ساكنة إقامة الحمد بمديونة بين مطرقة سائقي سيارات الأجرة وسندان أرباب العمل

 

فوضى عارمة عرفتها، أمس الثلاثاء، الطريق الجهوية الرابطة بين الدار البيضاء وإقامة الحمد التابعة لإقليم مديونة بعد أن تجمعت الساكنة لتقطع الطريق احتجاجا على مشكل النقل الذي أصبح يرخي بظلاله كل يوم على يوميات المواطنين بهذه المنطقة النائية بنواحي الدار البيضاء.
ففي الساعات الأولى من الصباح فوجئت الساكنة المكونة أساسا من عمال مياومين وحراس خاصين ونساء عاملات بمعامل عين السبع والمناطق المجاورة لها بالغياب التام لسيارات الأجرة، التي قرر سائقوها التواري خلف العمارات المجاورة في محاولة منهم للضغط على السكان للزيادة في التعريفة أو الزيادة في عدد الركاب والتي حددت ومنذ بدء جائحة “كوفيد 19” في 50 في المئة.
الوضع كاد أن يفلت من السيطرة لولا تدخل رجال الدرك والقوات العمومية الذين سارعوا بالحضور إلى عين المكان لفتح الطريق أمام حركة المرور وإرجاع الأمور إلى نصابها بعد أخذ ورد مع الساكنة المحتجة، التي لم تتراجع إلى قارعة الطريق إلا بعد تلقي وعود من المسؤولين بحل المشكل الذي يظهر أن لا حل له في الوقت الحالي، فأصحاب سيارات الأجرة، وبعد أن قاموا هم أيضا باحتجاجات متتالية أمام مقر الدرك يالمنطقة وإرسال شكايات إلى المعنيين، أبرزوا فيها مشاكل من أهمها تضررهم من تحديد عدد الركاب في ثلاثة وعدم سماحهم لسيارات أجرة من مناطق أخرى بالاشتغال إلى جانبهم في نفس المنطقة بدعوى ان لا أحقية لهم في ذلك، وهو الأمر الذي يؤدي إلى تصادمات يومية وصراعات لا حد لها بينهم، يكون ضحيتها في أغلب الأحيان الركاب الذين يتم إخراجهم بالقوة من سيارات الأجرة دون أي مراعاة لوضعهم ويتم الزج بهم في صراعات المهنيين بالقطاع الذي يعرف كل فينة وأخرى مشاكل لا تعد ولا تحصى، دون الحديث عن غلاء التسعيرة التي تم الزيادة فيها بشكل غير مقبول، والتي تثقل جيوب السكان وتزيد من معاناتهم.
السكان الذين ضاقوا ذرعا بمثل هذه التصرفات وفقد عدد منهم عمله ويتلقون يوميا توبيخات وتهديدات بالطرد من العمل بسبب التأخرات والغيابات التي لا يد لهم فيها يطالبون بتوفير حافلات النقل العمومي وتقنين القطاع بهذه المنطقة النائية، التي وجد السكان فيها أنفسهم محرومين من عدة حقوق، والتي أهمها الحق في النقل الذي يمكنهم من الوصول إلى مقرات عملهم في الوقت المحدد بدل الوقوف لساعات طوال في انتظار سيارة أجرة قد تأتي أو لا تأتي.
معاناة يومية يتكبدها هؤلاء سواء في الصباح أو المساء عند العودة إلى منازلهم، وفي انتظار الحلول التي وعد بها المسؤولون العديدون الذين حضروا إلى عين المكان، يبقى سكان هذه المنطقة متطلعين إلى الحل النهائي لهذا المشكل الذي يستشري يوما عن يوم ويزيد في تأجج الغضب في النفوس المتعبة من وضع متأزم يرخي بظلاله عليهم ويهدد لقمة عيشهم الزهيدة التي يحاولون الحفاظ عليها رغم كل الظروف.


الكاتب : خديجة مشتري

  

بتاريخ : 21/10/2020