في برنامج لقاء مع الصحافة على أمواج الإذاعة الوطنية : إدريس لشكر، الكاتب الأول للحزب، يؤكد: أهمية محطة المؤتمر في ما يستشرفه الاتحاد مستقبلا من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية من أجل الوطن والمواطنين

الاتحاد الاشتراكي محتاج إلى قيادة قوية في المرحلة القادمة
المؤتمر الوطني الحادي عشر سيد نفسه وأنا سأدعم من اختاره الاتحاديات والاتحاديون
الوضع المقلق المتسم بالاحتقان الاجتماعي وارتفاع الأسعار والمحروقات وانعكاس ذلك على القدرة الشرائية

 

 

 

يبدو أن الخط التحريري للإذاعة الوطنية الذي هو خط ثابت وراسخ ومعروف ومتميز بالحياد والموضوعية والمهنية لدى كل المواطنين المغاربة، قد زاغ عن السكة بسبب حلقة أول أمس من برنامج اختار معده ومقدمه في نفس الوقت، استفزاز ضيفه محاولا الإيقاع به، ليضطر هذا الأخير إلى المطالبة بالكف عن الاستمرار في طرح الأسئلة المستفزة وإلا سيغادر البرنامج، وبهذا يكون مقدم البرنامج قد قام بخدش في تاريخ هذه المؤسسة الإعلامية الوطنية المتميزة.
قال إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ،” إن الاتحاد الاشتراكي محتاج إلى قيادة قوية لتدبير المرحلة القادمة، وسيتم انتخاب ذلك خلال المؤتمر الوطني الحادي عشر، أيام 28، 29 و 30 يناير القادم”.
وأضاف الكاتب الأول للحزب الذي حل ضيفا على برنامج “لقاء مع الصحافة”، الذي بث مباشرة على أمواج الإذاعة الوطنية، أول أمس، أن المؤتمر سيد نفسه والاتحاديات والاتحاديون هم من سينتخبون هذه القيادة التي ستدبر المرحلة المقبلة.
الترشح للكتابة الأولى

لم يجد مقدم ومعد البرنامج ما يستهل به حلقته سوى بسؤال “هل سيترشح إدريس لشكر للكتابة الأولى في المؤتمر الوطني الحادي عشر”، ما جعل الكاتب الأول يستغرب من طرح سؤال كهذا في بداية البرنامج، لكن ومع ذلك، تساءل الكاتب الأول وبشكل استنكاري وهو يجيب عن هذا السؤال، لماذا يتم إضفاء الهالة والقدسية على الأشخاص، معتبرا أن أهمية محطة المؤتمر، وكما يعتبرها كافة الاتحاديات والاتحاديون والرأي العام الوطني، تكمن في ما يستشرفه الاتحاد الاشتراكي مستقبلا من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية من أجل الوطن والمواطنين.
وأكد الكاتب الأول، بنفس المناسبة، أن الاتحاد الاشتراكي هو الحزب الوحيد الذي كان يتحدث عن تناوب جديد، ورفع شعارا يتعلق بذلك، في الوقت نفسه الذي كان فيه البعض يعتقد أن دار لقمان ستبقى على حالها، مذكرا، في ذات السياق، أن الحزب كان مقتنعا بهذا التناوب الجديد، مشددا على أن خمسة أحزاب وطنية هي من ستتقدم الانتخابات في البلاد، وأن حزب الاتحاد الاشتراكي سيكون من ضمن الأحزاب السياسية الثلاثة الأولى في المشهد السياسي.
الترشح لولاية ثالثة

بالرغم من أن الكاتب الأول للحزب أجاب عن السؤال بكل وضوح، إلا أن الصحفي، الذي نشط هذه الحلقة إلى جانب مقدم البرنامج، سيعيد طرحه من جديد، لكن هذه المرة بصيغة أخرى، “هل ستترشح لولاية ثالثة خلال المؤتمر؟”، ليرد الكاتب الأول للحزب بكل وضوح، ” لا أنا ولا أنت من سينوب عن الاتحاديات والاتحاديين، المؤتمر سيد نفسه”.
وأضاف لشكر ” لقد أعلنت أننا سنحضر للمؤتمر ووضعنا سقفا له، واليوم قد حددنا تاريخه متأخرا بشهر، وأعلنت أني لن أترشح في الانتخابات، فأنا رجل مسؤول، فليست إرادتي هي التي ستسري، بل هناك مسؤولية أكبر هي مسؤولية المؤتمرين الاتحاديين، وهم من سيقولون كلمتهم الفصل، وأنا سأدعم من اختاره الاتحاديات والاتحاديون”، ليعود الكاتب الأول لينبه مقدم البرنامج إلى أن الرأي العام الوطني يريد أن يعرف أية معارضة للحزب، وكذا استراتيجيته وسياسته وخطه السياسي، لا أن تنوبوا في طرح أسئلة مغلوطة عنه، ليتكرر السؤال مرة أخرى وبصفة استفزازية “هل ستغيرون النظام الداخلي للحزب من أجل إضافة ولاية ثالثة لتتحمل مسؤولية الكتابة الأولى”، ليرد عليه الكاتب الأول أن الأمر لا يتعلق بالنظام الداخلي أولا، وإنما بمبادرة لنا، إذا ما طبقناها فيجب على كل أجهزة الحزب أن تجمد نفسها”.
الاتحاد الاشتراكي هو البديل

وأكد لشكر أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية محتاج اليوم إلى قيادة قوية تدبر المرحلة القادمة، إنه الاتحاد الذي قلتم عنه إنه يعاني التشتت والتفرقة، وأصبح جثة هامدة، هذا الاتحاد الذي أعلنتم موته، هو من احتل المرتبة الرابعة في المشهد السياسي الحزبي، وهو من حسن موقعه في الترتيب الوطني للاستحقاقات، ليعود بقوة في المشهد السياسي، يقول الكاتب الأول للحزب.
وأردف الكاتب الأول للحزب قائلا ” نحن متواضعون، ونعرف كيف نشتغل مع الشعب المغربي، فاليوم من حقنا أن نطرح أنفسنا كبديل لهذا التحالف الثلاثي المتغول”.
وتابع لشكر، بخصوص شعارات المرحلة المتعلقة بالجانب التنظيمي للحزب، والتي جاءت في التقرير السياسي الذي ألقاه الكاتب الأول للحزب أمام أعضاء المجلس الوطني، التجديد معناه التجديد في الهياكل من الفرع إلى المكتب السياسي، والوحدة هي الوحدة المجيدة على أرض الواقع، والاتحاديون راضون عن تدبير القيادة الحالية التي حصلت على النتائج الأخيرة خلال الاستحقاقات التي عرفها المغرب يوم 8 شتنبر الماضي.
الاتحاد له ضوابطه وقواعده

بعد أن وصل السيل الزبى وطفح الكيل، رفض الكاتب الأول للحزب أن يكرر صاحب البرنامج أو الصحفي الذي يحاوره، أسماء أصبحت خارج الاتحاد الاشتراكي، وليست لها أية علاقة بالمسؤولية داخله، مبرزا أن الحزب له مسؤولوه في النقابات والقطاعات الحزبية المختلفة والنسائية والشبيبية، و” الاتحاد ليس بلا بواب”، وترديد أسماء لا صفة حزبية لها أو قدمت استقالتها، أو أعلنت انسحابها من الحزب، أو خاضت تجارب أخرى وأسست أحزاب أخرى، فيه تحقير ل 35 ألف اتحادية واتحادي صبروا وصابروا داخل الاتحاد الاشتراكي لكي يظل الحزب صامدا وينبعث من رماده، داعيا محاوره بالكف عن إحياء العظام وهي رميم.
الكاتب الأول يرفض تبخيس الاتحاد

وسجل لشكر على أن التأكيد على أسئلة بعينها، وتتضمن معطيات غير دقيقة وأحيانا كاذبة، مع الابتعاد عن القضايا الأساسية التي تهم الرأي العام الوطني من قبيل، أهمية توقيع اتفاقية (اليوم) وأثرها الاقتصادي والاجتماعي، التساقطات المطرية بالبلاد ودورها في الاقتصاد الوطني، تعاطي الحكومة مع قضايا المواطنين … كل هذا يدخل في إطار أسلوب غير مهني ولا يمت بصلة لأخلاقيات المهنة، أهدافه ومقاصده تبخيس الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، متسائلا في السياق ذاته عن الغاية من الإلحاح على اختزال حزب الاتحاد الاشتراكي في الأشخاص المكلفين بالإساءة إليه، مستنكرا في نفس الوقت، هذه الطريقة في الإيقاع بضيوف البرنامج، والتي ليست من أخلاقيات المهنة.

المصالحة والانفتاح وتجديد الأجهزة

شدد الكاتب الأول على أن الحزب استفاد من المصالحة والانفتاح اللذين نهجهما، حيث وصلت نسبة المساهمين في المعارك والناجحين في الاستحقاقات الأخيرة إلى 70 في المائة.
وبخصوص هياكل الحزب وأجهزته المحلية والإقليمية والجهوية فسيكون تجديدها من ضمن الأمور المطروحة على المؤتمر الوطني الحادي عشر، مؤكدا أن كل هذه الأجهزة من الضروري تجديد هياكلها في ظرف أربعة سنوات تماشيا مع قانون الأحزاب، لكن بالنسبة للسنتين الأخيرتين فقد تميزتا بظروف استثنائية صحية بسبب كوفيد 19.

أسلوب التغليط والمغالطة

سخر الكاتب الأول من الصحفي المحاور الذي يشكك في انتساب رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس النواب للحزب، وأوضح الكاتب الأول أن رئيس الفريق عضو منتخب باسم الاتحاد الاشتراكي ورئيس المجلس الإقليمي لزاكورة منذ سنة 2015، وكان مناضلا يساريا، واشتغل على ملف هيئة الإنصاف والمصالحة، مؤكدا مرة أخرى، إن كانت الحاجة تدعو إلى تأكيد، أن حزب الاتحاد الاشتراكي هو الحزب الأنظف في المشهد السياسي.
وأشار في هذا الصدد إلى أن أغلب البرلمانيين الناجحين باسم الاتحاد الاشتراكي، إما أعضاء في المكتب السياسي، أو المجلس الوطني أو لهم مسؤوليات حزبية، وحتى الذين التحقوا بالحزب الأصل، تربوا في الشبيبة الاتحادية أو القطاع الطلابي.
ولفت الكاتب الأول للحزب النظر إلى أن الدور الحقيقي لتطوير البلاد هو أن نسعف الحكومة كمعارضة بأن تقوم بمهامها، وأن تتركنا هذه الأغلبية الحكومية نقوم بدورنا كمعارضة.
وأبرز لشكر أن الاتحاد الاشتراكي كان يعتقد على أننا بصدد تناوب جديد لكن يتضح على أن الليبرالية التي تهيمن على الحكومة، لم نر بعد الجانب المشرق فيها، الذي هو المساواة والحرية. لم نر ليبيراليتهم في مدونة الأسرة، أو القانون الجنائي على سبيل المثال لا الحصر، باعتبار كل تطوير في نمو المساواة والحرية سيربح المغرب نقطتين على مستوى التنمية.
المعارضة المؤسساتية

وشدد الكاتب الأول للحزب على أن الاتحاد الاشتراكي ينهج معارضة مؤسساتية مسؤولة، مبرزا أن الاتحاد هو الحزب الوحيد الذي له جريدتان باللغة العربية والفرنسية وظلت صحافة الحزب مستمرة وحاضرة في السوق، حتى في زمن كوفيد 19، عكس ما فعل البعض الذي سرح الصحافيين، كما لنا الحضور القوي للمناضلين في الحركة المجتمعية والمدنية وفي النقابات المهنية والتعليم.

الوضع مقلق

وعبر الكاتب الأول عن تخوفه من الوضع المقلق المتسم بالاحتقان الاجتماعي، والذي زاده تسقيف السن بالنسبة لمباريات ولوج الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، ناهيك عن ارتفاع الأسعار والمحروقات، الذي أثر بشكل سلبي على القدرة الشرائية.


الكاتب : مكتب الرباط: عبد الحق الريحاني

  

بتاريخ : 26/11/2021