سلسلة رمضانية تتعرض لهجوم الأساتذة ونقابة تعليمية تطالب باعتذار رسمي

 

لم تمر سوى أيام قليلة على بدء الشهر الكريم حتى بدأت تتعالى أصوات الاستهجان والنقد للأعمال التلفزيونية التي تصنع خصيصا لهذا الشهر، الذي يعتبر سوق عكاظ الفنانين يعرضون فيه إنتاجاتهم المختلفة، وتقليدا سنويا يطل من خلاله كل ذي موهبة فنية على جمهوره في سباق نحو نيل رضا المغاربة، لكن هذه الإنتاجات التلفزية لا تمر ، كما العادة كل سنة، دون انتقادات واحتجاجات على هذا العمل أو ذاك أو هذا الممثل وغيره، وكانت أول قطرة من غيث الانتقادات والاستهجانات ما ناله العمل التلفزيوني “اولاد يزة” الذي يعرض على شاشة القناة الأولى…والغاضبون هذه المرة هم الأساتذة الذين لم يستسيغوا الصورة التي ظهر بها الأستاذ- المعلم في هذا العمل، والذي أدى دوره الممثل عبد الفتاح الغرباوي، ووصل الأمر حد رفع دعوى إلى رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري بالرباط من طرف النقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديموقراطية للشغل، التي عبرت عن “احتجاجها القوي على الاستهداف المتواصل للقنوات الإعلامية العمومية الرسمية لمنهة التدريس”، وقالت إن الإنتاجات التي تقدمها هذه القنوات تسيء لصورة نساء ورجال التعليم مستنتجة أن هذه الأعمال تتعمد تحقير نساء ورجال التعليم والحط من مكانتهم، بشكل ممنهج ومقصود، مسلطة الضوء على ما تم بثه في الحلقة الأولى من سلسلة “أولاد يزة” بالقناة التلفزية الأولى، يوم الثلاثاء 12 مارس 2024، في إطار برامج رمضان لهذه السنة، معتبرة أن ما تم تقديمه بخصوص المعلم -الأستاذ صور سيئة تكرس الصورة النمطية التي تحاول جعله موضوع فكاهة فجة عوض تقديمه قدوة ونموذجا يحتذى به.. وأكدت أن هذا العمل لا يليق ومكانة المدرس في المجتمع ويشكل استهدافا للمدرسة العمومية ويبخس المجهودات الجبارة والتضحيات الجسيمة، التي تقدمها الشغيلة التعليمية للنهوض بمنظومة التربية والتكوين، مطالبة رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري بالوقوف على حيثيات هذا الموضوع واتخاذ المتعين فيه مع إلزام القناة المعنية بتقديم اعتذار رسمي لكل نساء ورجال التعليم .
بالمقابل رأى مغاربة آخرون أن الفن هو عمل إبداعي يمكن أن يتناول جميع الشخصيات التي تمور في المجتمع دون أن نضع هذه المهنة أو تلك موضعا لا يمكن المساس به لأن من يمتهنون تلك المهن هم في النهاية مجرد بشر فيهم الصالح والطالح ولا يمكن وضعهم موضع قداسة، فيما أكدت مجموعة أخرى أن الفن الذي يكرس صورة نمطية عن مهنة ما أو شخص لا يعتبر عملا إبداعيا بقدر ما هو تكريس للميوعة وإسهاما في انحطاط الذوق العام واستهدافا عمديا لمهن دون أخرى كما وقع الآن في هذه السلسلة التي تتناول الأستاذ، وما وقع قبلا مع مهنة التمريض والمحاماة وغيرها كثير…


الكاتب : خديجة مشتري

  

بتاريخ : 16/03/2024