على إثر إحراق نسخة من المصحف الشريف بالسويد : المغرب يدين بشدة العمل العدائي الذي يضرب عرض الحائط مشاعر المسلمين

بتعليمات من أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، تم استدعاء القائم بأعمال السويد بالرباط يوم الأربعاء الماضي إلى مقر وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، واستدعاء سفير جلالة الملك بالسويد إلى المملكة للتشاور لأجل غير مسمى، وذلك بعدما رخصت الحكومة السويدية، مرة أخرى، لتنظيم مظاهرة خلال اليوم نفسه تم خلالها إحراق نسخة من المصحف الشريف أمام مسجد في ستوكهولم.
وذكر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أنه تم التعبير للدبلوماسي السويدي خلال هذا الاستدعاء عن «إدانة المملكة المغربية بشدة لهذا الاعتداء ورفضها لهذا الفعل غير المقبول».
وأضاف البلاغ أن «هذا العمل العدائي غير المسؤول الجديد يضرب عرض الحائط مشاعر أكثر من مليار مسلم في هذه الفترة المقدسة التي تتزامن وموسم الحج وعيد الأضحى المبارك».
وخلص البلاغ إلى أنه «ومهما تكن المواقف السياسية أو الخلافات التي قد توجد بين الدول، فإن المملكة تعتبر أنه من غير المقبول ازدراء عقيدة المسلمين بهذه الطريقة. كما أنه لا يمكن اختزال مبادئ التسامح والقيم الكونية في استيعاب وجهات نظر البعض، وفي الوقت ذاته، إيلاء قليل من الاعتبار لمعتقدات أكثر من مليار مسلم».
الموقف المغربي الحازم، حظي بتقدير كبير، حيث أشادت مشيخة الأزهر الشريف بجمهورية مصر العربية بهذا الموقف الحازم.
وكتب الأزهر على حسابه الرسمي على موقعي التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و «تويتر» «تحية إجلال وتقدير من الأزهر الشريف إلى المملكة المغربية، ملكا وشعبا؛ على الموقف المشرف نصرة للمصحف الشريف ومقدسات المسلمين، وردا على الانتهاكات السويدية في حق القرآن الكريم كتاب الله، الذي تمثل في استدعاء سفيرها لدى السويد، واستدعاء سفير السويد في المغرب».
وأبرز الازهر أنه «إذ يشجع على اتخاذ مثل هذه المواقف المشرفة، فإنه يدعو الدول الإسلامية والعربية لاتخاذ مواقف إيجابية مماثلة للتعبير عن رفضها لهذه الانتهاكات المتكررة، والاستفزازات الدائمة لجموع المسلمين حول العالم».

كما سلطت وسائل إعلام إفريقية ، الضوء على القرارات التي اتخذتها المملكة المغربية.
وبدورها أبرزت العديد من المنابر الإعلامية، بمختلف بلدان أمريكا الجنوبية ردود الفعل التي اتخذتها المملكة المغربية ومواقفها «الحازمة».
وخلف هذا الفعل غير المسؤول، استنكارا كبيرا، حيث أدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بأشد العبارات، سماح السلطات السويدية بإحراق نسخة من القرآن الكريم على يد متطرفين في أول أيام عيد الأضحى.
وندد البيان بتساهل السلطات في هذا البلد مع هذا الفعل الشنيع، برغم إدراك الجميع لما يسببه من تصاعد موجات الكراهية بين الشعوب وأتباع الديانات المختلفة، محملا حكومة السويد المسؤولية عن نتائج وتبعات هذه الواقعة النكراء.
بدوره، أدان مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، بأشد العبارات الجريمة النكراء، التي تمثلت في التطاول على المصحف الكريم .
ومن المتوقع أن تعقد الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي هذا الأسبوع في مقرها بمحافظة جدة، اجتماعا طارئا مفتوح العضوية للجنة التنفيذية لمناقشة الإجراءات تجاه تداعيات حادثة حرق نسخة من المصحف الشريف التي جرت في دولة السويد .
كما طالب البرلمان العربي، الشعوب العربية والإسلامية بمقاطعة المنتجات السويدية وعدم السفر إلى السويد، ردا على موافقة السلطات بهذا البلد بحرق نسخ من المصحف الشريف.
منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، أدانت أيضا بأشد العبارات إقدام أحد المتطرفين على إحراق نسخة من المصحف الشريف بالعاصمة السويدية ستوكهولم، واصفة الأمر ب»سلوك همجي وفعل مخز يستفز مشاعر المسلمين حول العالم خلال احتفالهم بعيد الأضحى المبارك».
وأكدت الايسيسكو الذي تتخذ من الرباط مقرا لها، في بيان، أن تكرار هذا الفعل المشين من جانب «أشخاص متطرفين موتورين يبرهن على الانهزام الحضاري ومجانبة روح التسامح المؤمن بالتنوع الثقافي والعقدي، ويفضي إلى إثارة مشاعر البغضاء وإحياء خطاب الكراهية».
من جانبها، أعربت وزارة الخارجية الأمريكية، عن قلق الولايات المتحدة «العميق» إزاء إحراق نسخة من المصحف الشريف أمام مسجد في ستوكهولم.
وأوضح متحدث باسم الخارجية الأمريكية، جوابا على سؤال لوكالة المغرب العربي للأنباء بشأن هذا العمل المسيء الذي أثار إدانة شديدة في العالم الإسلامي، أن أعمالا من هذا القبيل «يمكن أن تولد مناخا من الخوف الذي قد يؤثر على قدرة المسلمين وأفراد باقي الأقليات الدينية على ممارسة حقهم في حرية التدين أو المعتقد في السويد».
كما أعرب الممثل السامي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، ميغيل أنخيل موراتينوس، عن «إدانته القاطعة» لحرق نسخة من المصحف الشريف أمام مسجد في وسط ستوكهولم، بالسويد.
وقال موراتينوس، في بيان، إن مثل هذا «الفعل الدنيء» يمثل عدم احترام للمسلمين الذين يحتفلون بعيد الأضحى المبارك. وجدد الممثل السامي التأكيد، بهذه المناسبة، على أهمية دعم حرية التعبير، باعتبارها حقا أساسيا من حقوق الإنسان.
الاتحاد الأوروبي، أعرب بدوره عن «رفضه القاطع» لإحراق المصحف الشريف أمام مسجد في ستوكهولم بالسويد، معتبرا إياه عملا «مهينا، غير محترم، ويشكل استفزازا واضحا».
وقالت المتحدثة باسم الدبلوماسية الأوروبية، نبيلة مصرالي، إن «مظاهر العنصرية وكراهية الأجانب وعدم التسامح المرتبطة بهذا العمل ليس لها مكان في أوروبا».


بتاريخ : 03/07/2023