في الذكرى العشرين لرحيله: المطرب المعطي بنقاسم من أوائل الواضعين لأسس اﻷغنية المغربية العصرية

 

حلت يوم اﻷحد 9 ماي 2021 الذكرى 20 لرحيل أحد رواد اﻷغنية المغربية الكبار، الفنان و المطرب المعطي بنقاسم، الذي يعد مدرسة فنية بارزة و أصيلة، و من أوائل الواضعين لأسس اﻷغنية المغربية العصرية، إلى جانب فنانين فطاحلة نذكر منهم، محمد فويتح، محمد المزكلدي، إدريس واكواكو، أحمد جبران، المعطي البيضاوي، عباس الخياطي و آخرون.
له مسار إبداعي حافل، عشق الفن الغنائي منذ صغره، إذ ساهم صحبة مجموعة من أصدقائه سنة 1947، و عمره 19 سنة، في تأسيس جوق اﻹتحاد السلاوي، الذي ترأسه الفنان الكبير محمد بنعبد السلام، كما كان من ضمن مؤسسي الجوق الوطني للإذاعة، كما التحق  بأجواق أخرى قبل أن ينضم لجو ق إذاعة فاس، وبه ظل إلى حين تقاعده، كما عرف عنه أنه عازف ماهر على آلة العود.
أدى خلال مساره الفني العديد من الروائع الغنائية ( زجل و قصيدة ) التي أطربت مختلف اﻷجيال و لازالت إلى حد اﻵن، و ستبقى خالدة، غنى لشعراء مغاربة و مشرقيين، و لحن له كبار الموسيقيين  الرواد، من بين أغانيه التي عرفت شهرة واسعة ” علاش ياغزالي “، و هذه القطعة لها قصة نذكر البعض منها، ففي مطلع الخمسينات ( 1952. 1953 ) كانت فرقة المعمورة للمسرح تقوم بتمارين لطاقمها على أعمال مسرحية، و كان الزجال و المسرحي الراحل أحمد الطيب لعلج عند نهاية كل حصة من التمارين يأخذ العود و يؤدي أغاني من تلحينه، و من بينها ” علاش ياغزالي “، بلحن مغاير للذي وضعه الراحل عبد الرحيم السقاط بعد ذاك، ليتم إسناد أدائها للمطرب المعطي  بنقاسم، و أثناء تواجد لعلج بغابة المعمورة كان يتردد عليه صديقه السقاط، وكان يستمع للأغاني التي يكتبها لعلج و يلحنها،  و ذات مرة طلب منه السقاط أن يملي عليه كلمات ” علاش ياغزالي ” ، فلحنها لتأخذ طريقها إلى اﻵداء بصوت بنقاسم، يقول مطلع اﻷغنية – علاش ياغزالي.. علاش ياغزالي
– مشيت  بحالك .. كيفاش النوم يحلا لي
–  علاش ياللايم – خلليتني هايم
– باكي بالدموع
– حبك يالظالم
– قاهر وحاكم.
– ساكن في الضلوع
– مشيت وعاديتني. . قللي علاش
– هجرت  وجافيتني.. قللي علاش، ،،،، القطعة سجلت ينة 1957.
هذا الثلاثي كان وراء ظهور أغنية أيام الربيع، ومن بين العديد من القطع اﻷخرى التي أداها بنقاسم،  نذكر ” يا بنت المدينة ” من كلمات عبد الله شقرون، و لحن بنعبد السلام، ” كان قلبي خالي ” كتبها حمادي التونسي، و لحنها “عبد النبي الجراري، ” كان يحن علي كان ” كلمات لعلج، و لحن العبد زويتن، ” المسرارة “، ” مخاصمني ” ، ” من باب الشباك “،  ” خليك معايا “، ” عذبتي قلبي “، ” هواني “،  ” الكاويني “،  ” والله مانلومك “، ” محبوبة “..
كما غنى المطرب الراحل المعطي بنقاسم للشاعران العربيين الكبيرين أمير الشعراء أحمد شوقي و نزار قباني على التوالي، ومن ذلك ” على قدر الهوى “، و ” مكابرة “، من تلحين السقاط.
و بعد هذا المسار الفني الغني و الزاخر بالعطاء أسلم بنقاسم الروح لباريها يوم اﻷربعاء 9 ماي2001 عن سن 73، و دفن بالمدينة التي ارتبط بها، فاس.


الكاتب : الخميسات،  أورارى علي

  

بتاريخ : 27/05/2021