيمية اشتاق إليها الاتحاديون خصوصا إذا جاءت بطعم جديد وحضور القيادة السياسية ..الكاتب الأول كان واضحا في تنزيل وشرح مضامين خطة العمل ..لا أحد يتحدث أو سيتحدث عن التنظيم ومعيقاته …نحن على أبواب معركة واستحقاقات حاسمة لا تقبل المتخاذلين ولا المتخاصمين ..كل شيء في حكم المؤجل إلا صيغة اللجان المحلية التي ستتولى قيادة وأجرأة الخريطة الانتخابية ..الوقت والزمن السياسي ضاغط ولامكان للتوترات ..هذه هي عصارة الأفكار التي طرحها لشكر على اتحاديي آسفي والجوار ..
كانت زيارة ثقيلة بكل معنى …شكلت عودة الروح للحزب في آسفي ..وهي تتويج لشهور وأيام وساعات التي أمضتها النيات الحسنة في رأب الصدع وسد الفجوات النفسية بسرية كانت مفيدة في النهاية …ماحصل في آسفي هو جواب لمن أراد طمس الاتحاد وردمه في آسفي ……القائد التاريخي لليسار …الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لايموت ……


الكاتب : مكتب اسفي.. محمددهنون

  

بتاريخ : 27/03/2021