آباء وأمهات يرفضون تحويل أبنائهم لرهائن في التوتر القائم بين هيئة التدريس والوزارة الوصية على القطاع

دعوا إلى إيجاد حلول عاجلة ووقف ضرب مبدأ تكافؤ الفرص بين التلاميذ

ارتفعت أصوات الاحتجاج المنددة باستمرار ضياع الزمن المدرسي وهدره أكثر فأكثر خلال الأيام الأخيرة، وبات الإيقاع الذي تعيش عليه المدرسة العمومية يشغل بال الآباء والأمهات وأولياء أمور التلاميذ الذين يجدون أنفسهم خارج أجندة وخارطة التربية والتكوين، بسبب الاحتجاجات المتتالية لهيئات التدريس، رفضا للنظام الأساسي الذي جاءت به الوزارة.
احتجاجات تصاعدية، يرى الآباء والأمهات بأن من يدفع ثمنها اليوم وبشكل مباشر هم التلاميذ الذين سيجدون أنفسهم وجها لوجه أمام امتحانات في غياب كل أشكال العدالة وفي ضرب تام لمبدأ تكافؤ الفرص، فقط لأن المدرسة العمومية تم شلّها بسبب خوض إضرابات من أجل مطالب الأسرة التعليمية والتربوية، في الوقت الذي تواصل فيه المؤسسات التعليمية بالقطاع الخاص عملها بشكل منتظم، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول هذا الوضع، بعيدا عن طبيعة المطالب ومشروعيتها من عدمها، لأن من أصبح اليوم رهينة في ظل كل هذا التجاذب هو التلميذ، وفقا لتأكيدات وتصريحات الآباء والأمهات، الذين استقت الجريدة آرائهم بمجموعة من المؤسسات التعليمية البيضاوية.
أشكال احتجاجية مختلفة، منها وقفات وإضرابات، بعضها لساعات، صباحا ومساء، والبعض الآخر لأيام، دون أن تظهر أية ملامح لحلول يمكن التوصل إليها في القريب العاجل، وهو ما يعني بأن الأفق يطبعه الغموض، في تكرار لسيناريوهات فارطة، باتت خاصية لصيقة بما تعرفه المدرسة العمومية كل موسم، في تغييب تام لمصلحة التلميذ، وفي ترسيخ لعجز واضح عن إيجاد الوصفة القادرة على علاج أمراض «منظومة التربية والتكوين». وفي خضم هذا التصعيد، الذي استقبل به الأسبوع الأول من شهر نونبر، لم تعد الأسر المغربية التي لا ملاذ لها عن المدرسة العمومية عبر التراب الوطني تتحمل توقف الدراسة، خصوصا وأن التلاميذ لا دخل لهم في الموضوع، بل هم ضحايا هذا التوتر، القائم بين هيئة التدريس ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، مما جعل أصوات العديد من الأمهات والآباء والأولياء تتصاعد وتحتج رافعين شعار « وا ابغينا نقراو»، الذي ورد على السنة الكثير ممن التقتهم «الاتحاد الاشتراكي» وهي تتابع وقع الاحتجاجات والإضرابات المسطرة. وفي هذا الإطار استقبل رئيس الحكومة صباح الاثنين 30 أكتوبر 2023 ، بحضور وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ووزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، النقابات التعليمية الموقعة على اتفاق 14 يناير 2023، وخلال هذا الاجتماع تم الوقوف، وفقا لما تم التصريح به، على الإرادة المشتركة للحكومة وشركائها الاجتماعيين في التنزيل الأمثل لمضامين محضر الإتفاق الموقع بتاريخ 14يناير 2023، حيث سيتم في هذا الإطار عقد اجتماعات لاحقة بتتبع من رئيس الحكومة، من أجل العمل علي تجويد النظام الأساسي تماشيا مع تطوير إصلاح القطاع.
وتفاعلا مع هذا الوضع، حمّلت الفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بالمغرب، مسؤولية استمرار هدر الزمن المدرسي لكل المتسببين في هذا التوتر، وفي هذا الصدد راسل رئيس الفيدرالية رئيس الحكومة للتدخل العاجل لوقف انقطاع الدراسة، وحلّ كل مشكل يتسبب في هدر الزمن المدرسي، ودعا في نفس الوقت الأمهات والآباء والأولياء إلى التحلي بالصبر، مشيرا إلى أن هذا الوضع لن يستمر على ما هو، فيما أكد نائبه الأول على أنه من العار أن يتحول التلميذ كرهينة وكدرع بشري من أجل تحقيق مطالب لا دخل له فيها.


الكاتب : محمد تامر

  

بتاريخ : 01/11/2023