ضمن بنية تعبدية تناهز 1060 مسجدا بالمدينة الحمراء :إقبال كثيف على صلاة التراويح بـ «جامع الكتبية» ذي التاريخ العريق والمعمار الفريد

يقبل المصلون والمصليات بكثافة على المساجد لأداء صلاتي التراويح والتهجد، كحال مرتادي مسجد الكتبية بمراكش، ذي التاريخ العريق، الذي يربو عن ألف عام، والذي يتميز بطابع معماري فريد، يدل على شأو المغاربة في هذا الباب.
معمار خلاب ونفس مطمئنة ببركات هذا الشهر الفضيل، لا يزكيها إلا الصوت الندي لإمام مسجد الكتبية، الذي يصدح بآيات ترتقي بالمؤمنين والمؤمنات في معارج الكمال وتوثق بهم الصلة مع الله سبحانه وتعالى، رغبة في التعرض لخيرات هذا الشهر الفضيل.
وبعدما حالت جائحة كورونا وتعمير بيوت الله لسنتين، فإن أفئدة المؤمنين والمؤمنات هفت لسماع بشرى إعادة إقامة صلاة التراويح، بقرار من السلطات العمومية، التي راعت المصلحة المرسلة وأخذت تطور الوضعية الوبائية بعين الاعتبار.
حال عمار بيوت لله بمدينة مراكش، ليس بدعا مما هو مشاع على صعيد المملكة برمتها، فترى المؤمنين والمؤمنات مبتهجين وهم ييممون وجوههم شطر مساجد مبثوثة بعاصمة «السبعة رجال»، تدثرت بأبهى الحلل لحسن استقبالهم، وأعملت الاحتراز والتحوط في سياق يطبعه الحذر من فيروس كورونا ومتحوراته.
فمسجد الكتبية غير بعيد عن ساحة جامع الفنا، القلب النابض لمدينة مراكش وقبلتها الأثيرة لكل وافد مار ومقيم قار، جرى إعداده لغاية إقامة صلاة التراويح لهذا العام في أحسن الظروف، بعيد حولين كاملين حال الفيروس اللعين ومصلين يتلهفون لسماع الكلم والآي من حناجر الأئمة.
وفي هذا الاتجاه، ابتهج المصلون والمصليات لإقامة صلاة التراويح بالمساجد بعد فتحها لأداء الصلوات في ما مضى، مبدين غامر سعادتهم لهذه البشرى التي يتعين تحصينها وترصيدها. وأضافوا في تصريحات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء، أنهم انفضوا بعد الصلاة في نظام وانتظام، ولسانهم يلهج حمدا على هذه المنة، متضرعين إلى البارئ جل شأنه أن يحفظها ويديمها في المملكة.
وفي هذا الصدد، عدد الحبيب اعنينيش، إمام مسجد الكتبية بمراكش، في تصريح له، «مناقب الشهر الفضيل، والتي أجملها، في أن الأمر يتعلق بأحد أركان الإسلام الخمسة، وأنه الشهر الوحيد الذي ذكره الله تعالى اسما بالقرآن الكريم،» مضيفا «أن هذا الشهر الفضيل اختصه الله تعالى بخصائص عديدة، منها شعيرة صلاة التراويح، ذات الطعم الخاص»، «بعدما تعذر علينا إقامتها بالمساجد لسنتين متتالتين بسبب الجائحة»، مؤكدا أن هذه الشعيرة العظيمة تلقى إقبال الناس بكثرة، «خاصة بهذا المسجد العظيم، مسجد الكتبية ذي التاريخ العظيم، والذي يعد من أعرق المساجد المغربية، بل العالمية، بالنظر إلى موقعه وهندسته وعمارته ومئذنته التي تلفت أنظار العالم»، مبرزا «أن المصلين، رجالا ونساء، يفدون على هذا المسجد من جميع أنحاء مدينة مراكش»، ليخلص إلى أن «المغاربة، ولله الحمد، يحبون هذه الشعيرة ويوقرونها»، مبديا فخره لإمامة الناس بهذا المسجد العظيم، متضرعا لله العلي العظيم «أن يحفظ أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس».
من جهته، أفاد المندوب الإقليمي لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بعمالة مراكش، مصطفى كباب، في تصريح مماثل، بأن «البنية التعبدية بلغت 1060 مسجدا داخل المدينة الحمراء، من ضمنها 10 مساجد إما بنيت حديثا أو تم إصلاحها أو تم تأهيل البعض منها»، مضيفا «أن هذه المساجد تفتح أبوابها أمام المصلين لأداء شعيرة التراويح بعد سنتين حال الوباء وإقامتها»، موضحا أن «المندوبية عملت، تنفيذا لتعليمات المندوبية الجهوية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بمراكش-آسفي، على تهيئة هذه المساجد وتنظيفها وتعقيمها حتى تمر هذه السنة النبوية في أحسن الظروف»، مشيرا إلى أن «الأئمة المرشدين والمرشدات استجابوا، من جانبهم، للبرنامج الذي وضعه المجلس العلمي المحلي، والرامي إلى إعطاء دروس الوعظ والإرشاد، طيلة الشهر الفضيل، وذلك من أجل ترسيخ قيم التسامح، وصون ثوابت المملكة تحت لواء إمارة المؤمنين».
وفي ما يخص القيمين الدينين، أيضا، أشار المتحدث إلى أن «المندوبية قامت بتأهيل الأئمة والمشفعين لإحياء هذه السنة النبوية، بعدما سبق للوزارة أن أعلنت شغور المناصب قصد التباري بشأنها، من أجل ملء المساجد التي لا تتوفر على قيمين دينيين».
وجدير بالذكر أن هذه الإجراءات والتدابير» تتمثل في تكثيف عمليات تنظيف المساجد وتهويتها، والتي ظلت مستمرة منذ بدء الجائحة، وتعقيم جميع المساجد التي جرى فتحها، مع توفير العدة اللازمة لذلك، من خلال تعبئة لجان مختصة تضطلع بمواكبة المصلين، للسهر على قياس الحرارة عند مدخل المساجد، وتعقيم اليدين».
فالتلهف لتعمير المساجد واللهج بذكر لله سبيلا الخروج من شرنقة الوباء الفتاك ومتحوراته، متى احترمت التدابير والإجراءات التي أقرتها السلطات المعنية لحصر تفشي الفيروس.


الكاتب : عدنان عبوا

  

بتاريخ : 12/04/2022